بعد هجوم المنصة.. كل ما تريد معرفته عن الأحواز

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عانى الأحوازيون، على مدى تسعة عقود من شتى أنواع التمييز، والعنصرية، والسياسات الممنهجة لمحو هويتهم، والتي تستهدف وجودهم، وبعد انتصار الثورة في 1979، وإقامة ما سمي بالجمهورية الإسلامية، استمر النظام الحالي في سياسة التهميش ونهب الثروات وإبقاء الشعب فقيرا.

واحتل الأحواز، المرتبة الأولى من ناحية البطالة والفقر على مستوى البلاد على الرغم من الثروات الهائلة.

أعداد الأحوازيون
يشكل الأحوازيون، نسبة تتراوح ما بين 10 بالمئة إلى 13 بالمئة من سكان إيران، ويقطنون في الجنوب والجنوب الغربي على الحدود العراقية والضفة الشمالية للخليج العربي أكثر من 90 بالمئة من موارد النفط الإيراني تأتي من الأحواز، حيث كانت الأحواز من أهم مناطق الإنتاج الزراعي والثروة السمكية.

الأصل العربى
يبلغ تعداد سكان الأحواز، 5 ملايين شخص من العرب الأصليين في وطن تبلغ مساحته 528 ألف كيلومتر مربع، يمتد من مضيق باب السلام أو ما يسمى هرمز إلى العراق.

بما أن الأحواز عربية، فهي تعاني من الظلم والاضطهاد بسبب سياسة النظام الإيراني، ومرفوض وممنوع عليها كل ما ينتمي للعرب بصلة ويجعل العرب يتحركون نحو عروبتهم أو نحو المذهب السني، وهذا ما جعل السلطات الإيرانية تمنع الاحتفال بعيد الأضحى في الأحواز منعاً باتاً وتحاربه بشتى الطرق، وتمنع مظاهر العيد ومنها المعايدة والاحتفاء بالعيد في الشوارع والمساجد ومن لا يأبه لما وضعوا من حدود ويحتفي بالعيد ويضحي له ويحتفل يتم اعتقاله كما حدث مع النشطاء الأحوازيين في العام الماضي حيث تم اعتقال أكثر من عشرة أحوازيين.

احتجاجات الأحوازيون
هذا الاضطهاد، والإهمال، والضغوط المتزايدة ضد العرب الأحوازيين، دفعهم إلى الاحتجاج والتظاهر والمطالبة بحقوقهم، واستمرت احتجاجات الأحوازيين كل عام تحت عناوين مختلفة، على سبيل المثال منذ بداية عام 2018 نشبت 3 انتفاضات واسعة النطاق في منطقة الأحواز غير الاعتراضات الصغيرة للعمال، والمزارعين، والطلاب، التي تصل إلى أكثر من 900 حالة حسب المراقبين للشأن الإيراني.

للأسبوع الثاني يتظاهر الأحوازيون، احتجاجا على ما يتعرضون له على يد السلطات الإيرانية، التي زادت من ممارساتها التعسفية واضطهادها رغم تصريحات أدلى بها مسؤولون تحذر من الحرمان المتعمد ونهب الأراضي وتجفيف مياه الأنهار.

تظاهرات أحوازية ضد نظام إيران
تداول نشطاء أحوازيون، عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع إيرانية في الداخل والخارج قبل يومين، مقطع فيديو للنائب في البرلمان الإيراني عن مدينة الخفاجية جنوب غرب إيران، قاسم ساعدي، يهاجم فيها مساعد الرئيس حسن روحاني ورئيس منظمة البيئة عيسى كلانتر بطريقة غير مسبوقة، قائلا: "سياساتكم تشبه سياسات اليهود ضد الفلسطينيين".

وكشف ساعدي، خلال مهاجمته ضد المسؤول في حكومة روحاني، عن أن كلانتر وقع على وثيقة لنقل مياه أنهار الأهواز إلى وسط إيران، حيث اتهم النائب العربي الأحوازي أن الوثيقة غير مسبوقة وظلم كبير بحق العرب، خصوصا أن الأراضي التي كانت صالحة للزراعة تتعرض للتصحر بطريقة ممنهجة بسبب توجيه المياه إلى الأقاليم الأخرى، داعيا إلى الخروج بمظاهرات ضد سياسات الحكومة.

 كما تداول ناشطون أحوازيون، عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع صوتية من جلسة سرية ثبتت صحتها بعد أن كشفتها مواقع داخل إيران أن نائب المرشد الإيراني في إقليم الأحواز، موسوي جزائري، يحذر المسؤولين الإيرانيين من تفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب ما يتعرض له العرب السكان الأصليون في الأحواز، معترفا أن المسؤولين في العاصمة طهران سلبوا الأراضي من أصحابها العرب واستوطنوا وافدين من أقاليم أخرى بحجة العمل في الشركات الحكومية.

وكان آلاف المواطنين العرب في شوارع مدينة الأحواز، مركز إقليم عربستان، تظاهروا، تضامنا مع أهالي قرية الجليزي، شمال الإقليم، الذين تعرضوا لهجوم عنيف من قبل الأمن الداخلي الإيراني، الذي اعتقل 60 شخصا عندما قمع بعنف، الاثنين الماضي، احتجاج الأهالي على مصادرة أراضيهم من قبل الجيش الإيراني.

وتداول ناشطون أحوازيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع عديدة تظهر الهجوم العنيف لقوات الأمن الداخلي الإيراني بالعصي والهراوات، وإطلاق النار على الفلاحين العرب المحتجين، وبينهم نساء تعرضن للضرب المبرح، قبل أن تشن السلطات حملة اعتقالات جماعية ضد سكان القرية.

انتهاكات إيران ضدهم
تنتهج السلطات الإيرانية العنف ضد سكان إقليم الأحواز ذي الأغلبية من أصول عربية، وتنكل بهم وتهددهم، فضلاً عن ممارسة الجرائم بحق أسراهم في السجون، والإعدامات التي تنفذ بحقهم بسبب نشاطهم السياسي والثقافي والاجتماعي.

ووفقاً للإحصائيات الدولية، نفذت إيران حتى أواخر عام 2014، 900 حكم إعدام بحق النشطاء السياسيين في عموم إيران، وللأحوازيين كان النصيب الأكبر من هذه الإعدامات.

وتحاول إيران منذ احتلالها للأحواز عام 1925، طمس الهوية العربية للشعب العربي الأحوازي، من خلال منع تدريس اللغة العربية وحرمان الشعب الأحوازي من حقهم الطبيعي في التعلم بلغتهم الأم.