سارة إبراهيم تكتب: الميت فنان والجنازة مهرجان!

مقالات الرأي

سارة إبراهيم
سارة إبراهيم


لا أنكر أهمية مهرجان الجونة السينمائي الدولي، الذي أضاءت أنوار دورته الثانية سماء الغردقة، بحضور أسماء لامعة من نجوم الفن في مصر والوطن العربي، المشهد الذي اختفى في جنازة وعزاء الفنان جميل راتب، الذي تزامن رحيله مع رحلة النجوم إلى منتجع "الجونة" السياحي، للاستجمام على شواطئ البحر الأحمر.

 

أقبل النجوم على تلبية دعوة الشقيقين نجيب وسميح ساويرس مؤسسا المهرجان، لحضور حفل افتتاح المهرجان الذي نال -في دورتين- شهرة واهتمام إعلامي فاق ما صنعته مهرجانات مصرية "عريقة" لكنها "فقيرة" أو بالأصح "محدودة الدخل"، وهنا يتبادر السؤال "هل تواجد النجوم في الجونة من أجل خدمة السينما"؟

 

عام 2016، وتحديداً عقب وفاة الساحر محمود عبدالعزيز، تحول حفل افتتاح الدورة 38 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى "عزاء" للفنان الراحل، واتشحت النجمات بالسواد أثناء المرور على السجادة الحمراء، كما أعلن آخرون حالة الحداد، وتغيبوا عن حضور المهرجان التابع للدولة وليس لرجال الأعمال.

 

وكما يتردد حالياً عن وجود قائمة "أفلام المهرجانات" و"أفلام الإيرادات"، نجد بعض النجوم الذين يحظون بالاهتمام بعد مماتهم لكثرة الأضواء حولهم في حياتهم، وآخرون يمنحون الكثير ولكن يرحلون في صمت، فتخلو مقاعد الحضور في عزائهم ويقل عدد المشيعين في جنازاتهم، ربما لعدم وجود "رعاة" لأحداث الموت في مصر.

 

الحقيقة أن تزامن افتتاح مهرجان الجونة مع رحيل جميل راتب، وضع المجتمع الفني في مصر أمام مرآة، وكشف ما وصلنا إليه من البعد عن الإنسانية وعدم المشاركة في الأحزان -التي تكشف معادن الناس- من أجل الظهور أمام كاميرات الإعلام وعلى شاشات التليفزيون، ويزيد الحماس إذا كان بدعوة إقامة فاخرة في فنادق مطلة على شاطئ البحر.