منال لاشين تكتب: عقاب البورصجية

مقالات الرأي




كنت وما زلت مع أن ننهى القضايا الاقتصادية بالغرامات التى تناسب حجم وقيمة المخالفة أو الجريمة. وينطبق ذلك على قضية التلاعب بالبورصة. وهو الاسم الذى اختاره الإعلام لقضية بيع أسهم البنك الوطنى المتورط فيها نجلا الرئيس السابق مبارك علاء وجمال.

وبعيدا عن مسار القضية أو التدخل أو الرفض أو القبول لقرار المحكمة بحبس المتهمين فهذا حقها، فإن ما يهمنى أو بالأحرى يستفزنى هو رد فعل حيتان البورصة أو البورصجية.ففور إعلان حكم إعادة حبس المتهمين خسرت البورصة مبالغ مالية خرافية فى واحدة من محطات الخسارة المهمة فى تاريخ البورصة.

فقد خسرت البورصة من قبل وليس مستبعدا أن تخسر مستقبلا لا قدر الله.

ولكن كثيرا من الخبراء يرون أن الخسارة هذه المرة كانت عقابا من حيتان البورصة على قرار المحكمة بحبس المتهمين فى قضية البورصة.

وقد جرب البورصجية هذه اللعبة أكثر من مرة.. إذا واجهت الحكومة أو بعض المسئولين بعض الكبار بالمغالاة فى أسعار السلع أو المنتجات أو التلاعب فى السوق أو رد ما عليهم للدولة من ضرائب وأراض حصلوا عليها بدون حق. كل مواجهة بين الدولة أو الحكومة ورجال الأعمال ستجد أهم ملعب لها هو ساحة البورصة. لأن نسبة لا يستهان بها من الكبار فى السوق هم أنفسهم كبار فى البورصة.وعلى الرغم من اختلاف تجارتهم أو عملهم وعلى الرغم من الخلافات والمنافسة بينهم، رغم هذا وذاك. فإنهم يتحدون وقت الأزمات. ويردون الصفعة صفعات ونزيف من الخسائر للاقتصاد.

ولذلك فالدرس الأهم والأكبر فى خسارة البورصة نتيجة ألاعيب البورصجية هو هدم الاحتكارات التى تكبل الاقتصاد المصرى.. وتمكن حفنة من لصوص الاقتصاد أن يلووا ذراع الحكومة مرة.. ويصل الأمر لمحاولة فاشلة للتأثير على أحكام القضاء مرة أخرى.

قضاء مصر لم ولن يخضع للابتزاز..