البابا تواضروس يختار «أهل الثقة» بزياراته الخارجية ويستبعد القساوسة «المشاغبين»

العدد الأسبوعي

البابا تواضروس فى
البابا تواضروس فى أمريكا


يحدد برنامجه ومن يلتقيهم بنفسه.. والمتحدث باسم الكنيسة: الدولة لا تتدخل

مع كل زيارة يقوم بها البابا تواضروس الثانى، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، إلى الأقباط فى عدد من بلدان العالم تثور انتقادات من جانب بعض الأقباط تزعم أن رحلات البابا لا هدف لها سوى أنها للترفيه، رغم أنه من المعروف أن هذه الزيارات لها جانب روحى بتفقد الأقباط بالخارج وتقوية علاقات مصر بهذه الدول من خلال القيادة الدينية الثانية فى مصر.

ويتم التخطيط لرحلات البابا قبلها بشهور وقد تصل لعام كامل، حيث يتم إرسال وفد للتنسيق مع الدولة التى سيزورها لتحديد برنامج الزيارة، ووضع تفاصيل كثيرة يكون فيها لكل عضو من أعضاء الوفد دور محدد، كما يتم تحديد الأشخاص الذين سيلتقيهم البابا.

وفى زيارة البابا تواضروس للولايات المتحدة الأمريكية والتى بدأت قبل أيام وتستمر نحو 5 أسابيع، انتشرت علامات الاستفهام حول تلك الزيارة الطويلة وعن توقيتها وأسبابها خاصة أن الكنيسة تعيش توترات بسبب أحداث كنيسة دشليم بمحافظة المنيا وغيرها فضلاً عن أزمة دير أبو مقار ورهبانه، ما جعل البعض يدعى أن رحلة البابا هدفها الهروب من الأزمات حتى تهدأ الأوضاع بالصمت، لأن أبناء المهجر ليسوا فى حاجة للاهتمام مقارنة بأبناء الكنيسة فى الداخل.

1- من يحدد البرنامج؟

يرى مصدر مقرب من الكنيسة، أن البابا منذ توليه كرسى مرقس الرسول، يسعى لخطب ود الدولة المصرية، وهو لا يعيبه فى شىء إذ إن دعم الدولة ومساندة الوطن أمر جيد خصوصاً أن البابا تولى مسئوليته فى فترة عصيبة عقب قيام ثورة 25 يناير وخلال حكم جماعة الإخوان ثم ثورة يونيو وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم البلاد، حيث كان على الكنيسة أن تثبت وطنيتها لذلك فإن معظم زياراته الأولى كانت لتوضيح طبيعة ما جرى فى مصر.

ويشير المصدر إلى أن البابا عادة ما يصطحب السكرتارية الخاصة به وهما القس آنجيلوس إسحق والقس آمونيوس عادل، كما يحرص على اصطحاب عدد من الأساقفة سواء من القدامى منهم الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط البلد والأنبا دانيال أسقف المعادى، سكرتير المجمع المقدس.

2- استبعاد المشاغبين من الزيارات

وفى بداية تجلسيه كان البابا يصطحب الأنبا بيشوى أسقف دمياط وتوابعها إلا أن العلاقة بينهما بدأت فى التوتر خاصة بعد زيارة البابا للكنيسة اللوثرية والتى تسيم المرأة أسقفا وتبيح زواج المثليين، وهو ما انتقده بيشوى، ويختار البابا أعضاء الوفد المرافق له قبل نحو عام من الأساقفة الذين قام بسيامتهم مثل الأنبا هيرمينا أسقف عين شمس، والأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر، كما يختار الأساقفة الهادئين وغير «المشاغبين»، مثل الأنبا هدرا أسقف أسوان والأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة.

ويؤكد المصدر أن سكرتيرى البابا يشرفان على تدقيق برنامج الزيارة وقد يشير البابا إليهما برغبته فى زيارة مكان بعينه كما أنهما يختاران من سيقابلهم البابا وذلك بالتنسيق مع أسقف الإيبارشيات التى سيزورها البابا وأحياناً يضطر البابا إلى إرسال أحدهما أو أحد الأساقفة لترتيب الرحلة قبلها بشهور خاصة إذا كانت فى إحدى الدول العربية.

وقال المصدر إن البابا عادة ما يصطحب ووفده أسقف الإيبارشية التى يزورها والقساوسة الموجودين بها وهم بالطبع لهم دور فعال فى اختيار العناصر التى ستقابله، كما فى إحدى الرحلات الرعوية للخارج صلى البابا على «خاتمى الخطبة» لأحد العروسين وهو تصرف أبوى يعطى شعورا بالألفة للجالية بأكملها.

3- رحلة مرتقبة للسعودية

البابا كان أعلن مؤخراً عن زيارته للسعودية، إلا أنه لم يحدد موعداً للرحلة بعد، والتى ستعد الأولى من نوعها لبابا مصرى وللسعودية معاً، ومن المنتظر أن يزور البابا ألمانيا، وذلك لمتابعة حالته الصحية حيث يعانى من آلام بالظهر والعمود الفقرى، ومن المحتمل كذلك أن يزور البابا فرنسا والصين وذلك لوجود مصريين بنسبة ليست قليلة هناك.

4- الدولة لا تتدخل

القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقول لـ»الفجر» إن زيارات البابا عادة ما تكون بهدف الرعاية وافتقاد أبناء الوطن فى المهجر، حتى وإن كان بعض هذه الزيارات للعلاج فإنه عادة ما يجرى لقاءات ويزور ويدشن كنائس، لأن من أولويات البابا أن يزور جميع أبناء الكنيسة فى الداخل والخارج حتى فى الدول التى يوجد فيها عدد قليل من الأقباط، نافياً تدخل الدولة فى اختيارات البابا لأماكن زياراته.