حكايات عصفور قمر الدين.. "حدث فى بلاد السعادة" المعارضة فى مسرح الدولة !

العدد الأسبوعي

حدث فى بلاد السعادة
حدث فى بلاد السعادة



لم أتوقع أن أجد كل هذه المساحة من الحرية والجرأة عندما ذهبت لمشاهدة العرض المسرحى «حدث فى بلاد السعادة» عن فرقة المسرح الحديث التابع لوزارة الثقافة، ولو كان الأمر بيدى لطالبت بتكريم المسئول عن إجازة العرض المسرحى برغم كل ما به من أفكار جريئة ونقد بناء قد يرتعش أى مسئول أمام الموافقة عليها ومنحها إذنا بالعرض.

حدث فى بلاد السعادة يطرح قضية فساد الحكومة فى هذه الدولة الافتراضية!، والتى اختفت فيها الابتسامة، فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة وقمع كل المعارضين والإلقاء بهم فى السجون !، وفى الوقت الذى تصل فيه أوضاع البلاد إلى حافة الهاوية يصل إلى سدة الحكم رجل بسيط من عامة الشعب، وفيما يسعى ذلك الرجل لتحقيق العدالة الاجتماعية والنهوض بأحوال البلاد والعباد يتآمر عليه كل المستفيدين من الفساد فيتخلى عن حكمه ويعود لصفوف الشعب من جديد.

استطاع الكاتب وليد يوسف مؤلف العمل أن يقدم نصا محكما مبنيا بحرفية كاتب مسرحى يحمل سنوات كثيرة من الخبرة والموهبة، ورغم تطابق الأحدث مع كثير من الحياة التى نعيشها، فيكفى أن تعرف أن مؤلف العمل كتب هذا النص تحديداً عام 88 تحت اسم «مات الملك» وبالطبع لم يجد من يتحمس لإنتاجه أو تقديمه خوفاً من بطش السلطة السابقة.. «حدث فى بلاد السعادة» يجسد رؤية المخرج مازن الغرباوى الذى تعامل ببساطة واحترافية مع النص ليمنع تسرب الملل إلى الجمهور خلال متابعة العرض رغم الإمكانيات المحدودة، واجتهد مهندس الديكور حازم شبل فى تصميم ديكورات تضيف لروح العمل ببساطتها واعتقد أنه لو توافر له ميزانية أكبر لكان قدم ديكورات أكثر ملاءمة للعرض، ولكنها ظروف العمل فى حدود المتاح، فيما جاءت أغانى العرض المسرحى التى كتبها حمدى عيد ولحنها محمد مصطفى مناسبة للدراما التى صاغها وليد يوسف وكان صوت وائل الفشنى وفاطمة على مثل المكافأة التى ينتظرها الجميع، فالاثنان كما يقول أهل الموسيقى «قويلة» من العيار الثقيل.

جميع من شاركوا فى العرض المسرحى من ممثلين كانوا قدر المسئولية وقدموا أدوارهم باحترافية وموهبة كبيرة بداية من بطل العرض مدحت تيخة، وداهية الكوميديا محمد حسنى، وسيد الرومى أحد الوجوه الكوميديا المظلومة لأنه يستحق أكثر مما هو فيه، وعلاء قوقة، ويبقى حسن العدل الممثل الذى بحق هو عمود خيمة لهذا العرض المسرحى.