محمد جمال يكتب: شكرا أحمد مكي

الفجر الفني

بوابة الفجر


لطلته بهائها الخاص ورونقها المميز، وأسلوبها المبدع، فهو دائما ما يبهر جمهوره بالتغريد خارج السرب وتقديم أفكاره خارج الصندوق، ويعد أكثر مطربي "الراب" احتراما لجمهوره وسط ما نراه كل يوم من مهاترات على الساحة الفنية عامة والغنائية خاصة، إنه الفنان المبدع أحمد مكي الذي ولد في عام 1978 بمدينة وهران بالجزائر لأب جزائري وأمّ مصرية.


جاء مكي بصحبة والدته إلى مصر، ثم أخذ الجنسية المصرية، ليتربى في حي الطالبية بالقاهرة، ثم تخرج من قسم الإخراج بمعهد السينما في القاهرة، وامتاز دائما بأسلوب محدد وطريق واضح لا يخطأه أو ينحني عنه، ولا يسمح للزمان مهما طال أن ينسيه إياه فهو بالنسبة لجيل الشباب صاحب الرسالة الذي يقدم فكرته بأسلوب مبسط متواضع وشيق يجذبهم إليها في نفس الوقت دون تكلف منه أو مغالاة، وهو ما ظهر جليًا في معظم أغنياته وخاصة كليبه الأخير "أغلى من الياقوت"، والذي ناقش فيه علاقة الأب بابنه ومدى حبه وحرصه عليه.


كانت بداية مكي الغنائية مبهرة لعشاقه وبسيطة أيضًا حتى أنه دخل القلوب دون سابق إنذار، نظرًا لما تحويه بدايته من رسائل سامية ومن أهمها مناقشة قضية الشائعات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حملت الأغنية اسم "فايسبوكي"، والتي تضمنت الشائعات وانتحال أسماء شخصيات في مواقع التواصل، ثم كان تعرضه لأزمة الإدمان وتناول المخدرات في أغنية "قطر الحياة"، والتي تناولت قصة شاب مدمن وكيف انتهى به الحال.


لعب مكي على وتر آخر في كليبه "شكرا ماما" إذ ناقش فضل الأم والمجهود العظيم الذي تبذله في تربية الأبناء، والفرحة بنجاح أبنائها والدور المهم في المجتمع لإعداد الأجيال القادمة.


ثم كانت الهدية التي قدمها "مكي" إلى الشباب من خلال كليب "وقفة ناصية زمان"، والذي فتح للمجتمع من خلاله جرحه الغائر والمذمن وهو افتقاده للعادات والتقاليد، والذي قام بتصويره في مكان نشأته وهو حي "الطالبية" المكان الأكثر شعبية بالنسبة له رغم أصوله الجزائرية.


كشف "مكي" خلال الكليب أمراض الشارع المصري المنتشرة بفجاجة هذه الأيام والتي لم تكن موجودة بمثل هذا القدر من قبل وهي "انتشار التحرش، والسرقات، والسلبية".


أما في كليبه "آخرة الشقاوة"، فتعرض لقضية البلطجة والجريمة وكيف تكون نهاية البلطجي أكثر مأساوية.


يأتي هذا فيما يخص مشوار أحمد مكي الغنائي، إلى جانب تقديمه عدد قليل من الأعمال الدرامية الكوميدية والشيقة والتي علمت كثيرًا مع الأسرة المصرية ومنها "الكبير أوي" بأجزائه الخمسة، وكذلك مسلسله الدرامي "خلصانة بشياكة".


حقيقة؛ أستطيع أن أقول بكل ثقة ويقين أن أحمد مكي مثال قوي على أن النجاح والقمة لا يصل إليهما الإنسان إلا بقدر اجتهاده وعمله وحب وتقديسه لهذا العمل إلى جانب تنمية قدراته ومهاراته في أي مجال كان يخص هذا العمل، فأحمد مكي صاحب الأصول الجزائرية استطاع أن يكون مصريا بل صعيديا بامتياز، بعدما عشقه الجمهور المصري بكافة شرائحه فهو الشاب الجدع، والشاب المرفه، والرجل الصعيدي، والشخصية الطيبة، وهو أيضًا مغني الراب المميز.