أسرار وكنوز من داخل مقبرة "أوسركون" في صان الحجر (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


كشف الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية القديمة في وزارة الآثار، عن أسرار مقبرة أوسركون الثاني، والتي كشف عنها عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه عام ١٩٣٩في منطقة صان الحجر في الشرقية.


وفي تصريحات خاصة لبوابة الفجر، قال عشماوي، إن هذه المقبرة شهدت تعديلًا كبيرًا حيث استخدمت كقبر للمك نفسه وابنه الأمير حور نخت والملك تكلوت الثاني، وقد عثر على كنوز الملك في هذه المقبرة عام 39، وهي معروضة حاليًا بقاعة ملوك تانيس في المتحف المصري بالتحرير، والتي من المفترض أن تحل محل كنوز الملك توت عنخ آمون بعد نقلها إلى المتحف الكبير.


وتابع عشماوي أن المقبرة زينت بالعديد من النقوش والمناظر بعضها مازال يحتفظ بألوانه زاهية، من أهم نقوش المقبرة نقش القائد باغرد ابن ايزيس عند المدخل والذى صور واقفا يضع يده فوق رأسه ويرثى سيده ويعبر، عن آلامه لفقد سيده، كما نجد خرطوش الملك أوسركون الثاني وستة أسطر رأسية من الكتابة الهيروغليفية.


وأضاف عشماي أن الجدار الجنوبى زين بمنظر يمثل قاعة الإله أوزير، حيث نجد منظر يمثل الإله أوزير وكذا الملك مرتديا زينته الملكية وجلد الفهد متشبها بالكهنة، ومن المناظر المهمة أيضًا في المقبرة، هو تصوير حقول الأيارو، والتي تمثل الجنة في العالم الآخر، والتي تخيلها على شاكلة بلاده يغمرها الفيضان وتنبت فيها المحاصيل أكبر وأجمل من تلك الموجودة في دنياه، وصور وهو يزرع هذه الحقول كما كان فى الدنيا، بالإضافة إلى صور ونصوص أخرى من كتاب الموتى من أهمها الاعترافات الانكارية التى ينفى فيها المتوفى فى قاعة العدالة أمام الآلهة القيام باى شر.


وأشار عشماوي إلى أن من أجمل النقوش فى المقبرة هى تلك الموجودة بالحجرة الثالثة والمأخوذة من كتاب الموتى حيث نجد الملك أوسركون الثاني ومن فوقه قرص الشمس الذى يرسل أشعته حول الملك الذي يتجه جنوبًا، ونجد أمامه بوابة مغلقة يحرسها حارس بجسم إنسان ورأسه على هيئة ثعبانين خلفه شخص ممسك بثلاث سكاكين أمامه بحيرة ماء، وفى نهاية المنظر نجد الملك مصور مرة أخرى وقد نجح في العبور من البوابة وانتقاله إلى الجنة في العالم الآخر.


أما عن بناء المقبرة ومكانها فهي تقع إلى جوار معبد آمون في منطقة صان الحجر، وعلق عشماوي على ذلك بأن المعتاد أن توجد المقابر بعيدة عن المعابد كما هو الحال في الأقصر، ولكن صان الحجر في هذه الفترة كانت تتعرض لقلاقل سياسية، مما جعل الملوك يضعون المقابر بجوار المعبد كنوع من الحماية، وتابع أن المقبرة مكونة في أغلبها من الحجر الجيري ولكن حجرة دفن الملك والتوابيت من الجرانيت الوردي والجدران من الحجر الجيري.