الطلاق النفسي.. ناقوس خطر يدق البيوت.. وخبراء يحللون أسباب انتشار الظاهرة وحلول لمحاربتها

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جميعنا يدرك كارثة الطلاق والتفكك الأسري، وتزايده المتفاقم، إلا أن انتشار مصطلح الطلاق النفسي أو العاطفي، يحمل في طياته، تداعيات كثيرة، لذا أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، رسالة جديدة ضمن حملة "وعاشروهن بالمعروف"، حول تلك الظاهرة، للتوعية بخطورة زيادة معدلات الطلاق، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومستقرة.

الخبراء النفسيين، أكدوا أن الطلاق النفسي لا يحدث فيه انفصال تام بين الأزواج، ولكن يتحول البيت إلى سجن، بسبب صمت الزوجين، لذا فهو سبب إنتاج الجرائم الأسرية.

توعية بظاهرة الطلاق النفسي
أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف، رسالة جديدة ضمن حملة "وعاشروهن بالمعروف" للتوعية بخطورة زيادة معدلات الطلاق، وتوضيح الأسس السليمة لبناء أسرة سعيدة ومستقرة.

وتناولت الرسالة الجديدة موضوع "الطلاق النفسي"، باعتباره أحد الأسباب التي قد تؤدي لغياب المودة بين الزوجين، ويعمل على اتساع الفجوة بينهما، ودعت الحملة الزوجين إلى ضرورة المصارحة والمشاركة، واعتماد ثقافة الاعتذار والصفح في التعامل مع المشكلات.

علامات الطلاق النفسي
وتبدأ علامات الطلاق النفسي، بوجود حالة من الصمت بين الزوجين، يفشل كلاهما أو أحدهما في كسرها أو اختراقها بأي حال، فضلًا عن الانسحاب بشكل جزئي أو كامل من فراش الزوجية.

أحيانًا ما يهرب الزوج، من المنزل باللجوء للخروج والسهر والسفر بالنسبة للزوج أو تكرار زيارات الزوجة لأقاربها وما شابه، والهروب داخل المنزل بالانشغال بالصحف والتلفاز والحاسوب وغيره عن التواصل مع شريك الحياة.

وجود حالة من السخرية والاستهزاء واللامبالاة باهتمامات الآخر ومشاعره، بل من أي محاولة لكسر جمود العلاقة ومنحها قدر من الدفء، إضافة إلى الشعور بأن استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد فقط أو من الخوف من خوض تجربة الطلاق وحمل لقب مطلق أو مطلقة أمام الناس.

تحليل الطلاق النفسي
الدكتور عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، يقول إن الطلاق النفسي يتم بين الزوجين فهو لا يكون على الورق ولا يتم فيه الانفصال التام بينهما، حيث يعيشون في بيت واحد وتحت سقف واحد، ولكن كل من الطرفين يعيش في حياة منفصلة عن الأخرى ولا تربطهم أي علاقات بينهم حيث تبدأ بعد الكلام فيما بينهم ولا يكون هناك علاقة حميمية.

ويرجع "مدني"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أسباب الطلاق النفسي، إلى اختلافات شخصية وآراء كلها خلافات وخناقات مزمنة ويتفقوا فيما بينهم أن تكون العلاقات خفيفة.

وبشأن علاج الظاهرة، أوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن العلاج يتم من خلال تعليم الناس، كيفية التواصل مع بعضهم البعض، ويحلوا المشاكل بينهم، لافتًا إلى أن حملات الأزهر الشريف مجدية جدًا خاصة أن الدين يجذب أي حد جانبه فورًا.

خطورة الطلاق
وتشير الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إلى أن مشكلتنا في مصر إننا لا نحاول نتفهم الأخر، حيث كل واحد يعيش مع نفسه ويترك الطرف الأخر، فالكل يرفض يتعامل بمنطقة العملية الكاملة، ويتحول البيت إلى سجن وعدم الإحساس برفيق الحياة وعدم الشعور بالونس.

وأكدت "خضر"، في تصريحاتها الخاصة لـ"الفجر"، أن خطورة هذا الواقع الذي تفرضه ظاهرة الطلاق النفسي، أنه يتم من خلال إنتاج جرائم جديدة لم نسمع عنها من قبل كالقتل والنهب والسرقة داخل الأسرة.

وحول علاج الظاهرة، شددت أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، على أن نظام التعليم الجديد سوف يلعب دورًا بارزًا في قضية الطلاق النفسي، من خلال التفاهم والتواصل مع البعض.