عمرو ياسين: "نصيبي وقسمتك 2" عبارة عن 9 أفلام.. وأراهن على قصة "604" (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر


الكتابة ليست هواية أقحمها في سطور لتصبح قصة تحمل اسمه، وقلمه ليس أداة لرصد حالات إنسانية في حلقات مسلسل تلفزيوني، فهدفه هو تقديم البشر للبشر، وإزاحة الستار عن حكايات نعيشها كل يوم، والاستفادة منها من خلال عمل درامي مزج بين الخبرات الشخصية والخيال المقنع في عرضها للجمهور، فنال نجاحًا غير عاديًا بقلم مؤلف غير عادي، هو عمرو محمود ياسين.

بعد نجاح حلقات الجزء الثاني من مسلسل "نصيبي وقسمتك"، وبالتزامن مع عرض قصة "أحمد يا عمر"، بعد قصتي "لحظة من فضلك" و"نظرة فابتسامة"، كان لنا هذا الحوار مع عمرو محمود ياسين.

بدايةً، كيف وجدت نجاح الجزء الثاني من "نصيبي وقسمتك"؟
-فوجئت بردود فعل ممتازة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن المحيطين بي ايضاً، وأنا أجيد رصد آراء الجمهور عبر "السوشيال ميديا" بشكل دقيق، وأهتم بالرد على بعض الناس، وما وجدته هو شئ عظيم ونجاح واضح أسعدني كثيراً.

ما هو الفرق بين كتابة جزئي المسلسل.. وأيهما أصعب؟
-الجزء الأول استغرق وقتاً أطول من الثاني، بسبب توقفي وعودتي للكتابة أكثر من مرة خلال عامين، وهذا جاء نتيجة لبعض الصعوبات التي شهدها المسلسل منذ البدء في التفكير به، ومنها كثرة المناقشات حول عدد الحلقات والحكايات وتوقيت العرض وغيرها.

أما الجزء الثاني فكان الأصعب في الكتابة، وانتهيت من كتابته في مدة لم تتجاوز 3 أشهر، وهي فترة قصيرة جداً بالنسبة لمسلسل يتكون من 45 حلقة، تدور أحداثها حول 9 حكايات تعرض الواحدة منها على 5 حلقات، أي ساعتين ونصف تقريباً، واعتبر أنني كتبت 9 أفلام في مسلسل واحد.

هل فكرت في تقليل عدد الحلقات للتخلص من ضغط الوقت؟
-عدد الحلقات يخضع لقوانين السوق خارج السباق الرمضاني، لأن القنوات الفضائية تطلب مسلسلات تتراوح بين 45 و60 حلقة لعرضها خارج الموسم، فكان أمامي الاختيار بين تقديم 15 قصة تعرض الواحدة منها على 3 حلقات، أو 9 قصص تعرض الواحدة على 5 حلقات.

ولماذا أجريت تعديلاً على عدد حلقات القصة الواحدة؟
-وجدنا أنه من باب التجديد أن تعرض القصة الواحدة على 5 حلقات، حتى يتم إذاعتها خلال 5 أيام متصلة من السبت إلى الأربعاء كل أسبوع، وهو عكس الموسم الأول، فكانت القصة تعرض على 3 أيام ثم تبدأ قصة أخرى ويتوقف عرضها يومي الخميس والجمعة، فكان الجمهور "بيفصل من الحدوتة" وهذا الأمر أزعجنا، إضافة إلى اتساع الخمس حلقات لعرض فكرة القصة أفضل.

ما هي القصة التي تمنيت أن تعرضها في مسلسل كامل أثناء الكتابة؟
قصص عديدة في "نصيبي وقسمتك 2" تصلح أن تصبح مسلسلات كاملة، على سبيل المثال قصص "لحظة من فضلك" و"نظرة فابتسامة" و"604"، لأن "التلاتة فيهم مجال لكلام كتير يتقال ومتقالش"، ولكن إذا أردت اسم قصة واحدة فقط تمنيت تحويلها لمسلسل، سأختار "604" لأن لها طابع خاص وتنتمي لنوعية دراما الرعب والتشويق، ولا أظن أنني سأخوض هذه التجربة كثيراً.

كيف استقبلت النقد والإشادة بالمسلسل في نفس الوقت؟
-اعتبر النقد شئ طبيعي ومنطقي وناتج عن اختلاف طريقة التفكير من شخص لآخر، ولكن الانتقادات التي أجدها ساذجة لا اهتم بالرد عليها، وفي كل الأحوال أحاول الاستفادة من جميع الآراء، أما عن الإشادة بالمسلسل، فكل آراء الزملاء أسعدتني بلا استثناء، خاصة آراء النجوم صلاح عبدالله وعماد رشاد وهادي الجيار، فهم أساتذتي وأصحاب مقام فني عظيم ومحترم.

قدمت شقيقتك رانيا محمود ياسين بشكل جديد.. كيف جاء ذلك؟
-"كنت شايفها وأنا بكتب الدور" وتأكدت من صحة اختياري لها بعد الإشادة التي حصلت عليها عقب عرض القصة الأولى "لحظة من فضلك"، ولم أتفاجأ بتجسيدها دور "كوميدي" لأنني أعرفها كممثلة وأعرف إمكانياتها جيداً، وكنت واثقاً أنها "هتديني الجانب اللايت العفوي التلقائي في الشخصية"، وسعيد جداً بنجاحها و"مكنتش أتمنى أداء الدور أحسن من كدة".

ما تقييمك لتجسيد أحمد العوضي دور "زياد" في قصة "نظرة فابتسامة"؟
- أحمد العوضي بيكلمني وسعيد بنجاح دوره جداً، وأنا أيضاً سعيد بما حققه، خاصة أنه كان خائفاً من الدور في البداية، ولكني أقنعته و"قلت له انت هتعمل الدور حلو وهيكون خطوة مهمة بالنسبالك"، وهذا ما حدث و"دغدغ الدنيا فعلاً"، وأرى أن كريم قاسم، طل علينا بدور جميل وجسد شخصيته بحرفية، ولابد أن يستفيد السوق من نجاح هذا الثنائي.

لماذا اخترت "الموت" كنهاية في قصتي "لحظة من فضلك" و"نظرة فابتسامة"؟
-كل قصة أكتبها أرى لها نهاية منطقية تحقق أهداف أريد الوصول إليها، فمثلاً استشهاد "حازم" في القصة الأولى، كان لضرورات درامية، أولها الإشارة إلى موت قيم الاحترام والرجولة والشهامة والحفاظ على صلة الرحم، وثانيها هو عودة شقيقته إلى طريق الله بعد اتجاهها إلى الإلحاد، وجاء اقتناعها بعدما شاهدت شقيقها تنمى "الشهادة" في حياته والله حقق أمنيته.

أما موت "زياد" في القصة الثانية، فكان بمثابة جرس إنذار للبعد عن الأنانية في التعامل مع الآخرين، وطرح فكرة أن "القهر والخيانة والظلم ممكن يهدوا راجل مفتول العضلات وقوي الشخصية مثل زياد"، فوجدت أن موته أكبر عقاب لزوجته "قسمت" وصديقه "كريم" بعد خيانتهم له، وأرى أن موته أضاف سخونة للأحداث في نهاية الحلقات.

هل أجريت تعديلات على مشهد مواجهة "زياد" و"قسمت" أثناء التصوير؟
- المشهد كان مكتوباً بهذا الشكل منذ البداية، ووجدته رائعاً بعد العرض، وحضرت تصويره كمعظم مشاهد المسلسل، لأنني أحرص على التأكد من تنفيذ بعض الأمور بشكل سليم، فأنا شديد الصرامة في الكتابة والحفظ ولا أقبل أن "يقول الممثل ما معناه"، لأنني "بتعب في كتابة جملة حوارية وبفضل أعيد وأزيد فيها"، ومن الممكن أن "تفلت" مني أشياء، ولكني أحترم ما أكتبه ولا أحب أن يتغير دون علمي، وأي تغييرات يريدها الممثل تتم بالاتفاق بيننا.

الدراما التركية تناولت "الخيانة الزوجية" أيضاً، كيف قدمتها بشكل "مصري"؟
عندما أكتب قصة أحرص على إظهار الطابع الشرقي المصري فيها، وأبرز ما أعيشه ونشأت عليه من خلال شخصيات أعمالي، فأنا لا أحضر أشياء غريبة وأحاول تمصيرها، ولست من المغرمين بالدراما التركية ولذلك لا أعلم ماذا يقدمون، ولكني عندما أتناول موضوع أقدمه بشكل مختلف عنهم لأنني "مش تركي".

جمهور "السوشيال ميديا" أعلن تحمسه لعرض قصة "604".. هل تراهن عليها؟
- هذه حقيقة، وأرى أن "604" قصة لها طبيعة مختلفة، ولجأت لإدخال "الرعب" في أحداثها حتى أمنحها الطابع التجاري الذي يتناسب مع الفكرة، ووجدت أنها إذا قدمت في إطار آخر ستفقد عامل الجذب، فقررت أن أقدمها بهذا الشكل وواثق أن الجمهور سيجدها مسلية، وسأدفع المشاهدين للتفكير في الحدوتة.

هل تحرص على إظهار الممثل في دور مختلف أم شبيه لما قدمه من قبل؟
- إذا وجد في الممثل جانب مختلف وغير تقليدي وعكس ما اعتاد عليه الجمهور يكون أفضل بالنسبة لي، وفي "نصيبي وقسمتك" تحديداً حرصنا على ذلك، وحققناه مع هاني سلامة في الجزء الأول، فعلى سبيل المثال ابتعد عن تقديم دور "الجان" في قصة "مهرجان التسول"، وظهر "بكرش وشعر خفيف وحبوب في وجهه"، وهو عكس ما يراه الجمهور دائماً.

ما هي أسماء جميع قصص الجزء الثاني؟
"لحظة من فضلك، نظرة فابتسامة، أحمد يا عمر، 604، إهدي يا مدام، جدول الضرب، بحبك باستمرار، رحمة، حبيبة أمها"، وهذا هو ترتيب عرضها تقريباً.