مى سمير تكتب: «ترامب فى البيت الأبيض».. ينزع ورقة التوت الأخيرة عن المجنون الذى يحكم العالم

مقالات الرأي



الكتاب الذى تنتظره أمريكا للصحفى الذى تسبب فى استقالة نيكسون

أمر وزير دفاعه باغتيال بشار الأسد فى 2017.. فرفض تجنبًا لوقوع حرب بين موسكو وواشنطن

جيمس ماتيس أخبر زملاءه أن السيد ترامب يتصرف ويفهم الأمور كما لو كان طفلا

لا يمكن تخيل صورة أكثر إثارة للقلق لرئيس من صورة الكاتب بوب وودوارد، التى رسمها للرئيس الأمريكى السابق ريتشارد نيكسون فى أيامه الأخيرة، إذ جسدت حالة من حالات جنون العظمة لرئيس يبدو أنه فقد عقله، وأصبح يتحدث إلى الصور على الجدران.

لكن الأيام الأولى لرئاسة دونالد ترامب، كما سردها وودوارد فى كتابه الجديد الذى صدر هذا الأسبوع (الخوف: ترامب فى البيت الأبيض)، تشبه صورة نيكسون إلى حد بعيد، وبطريقة أكثر حدة، ففى الأيام الأخيرة لنيكسون واجهت أمريكا أزمة قيادة، تسببت فيها عيوب الرئيس القاتلة وعدم القدرة على القيام بوظيفته، كما هو الحال الآن.

الكتاب مهم للغاية، ليس فقط لأنه يثير أسئلة جدية حول القدرات العقلية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أيضا لأن مؤلفه يحظى بالاحترام والمصداقية منذ سبعينيات القرن الماضى، وتحديدًا عندما أجرى تحقيقًا دفع الرئيس نيكسون إلى الاستقالة، كما كتب وشارك فى تأليف 18 كتابا، 12 منها بين أفضل الكتب مبيعا.

1- المشهد الافتتاحي

يبدأ الكتاب بمشهد افتتاحى يرصد من خلاله صورة شديدة الفوضوية لما يحدث داخل البيت الأبيض: «كان لدى ترامب رسالة على مكتبه مفادها -لو كان قد وقعها- انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية، وأعرب ترامب فى وقت سابق عن رغبته فى انسحاب أمريكا من هذا الاتفاق».

كان جارى كوهن، المستشار الاقتصادى الأعلى لترامب، خائفا للغاية من توقيع ترامب هذه الرسالة لهذا قرر إزالتها من على مكتب الرئيس وإخفاءها، وقال لأحد المقربين منه: «لقد سرقتها من مكتبه، لن أسمح له برؤيته، لن يرى هذه الوثيقة أبدا، يجب أن نحمى البلد».

اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا، التى يتداول بموجبها كلا البلدين نحو 145 مليار دولار من السلع والخدمات سنويا، معظمها بدون رسوم جمركية، وتساعد هذه الصفقة الولايات المتحدة على الحفاظ على ازدهار اقتصاد حليفتها، والحفاظ على صديق رئيسى لها فى المنطقة.

ربما كانت هناك تداعيات خطيرة إذا وقع ترامب الرسالة التى تلغى اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية الكورية. على سبيل المثال، لكانت الولايات المتحدة قد فقدت حليفا قويا وشريكا مهما فى المحادثات مع كوريا الشمالية. ثانيا، ربما تكون سيول قد طردت 28.500 جندى أمريكى تقريبا من البلاد. وثالثا، من المحتمل أن تكون قد أضرت ببرنامج أمريكى سرى للكشف عن إطلاق صاروخ كورى شمالى فى غضون سبع ثوان.

كوهن لم يكن الوحيد الذى أخفى الأوراق من ترامب، استخدم كبير الموظفين السابق روب بورتر نفس الأسلوب فى مناسبات متعددة، كما كتب وودوارد، بالإضافة إلى سرقة المستندات أو إخفائها حرفيا من مكتب ترامب، وقال بورتر: «ثلث مهمتى كانت محاولة الرد على بعض الأفكار الخطيرة التى كان يملكها ومحاولة إعطائه أسبابا للاعتقاد أنه ربما لم تكن مثل هذه الأفكار جيدة».

2- البدلة البرتقالية

لم يتمكن الرئيس دونالد ترامب من إجراء مقابلة وهمية فى إطار التحضير للاجتماع المحتمل مع المحامى الخاص روبرت مولر من دون أن يكذب أو يتناقض مع نفسه.

وورد فى الكتاب أن جون دود، المحامى الرئيسى السابق لدى ترامب، والذى ترك فريق ترامب القانونى فى مارس الماضى، جمعته جلسة تدريبية مع ترامب فى يناير الماضى لتحضير الرئيس الأمريكى لإمكانية التحقيق معه من قبل المحقق الخاص مولر.

لم يتمكن ترامب من الإجابة بشكل مناسب أو صادق على سلسلة من الأسئلة، وفى النهاية سأله داود عن التحقيق بشأن التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ما أفقد ترامب هدوءه وصرخ قائلا: «هذا الشيء خدعة ملعونة».

وسلم المحامى دود رسالة موجهة إلى مولر يؤكد فيها حق الرئيس فى إنهاء التحقيق. أحب الرئيس ترامب ذلك. فى اليوم التالى، دعا ترامب دود وقال له «لقد نمت مثل الصخرة» أى نام بعمق كبير، وقال الرئيس لمحاميه: «أنا أحب تلك الرسالة».

وبحلول مارس، لم يتحقق تقدم يذكر مع المحامى الخاص مولر، حيث التقى دود بالمستشار الخاص وأحد نوابه وشرح سبب محاولته إبقاء السيد ترامب بعيدا عنهم. وقال: «لن أجلس هناك وأدعه يبدو مثل أحمق»، وفى وقت لاحق من ذلك الشهر، أخبر السيد دود الرئيس ترامب لماذا يجب أن يتجنب المقابلة: «إما ذلك أو البدلة البرتقالية»، وهذا التصريح يعنى أن موافقة ترامب على إجراء التحقيق معه يعنى ببساطة أنه سيدخل السجن.

ويكشف الكتاب كيف انفجر الرئيس دونالد ترامب غضبا فى محاميه السابق، جون دود، بعد قراءة التقارير الإخبارية التى قالت إن المحامى الخاص روبرت مولر حصل على سجلاته من دويتشه بنك، بعد الاطلاع على الأخبار المتعلقة بمولر ودويتشه بنك، الممول الرئيسى لترامب.

3- السياسة الخارجية

من الواضح أن العديد من كبار مستشارى الرئيس، خاصة أولئك فى مجال الأمن القومى، قلقون للغاية من طبيعته غير المنتظمة، جهله النسبى، عدم قدرته على التعلم، ومن أدلة سطحية تفكير الرئيس الأمريكى، التى تعكس عدم إدراك ترامب تبعات قراراته، رغبته فى اغتيال الرئيس السورى بشار الأسد. فى أبريل 2017، عندما شنت الولايات المتحدة ضربة صاروخية ضد قاعدة جوية للنظام السورى، فى أول هجوم أمريكى مقصود على قوات بشار الأسد، منذ بدء الحرب السورية فى عام 2011.

وقال ترامب لوزير الدفاع جيم ماتيس، مشيرا إلى الأسد وقواته: «دعنا نقتله، دعونا نقتل الكثير منهم». ولكن ماتيس قال لأحد مساعديه فيما بعد: «لن نفعل أيا من ذلك». فى النهاية وافق ترامب على رد الفعل الذى اقترحه ماتيس والاكتفاء بضربة عسكرية. لكن من المحتمل تماما أنه بدون تدخل ماتيس، كانت الولايات المتحدة قد شنت ضربة واسعة النطاق لمحاولة قتل الأسد، ومن المؤكد أن هذا كان سيغضب مؤيد الأسد الرئيسى، روسيا، وربما أدى إلى مواجهة أوسع بين واشنطن وموسكو.

كما يكشف الكتاب تفاصيل الاجتماع الذى انعقد فى يوليو عام 2017 بالبنتاجون بين ترامب والقادة العسكريين وأعضاء وزارته، بهدف تثقيف الرئيس حول أهمية الحلفاء والدبلوماسية، لكن الاجتماع لم يجر كما كان مخططا له، إذ فوجئ الحاضرون بـ ترامب يتساءل: «متى سنبدأ فى الفوز ببعض الحروب؟»

وفى اجتماع مجلس الأمن القومى الذى انعقد يناير، أعرب ترامب عن دهشته من إنفاق الولايات المتحدة 3.5 مليار دولار سنويا لتوظيف 28 ألف جندى فى كوريا الجنوبية، حينها شعر جيمس ماتيس بالغضب الممزوج بالقلق من كلام الرئيس ورد عليه: «نحن نفعل ذلك لمنع الحرب العالمية الثالثة»، وفى وقت لاحق، أخبر زملاءه أن السيد ترامب يتصرف ويفهم الأمور كما لو كان طالب فى الصف الخامس أو السادس.

ورغم الانتقادات الواسعة التى وجهها ترامب لحلف شمال الأطلسى، إلا أن الكتاب أشار لقراره فى وقت مبكر من رئاسته أن الولايات المتحدة ستبقى فى الحلف، وعقد اجتماع العشاء لتقرير سياسة الناتو فى الغرفة الحمراء فى البيت الأبيض ففى 8 فبراير 2017، إذ كان يجب تحديد السياسة الأمريكية قبل خطاب ماتيس فى ميونيخ بعد أسبوع.

الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، رئيس أركان مجلس الأمن القومى، جادل بأن الناتو «عفى عليه الزمن» وأن الولايات المتحدة يتم استغلالها من قبل الحلفاء فى المقابل، واتخذ وزير الدفاع ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد موقفا مؤيدا لحلف شمال الأطلسى.

وفى نهاية العشاء، أخبر ترامب ماتيس بأن الولايات المتحدة ستدعم حلف شمال الأطلسى، لكن على الحلفاء أن يدفعوا الثمن، ويمكن أن تحتفظ بحلف الناتو الخاص بك، لكنك عليك أن تصبح جامع الإيجار، فضحك ماتيس وأومأ برأسه خلال نفس الجلسة.

ورد أن ترامب سأل بويدن جراى، السفير الأمريكى السابق لدى الاتحاد الأوروبي: «ما هى الدولة التالية التى ستخرج من الاتحاد الأوروبى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟»، وقال جراى إنه لا يعتقد أنه سيكون هناك دولة أخرى وقد وافق ترامب على هذا الرأى.

وبعد سماعه أن عميلا روسيا للمخابرات الأمريكية فى روسيا كان فى خطر كافٍ بأن وكالة المخابرات المركزية أرادت نقل هذا الشخص من البلاد، ورد أن الرئيس دونالد ترامب رد عليهم بانتقاد استخدام المصادر البشرية. فقال ترامب: «هؤلاء هم الناس الذين باعوا أرواحهم وباعوا بلادهم، أنا لا أثق فى هؤلاء الجواسيس».

وفيما يتعلق بإيران يظهر الكتاب حجم إصرار ترامب على إلغاء الاتفاق النووى، رغم أن وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون أخبره بأن إيران لم تنتهك الاتفاقية، إلا أن ترامب أصر على الانسحاب، وأمر تيلرسون بأن يثبت أن هذه الاتفاقية قد انتهت.

وقال وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس: «لا يزال ينظر إلى إيران على أنها التأثير الرئيسى المزعزع للاستقرار فى المنطقة، ولكنه لم يكن يريد الحرب»، وبحسب الكتاب حذرت روسيا سرا ماتيس من أنه إذا كانت هناك حرب فى دول البلطيق، فإن موسكو لن تتردد فى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد الناتو.

فى خريف عام 2017، ورد أن ترامب أخبر كبير موظفى البيت الأبيض روب بورتر عن الكيفية التى أراد بها التعامل مع التوترات النووية الجارية مع كوريا الشمالية:»إن كل المسألة هى زعيم مقابل زعيم، رجل مقابل رجل، أنا فى مواجهة كيم».

ومن وجهة نظر ترامب، يعد كيم هو الشخص الوحيد المهم فى كوريا الشمالية، حيث إن لديه سيطرة شبه كاملة على بلاده، لذا إذا كان ترامب يريد من بيونج يانج أن تتخلى عن أسلحتها النووية، فعليه إقناع كيم، لكن جوهر مشكلة كوريا الشمالية ليس علاقة بين الزعيمين، بل بالأحرى، كيف يمكن لكلا البلدين أن يتجاوزا الطريق المسدود.

فى الأساس، تريد بيونج يانج من الولايات المتحدة أن تكف عن الدفاع عن كوريا الجنوبية - مثل ضمها تحت ما يسمى بالمظلة النووية - وتريد واشنطن من بيونج يانج تفكيك برنامجها النووى بأكمله، لا يمكن لأى قدر من المشاعر الطيبة بين القادة حل هذه المشكلة.

4- ورشة الشيطان

كشف وودوارد أن ترامب أمر بطبع نسخ من تغريداته ودرسها لمعرفة أيها الأكثر شعبية: «كانت التغريدات الأكثر فاعلية فى كثير من الأحيان هى الأكثر صدمة». كان تويتر مصدرا للذعر الكبير لقادة الأمن القومى، الذين كانوا يخشون من أن تويتر قد يقود الولايات المتحدة إلى حرب وحذروا بالفعل ترامب من ذلك الأمر».

لقد حاول مساعدو ترامب، الذين شعروا بالفزع من بعض تغريداته الأكثر فظاعة، تشكيل لجنة تويتر للتدقيق فى تغريدات الرئيس، لكنهم فشلوا فى إيقاف رئيسهم. وكان بريوبس يشير إلى غرفة النوم الرئاسية باسم «ورشة الشيطان» ووصف ساعات الصباح الباكر ومساء الأحد - وهو وقت العديد من التغريدات التى يكتبها الرئيس - «ساعة السحرة».

ومع ذلك، يرى ترامب أنه مبدع للغاية فى كتابة التغريدات. وعندما قررت إدارة توتير السماح بزيادة عدد الحروف المستخدمة إلى 280، قال ترامب: «إنه شيء جيد، لكن هذا عار لأننى كنت إرنست همنجواى مع 140 حرفا».

5- حديقة حيوانات

سلسلة القيادة غير المستقرة، بالإضافة إلى تدقيق المحامى الخاص للشركاء المقربين لترامب وحملة 2016، ساهمت فى خلق جو سلبى فى البيت الأبيض. ويصف رئيس الموظفين السابق فى البيت الأبيض رينس بريبوس موظفى البيت الأبيض بأنهم «مفترسون طبيعيون». وقال بريبوس: «عندما تضع ثعبانا وفأر وصقرا وأرنبا وسمك قرش فى حديقة حيوانات بدون جدران، تبدأ الأمور بالسوء والدماء فى السقوط».

وفقا لوردوارد، فإن رئيس الموظفين فى البيت الأبيض، جون كيلى، وصف ترامب بأنه «معتوه». يتضمن الكتاب اقتباسا استثنائيا من السيد كيلى. حسب الكتاب، قال كيلى: «هو أحمق. من العبث محاولة إقناعه بأى شيء. لقد خرج عن القضبان. نحن فى كرازى تاون (مدينة الجنون). أنا لا أعرف حتى لماذا أى واحد منا هنا. هذه أسوأ وظيفة حصلت عليها من قبل».

يصور وودوارد الرئيس كرجل مهووس بصورته فى وسائل الإعلام ومع مؤيديه الأساسيين. يبدو أن ترامب يشعر بالوحدة وبصورة متزايدة، وغالبا ما يشاهد ساعات من التلفزيون فى مقر البيت الأبيض. وقال المستشارون القريبون من ترامب بأنه يثور بغضب وبذاءة، ويبدو أنه يستمتع بإهانة الآخرين. قام ترامب بشكل علنى بالتعبير عن غضبه من النائب العام جيف سيشنز فى مناسبات عديدة، ولكن على نحو خاص، كان أكثر عداء. وقال ترامب عن سيشنز هذا الشخص متخلف عقليا. وقال ترامب لكبير الموظفين السابق بورتر وهو يسخر من سيشنز عن طريق تقليده وهو يتحدث بلكنة جنوبية «إنه هذا الجنوبى الغبى».

كما قال ترامب إن رئيس الموظفين السابق رينيه بريبوس مثل الفأر الصغير لأنه يتجول حوله طوال الوقت، وفى عام 2016، عندما تم تسريب شريط سيئ السمعة لترامب، ذهب رئيس مدينة نيويورك السابق رودى جوليانى على شاشة التلفزيون للدفاع عن ترامب.

رغم ذلك لم يكن المرشح الرئاسى فى ذلك الوقت معجبا به، قال ترامب: «رودى، أنت طفل. لم أر أبدا دفاعا أسوأ عنى فى حياتى. خذ حفاضاتك من هنا. أنت مثل طفل صغير يحتاج إلى تغيير. متى ستكون رجلا؟». الجدير بالذكر أن ترامب يبدو أنه قد غير رأيه من غير الواضح ما إذا كان جيوليانى قد أصبح رجلا فى أى وقت، لكنه يعمل الآن كمحامى شخصى للرئيس.

6- عائلة ممزقة

تضمن الكتاب تفاصيل عن الحياة الأسرية لترامب وعلاقته المضطربة بزوجته ميلانيا التى يصفها أحد مصادر الكتاب بأنها مهووسة بابنها بارون الذى تعطيه 100% من تركيزها. ونقل عن ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابقين، قوله: «وراء الكواليس هى مطرقة». أشار وودوارد أن أولئك الذين سافروا مع ترامب لاحظوا بشكل منتظم أن الزوجين تجمعهما عاطفة صادقة، على الرغم من أن ميلانيا تعمل بشكل مستقل عن ترامب. وكتب وودوارد: «لقد تناولوا العشاء معا فى بعض الأوقات، و أمضوا بعض الوقت معا، لكن يبدو الأمر وأنهم لم يدمجوا حياتهم».

وسط الاتهامات التى تحاصر الرئيس الأمريكى بشأن علاقاته النسائية المتعددة وإساءته لعدد من السيدات يتضمن الكتاب واحدة من القصص الأكثر إساءة للرئيس وتحمل شكلا من أشكال الإدانة له. حسب الكتاب، قدم الرئيس دونالد ترامب بعض النصائح إلى صديق اعترف بأنه تصرف بشكل سيئ مع النساء، حيث أكد له قائلا: «يجب عليك أن تنكر أو تنكر أو تنكر أو تضغط على هؤلاء النساء». كما أخبر هذا الشخص الذى لم يكشف الكتاب عن اسمه: «إذا اعترفت بأى شيء وأى ذنب، فإنك ستكون بحكم ميت». وأضاف الرئيس الأمريكي:» لقد أظهرت ضعفك، يجب أن تكون قويا، يجب أن تكون عدوانيا، وعليك أن ترد بقوة، عليك أن تنكر أى شيء يقال عنك ولا تعترف أبدا».

فيما يتعلق بدور إيفانكا الابنة الكبرى لترامب فى البيت الأبيض، حسب كتاب (الخوف) اشتبكت إيفانكا ترامب مع كبير الاستراتيجيين السابق ستيف بانون بشأن سلطة الابنة الكبرى للرئيس وصرخ بانون فى وجه إيفانكا قائلا: «أنتِ مجرد موظفة وعلى الرغم من ذلك تتصرفين وتتجولين وكأنك المسئولة، وأنت لست كذلك. أنت فى فريق العمل». ويقال إن غضب بانون ينبع من ميل إيفانكا إلى تجاوز رئيس الموظفين السابق فى البيت الأبيض رينس بريبوس. فى المقابل ردت إيفانكا: «أنا لست موظفة ولن أكون أبدا موظفة، أنا الابنة الأولى».

يلقى الكتاب بظلال من الشك حول القدرات العقلية لترامب ومدى فهمه لطبيعة وظيفته أو للمصطلحات السياسية. قبل ترشح دونالد ترامب للرئاسة، كان بحاجة إلى بناء مفرداته السياسية.

فى مشهد يستعرض تفاصيله كتاب بوب وودوارد، أخبر بانون ترامب أنه (يعنى ترامب) كان للرجل العادى، ضد الرأسمالية الصديقة والصفقات الداخلية.وقال ترامب، حسب رواية وودوارد: «إننى أحب ذلك». «هذا ما أنا عليه، شخص شعبي». حاول بانون أن يشرح لترامب أن المصطلح الصحيح هو شعبوى وليس شعبى، ولكن ترامب أصر على أنه شعبى.