أحدث طرق النصب.. لبنانية تبتكر جلسات «لايف لوجى» لعلاج الأمراض المستعصية مقابل 36 ألف جنيه

العدد الأسبوعي

جلسات لايف لوجى
جلسات لايف لوجى


قامت بتدريس طريقتها بفندق شهير بشرم الشيخ ووزارة الصحة لا تعلم عنها شيئاً

بات علاج الأمراض المستعصية سهلاً مع مراكز «لايف لوجى»، التى تمنحك الشفاء والراحة والسعادة، بتلك الكلمات القليلة والبسيطة سيطر حلم الشفاء على مرضى فقدوا الأمل، عاينهم عشرات من كبار الأطباء فى مصر وخارجها.

البداية كشفتها «الفجر» من داخل إحدى تلك المراكز، التى تحصل على أموال طائلة بعيدًا عن أعين القانون.

وزارة الصحة وإدارة التراخيص، ليس لديها أدنى معرفة أو فكرة عن تلك المراكز، وليس لدى القائمين عليها شهادات تمنحهم حق التعامل مع أمراض مستعصية، أو علاجها.

بدأ أول الخيط عندما وفدت مواطنة لبنانية تدعى ريم مسلم، إلى مدينة شرم الشيخ، لعمل جلسات علاج لبعض الرجال والسيدات والأطفال من أصحاب الأمراضى المستعصية، مثل أمراض المخ والأعصاب، وحالات اختلال التوازن، وفقدان السمع، وأمراض الديسك، وآلام العمود الفقرى والرقبة، وفقدان البصر، والتوحد وغيرها، ولأن أكثر من تواصل معها من الأثرياء بالخارج، جاءت لمصر لتجدها أرضا خصبة لانتشار عملها، وبدأت بالتوسع والانتشار من شرم الشيخ.

فى البداية تعرف عليها أحد الشباب العاملين بفندق شيراتون شرم الشيخ، ويدعى إبراهيم أحمد، 32 سنة، خريج كلية السياحة والفنادق، وعندما طرحت رؤيتها وحلمها بالانتشار اقنعته بأنها على استعداد لمنحه كورسات علمية مكثفة، ليصبح ممارسا لطريقة العلاج بـ «اللايف لوجى».

ودفع إبراهيم 36 آلف جنيه مقابل كورسات التعلم، بعد أن أكدت له أن العلاج سيغنيه عن عمله وسيصبح صاحب عمل خاص يحسن دخله جذرياً، حيث ستكون جلسة العلاج 30 دقيقة بسعر 200 جنيه، بالإضافة إلى أنه سيصبح سفيراً ضمن مجموعة معالجى لايف لوجى، وحال وجد صعوبة فى علاج أى حالة فإن عليه التواصل معها عبر فيس بوك، وتويتر، وواتس آب.

وخلال عدة أشهر قامت بتدريب إبراهيم وعدد آخر من الشباب بالمحافظات مقابل 36 ألف جنيه للفرد، وحصلوا على شهادة الاعتماد.

الغريب كان وجود مريض بالعمود الفقرى بين المتدربين، وتم إقناعه أنه مع الممارسة ستتحسن حالته.

التقت «الفجر» بعدد من ضحايا تلك المراكز، حيث أكد عبد الرحمن محمد، 31 سنة، مقيم بالفيوم، أنه يعانى من صداع مزمن، ويئس من علاجه عند كبار الأطباء، بالإضافة إلى أنه يصاب بدوار بين الحين والآخر، وبعد عذاب 3 سنوات توصل إلى العلاج باللايف لوجى، وبعد أن تواصل مع ريم، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، منحته عنوان مركز أحد المعالجين من سفراء لايف لوجى، ويدعى إبراهيم، وطلب منه الأخير الحضور لمركزه بمحافظة البحيرة، مؤكدأ أن علاجه سيستغرق 14 جلسة على أقل تقدير، ولهذا يلزمه الإقامة فى فندق، أو سكن خاص بالمحافظة طوال فترة العلاج، لأن الجلسات أشبه بالعلاج الطبيعى، وتتم على مراكز معينة بالرأس، وسعر الجلسة 200 جنيه، والكشف بقيمة 250 جنيهاً.

وفى المركز بمحافظة البحيرة التقى عبدالرحمن بعشرات الحالات، يتابعهم الدكتور إبراهيم بالبالطو الأبيض، وبعد فترة من العلاج بجلستين يومياً شعر بتحسن، لكنه لم يكن يعلم أنه تحسن مؤقت، وأن اختلال التوازن والصداع سيعاودان لزيارته بعد أن دفع قرابة 8 آلاف جنيه خلال أسبوع، بما فى ذلك المبيت فى الفندق، ولاحظ أنه يتعرض لاستغلال مادى دون فائدة.

ويروى عادل والد الطفل منتصر، 3 سنوات، ومصاب بالشلل الدماغى، أنه ذهب لعلاج ابنه بمركز الدكتور إبراهيم بعد التواصل معه هاتفياً، وبعد الكشف وخضوعه لـ 6 جلسات مبدئيا، بسعر 200 جنيه للجلسة بعد التخفيض، فوجئ بالمركز يتواصل مع معالجين من خارج مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، للاستعانة بهم فى علاج ابنه، ثم طلب منه 200 جنيه نظير الاستشارة الخارجية.

وتقول شيماء خالد، 36 سنة، من العمرانية بالجيزة، إنها تعانى من مرض القولون العصبى، وبعد زيارة كبار الأطباء وجدت أن أغلب ما يقررونه عبارة عن مسكنات، ما جعلها تتوجه إلى العلاج لدى الدكتورة هبة، بمركز لايف لوجى، بسعر 300 جنيه للجلسة، لكنها بعد فترة شعرت بآلام فى القولون فوق الاحتمال، وحالتها إلى الأسوأ.

ويضيف أحمد مصطفى، موظف بالشركة المصرية للاتصالات، أن ابنه طفل يعانى من كهرباء على المخ، ويصاب بنوبة تشنجات بين الحين والآخر، ولم ينجح الأطباء فى علاجه طوال 3 أعوام، حتى علم بطريقة لايف لوجى، وتوجه لما يعرف بملتقى شرم الشيخ، بفندق شيراتون، وحتى يلتقى المتخصصين، ومنهم وافدون من خارج مصر قام بحجز غرفة بمبلغ 750 جنيهاً فى الليلة، لأن الملتقى لا يتعاون مع غير المقيمين خارج الفندق، وهناك التقى بعشرات الحالات القادمين من الإسكندرية، والغربية، وبنى سويف، والمنيا، وبعد عدة جلسات استمرت أسبوعاً، لم يتوقف خلالها نوبة التشنجات قرر التوقف، وترك الملتقى خاصة أنه لم يقتنع بطريقة العلاج التى كانت عبارة عن ضغط بالأصابع على مناطق بالظهر والمخ والعمود الفقرى، لكنه قبل أن يعود للقاهرة أعطى ابنه دواء التيراتام، والبكلوفيين، الذى وصفه له الطبيب المختص، حتى لا تزداد نوبات التشنج.

تقول زينب 38 سنة، والدة الطفلة هند، 4 سنوات، التى تعانى تأخر نموها العقلى، وصعوبات فى الوقوف على قدميها، وعدم الكلام، بسبب نقص الأوكسجين الواصل للمخ أثناء ولادتها، إنها أنفقت على علاجها الكثير لدى الأطباء، وعندما علمت بمركز لايف لوجى بالمنصورة، ذهبت إليه علها تجد علاجاً شافياً، لكنها بعد 10 جلسات بسعر 200 جنيه للجلسة، لم تجد أى تحسن، فقط استنزاف مادى مقابل ضغط المعالج على فقرات بالرقبة والأطراف، ومؤخرة العمود الفقرى، فى حين كانت جلسة العلاج الطبيعى لدى الطبيب المعالج بقيمة 40 جنيهاً، وتجد بعدها بعض التحسن على ابنتها، وأشارت إلى أن الطبيب المعالج قال لها بعد عودتها للعلاج لديه أنه لو كانت قد استمرت فى وقف العلاج والاعتماد على أصابع العاملين بلايف لوجى، لكانت ابنتها أصيبت بالشلل التام فى غضون أسابيع.