زاهي حواس يكتب: يحيى الفخراني.. "بالحجم العائلى"

الفجر الفني

زاهي حواس
زاهي حواس


الفنان العبقرى يحيى الفخرانى أسطورة لن تتكرر!

يحيى الفخرانى هو أورسن ويلز مصر بكل امتياز!

وأعتقد أنه لا يوجد ممثل مصرى أو أجنبى يمكن أن يقوم بدور النجم الكبير يحيى الفخرانى فى مسلسل رمضان الماضى "بالحجم العائلي" غير يحيى الفخرانى فقط.

قد تكون شهادتى مجروحة، نظرًا لأنه صديق عزيز علىَّ جدًا. ولكن يمكن أن تساعدنى هذه الصداقة لأقدم الفخرانى للناس من خلال رؤيتى كصديق، لذلك أقول إنه علامة قوية فى تاريخ السينما المصرية والمسرح العربى. ولا أعتقد أن هناك ممثلاً آخر يمكن أن ينافسه فهو شخص بسيط متفائل جميل يعيش فى دوره، وينسى كل من حوله من أصدقاء عدا الدور الذى يقوم به، ولذا لا أجد أى فنان يمكن أن يقدم "الملك لير" أو "الخواجة عبدالقادر" أو "يتربى فى عزه" والعديد من الأدوار التاريخية والتى ترشحه لجائزة الأوسكار العالمية. وأحب أضيف أن هذا الفنان نادر، ولا نجد له مثيلاً فى جيل كله، أو لا أعتقد أن هناك أحدًا من الشباب يمكن أن يكون فى عظمة وعبقرية وتفرد الفخرانى فى المستقبل.

ومن أهم ما يؤهل هذا الفنان "الفلتة" للعالمية ثقافته الواسعة وقراءاته المتعددة فى كل المجالات، وعشقه للناس، وانفتاحه على العالم، وروحه المرحة المحبة للحياة وللناس والمليئة بحب المغامرة وبراءة الأطفال وطموح العباقرة. وهو شخص نادر لا يوجد داخله أى عداء أو كراهية لأى إنسان، وهو صاحب ضمير نقى. ويسخر كل ما فى داخله من إمكانيات فريدة للدور الذى يقوم به. وفى رأيى أن سبب نجاحه العظيم فى كل دور يقوم به هو العشق غير المتناهى الذى بداخله للفن، ولو أردنا أن نبعد الناس عن العنف، وأن ننقذ الشباب من الوقوع فى براثن الإرهاب الآثم، وأن نبنى هذا الشعب العظيم كى نبنى مصر الجميلة فيجب أن نجعل الفخرانى يسافر إلى كل القرى والنجوع لعرض مسرحية "ألف ليلة وليلة"، وسيصفق له العمال والفلاحون والشباب في كل مكان.

ولقد كتبت هذا المقال بعد أن شاهدت المسلسل الرائع «بالحجم العائلى» على اليوتيوب للمبدع الكبير يحيى الفخرانى. وفكرة المسلسل قائمة على فكرة ترابط العائلة وكيفية أن تبقى الأسرة قريبة من بعضها البعض مهما تقدم أفرادها فى السن. والقصة جميلة جدًا وغير تقليدية. ومات البطل بعد أن استطاع مساعدة عائلته. والسيناريو رائع. واستطاع المسلسل أن يقدم لنا أشياءً كثيرة تمس المجتمع. وقدم لنا لأول مرة أشياءً لا نستطيع التحدث عنها مثل ظهور شخصية تذهب إلى طبيب نفسى. وقدم لنا مشاكل الأسرة والشباب وأشياءً كثيرة تحدث فى المجتمع، غير أننا لا نراها. وقدم المسلسل بعض الأشياء المتحررة نوعًا ما مثل الشخصية التى تشرب الخمر دائمًا، أو الشخصية التى تختلى بامرأة، وهى أشياء موجودة، لكنها نادرة، وتتم فى أضيق الحدود.

وأعجبتنى ميرفت أمين وهى تحاول إخفاء أخطاء أولادها حتى لا يعرف زوجها. وتحقق كل ما أراده الأب للأسرة بعد مماته. وقد أدى الفخرانى دوره بشكل كوميدى تراجيدى. ولا يستطيع أحد أن يقدم فكرة «الراجل اللى شارى دماغه» غير العبقرى يحيى الفخرانى. وقد أدت ميرفت أمين دور الست ذات العواطف الجامدة، والتى لا تعترف بحب زوجها. وهذه الشخصية ليست جديدة على ميرفت أمين فقد قدمتها من قبل. وأعتقد أن غالبية الفنانين أدوا أدوارهم بشكل جيد، لكن المفاجأة كانت دور البنت الصغيرة التى استطاعت أن تنال إعجاب الجمهور بشكل غير عادى. والموسيقى رائعة. غير أن موسيقى المقدمة والنهاية كان من الممكن أن تكون أفضل، إذ إنها لا تناسب المسلسل. وقدم يحيى الفخرانى وأسرة المسلسل دروسا كثيرة للشباب والأسرة والزوجة العنيدة وأخطاء الشباب؛ ولذلك نال مسلسل «بالحجم العائلى» إعجاب الجمهور. وقد وجدت أن من واجبى أن أقدم الشكر أيضًا إلى المخرج الذى استطاع توظيف هذا الكم الكبير من الممثلين بطريقة سهلة ورائعة. وألف مبروك للجميع.

يحيى الفخرانى فى «بالحجم العائلى» هو موهبة بالحجم العالمى. أمد الله فى عمره حتى يمتعنا بأعماله الجميلة التى تعيش فينا إلى الأبد. فتحياتى لصديقى العزيز ونجمنا الكبير: العبقرى يحيى الفخرانى.