التفاصيل الكاملة لفشل مفاوضات جنيف بين الحوثيين والشرعية باليمن

تقارير وحوارات

مليشيا الحوثي
مليشيا الحوثي


انعقاد المفاوضات حول السلام فى اليمن حكم عليها بالفشل قبل البدء فيها، وذلك بسبب مراوغة جماعة الحوثي المنقلبة على الشرعية في اليمن، الأمر الذي اعتبره مراقبون عودة لنقطة الصفر.

أعلن مسؤول حكومي يمني، اليوم السبت، مغادرة وفد الحكومة الشرعية جنيف، بسبب عدم حضور وفد الحوثيين، مؤكدا أنه لم يعد من المتوقع مشاركة وفد الحوثيين في محادثات السلام بجنيف.

وجاء ذلك بالتزامن مع تسريب أنباء حول اعتزام المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، تعليق مشاورات جنيف بين الأطراف اليمنية، بعدما أخفق في إقناع الحوثيين بالحضور.

وكان قد طالب الحوثيون الأمم المتحدة، بتوفير ضمانات من الأمم المتحدة بحرية الطيران من وإلى مطار صنعاء دون تفتيش، معلنين أنهم بانتظار أن تقدم الأمم المتحدة ضمانات بشأن عدم تعرض الطائرة، التي تقل وفدهم لمحادثات السلام في جنيف للتفتيش من قوات التحالف الذي تقوده السعودية وإنها يمكن أن تستخدم لإجلاء بعض جرحاهم.

من جانبه كان قد دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، إلى بدء مفاوضات سلام جديدة في جنيف بين جماعة الحوثي وبين الحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.

تعتبر هذه المرة الأولى، التي تجري فيها محادثات بين أطراف النزاع منذ آخر جولة مشاورات في أغسطس 2016 في الكويت، حين فشلت مساعي الأمم المتحدة في التوصل إلى حل ينهي النزاع بعد نحو 108 أيام من المفاوضات.

محاولات فض النزاع
يشن التحالف بقيادة السعودية عملية عسكرية، منذ أواخر مارس عام 2015 ضد الحوثيين في اليمن، قائلا:" إنها تستهدف إعادة حكومة عبد ربه منصور هادي، الرئيس اليمني المعترف به دوليا"، حيث يحاول المبعوث الدولي الخاص باليمن، التفاوض لإنهاء النزاع المتواصل منذ ثلاث سنوات، الذي أسفر عن مقتل الآلاف، ودفع باليمن إلى شفا المجاعة.

ووصل وفد الحكومة الشرعية المشارك في المفاوضات لجنيف، ولم يصل حتى هذه اللحظة وفد الحوثي بحجة أن التحالف العربي منع جماعة الحوثي من مغادرة مطار صنعاء.

كثرة الإدعاءات
نفى التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، ما ادعته جماعة الحوثي بخصوص منع وفدها من الذهاب لجنيف، قائلا: "إن الأمم المتحدة أرسلت طائرة تابعة لها لنقل الوفد الحوثي لكنهم رفضوا وطلبوا طائرة تابعة للخطوط الجوية العمانية لتنقلهم من صنعاء إلى عمان ثم إلى جنيف وهذا ما رفضه التحالف".

وكشف "التحالف"، أن جماعة الحوثي ليس لديها نوايا للسلام، فهى أرادت أن تستغل الذهاب للمحادثات بجنيف لتهريب بعض الشخصيات، التي ساعدتها في انقلابها على الشرعية في اليمن وهم عناصر من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

بينما قامت جماعة الحوثي بنفى ذلك، قائلة: "أن لديها بعض الجرحي الذين يحتاجون للعلاج خارج اليمن، وسط انتقادات للجماعة من خلط أوراق الجرحي بالمفاوضات، خاصة أن هناك طريقة متبعة لنقل الجرحى لخارج مناطق الصراع عبر الصليب الأحمر". 

مشاورات حوثية
تشير الأنباء الواردة من جنيف إلى إصرار الحوثيين، على المراوغة من خلال شروط وحجج واهية قبل المشاركة في المشاورات، الأمر الذي رفضته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ولوحت أنها قد تنسحب من موعد حوله الحوثيون بمماطلتهم وشروطهم إلى مسرحية هزلية.

هذه المؤشرات يراها البعض أنها غير مبشرة لحلحلة مجريات الأزمة اليمنية التي افتعلتها مليشيا الحوثي منذ أكثر من 3 سنوات، وهذا ما عبر عنه المبعوث الأممي والذي قلل من سقف التوقعات من هذه الجولة.

تقصير حكومي
بدوره قال الصحفي اليمني مراد عبد الخالق، إن هناك نوايا غير حسنة من جميع الأطراف وخاصة من جماعة عبدالملك الحوثي، فكل الأطراف تريد مزيد من المكاسب على الأرض دون مراعاة للوضع المأساوي الذي تسببت فيه الحرب في اليمن، مضيفا أن هناك تقصير من الدبلوماسية اليمنية المتهمة أساسا بالفساد، تجاه الترتيبات الخاصة بهذه المفاوضات، فكان حري بها أن يكون لديها معلومات كافية حول مشاركة جماعة الحوثي من عدمه.

وأوضح "عبد الخالق"، أن جماعة الحوثي وجهت صفعة قوية للحكومة الشرعية بعدم ذهابها إلى هذه المفاوضات، كما أحرجت الحكومة التي سارعت للتفاوض وهذا يكون دائما موقف الضعيف الذي يسرع لحل أزمته.

مسرحية جنيف
المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، قال إن سبب عدم مغادرة جماعة الحوثي صنعاء للمشاركة في مسرحية جنيف، هو أن حزب الله أمرهم بعدم السفر منفردين إلا مع جثث ومصابين من حزب الله قتلوا في صعدة والحديدة والبيضاء، مضيفا أن حزب الله وعد مليشيات الحوثي بأن يتم استعادة ما خسروه في دوار المطاحن ومنضر وحرم الحديدة خلال الأشهر الماضية، وستعمل الحوثية الإيرانية بكل قوة لاستعادة هذه المناطق بهدف تغير من نقاط التفاوض وتحويلها لصالحها.

وأوضح "الطاهر"، أن التفاوض حاليًا على ميناء الحديدة والحوثيين يريدون أن يضيفوا المدينة التي تعد عمليًا تحت سيطرة القوات المشتركة اليمنية، ولهذا يلعب الحوثيين على الوقت آملين فقط أن يحققوا مكاسب على الأرض ليقووا موقفهم التفاوضي.