8 نصابين يجمعون مليار جنيه من أهالي الفيوم لتجارة العقارات والفراخ والبيض

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


أخطر قضية توظيف أموال 41169 إدارى قسم طامية

وعدوا الضحايا بـ95% فائدة ويستخدمون أسماء عائلات وقبائل كبيرة


الوقائع الخمس حدثت خلال فترة زمنية قصيرة لم تتعد الـ50 يوما تقريبًا، رغم أن المبالغ التى تحصل عليها المتهمون من ضحاياهم بلغت مليار جنيه، بداعى توظيفها وهذا ما اكتشفته جهات التحقيق بعدما تم القبض على المتورطين، عقب إبلاغ أحد الضحايا عنهم خشية هروبهم بأموالهم إلى خارج مصر.

وأقنع المتهمون ضحاياهم بأنهم سيحصلون على عوائد نظير أموالهم، أكبر من الفوائد الشهرية والسنوية التى تمنحها البنوك، إذ تصل فوائد الانضمام إلى تلك العصابة لنحو 95% فوائد، والمشاريع تتعلق بالصناعات الغذائية والاستثمار العقارى وتجارة المواشى وبيض الدواجن، وبعض المتهمين يحاولون السداد والبعض الآخر متعثر.

ونجح «سيد.ب» الذى جاء من قرية صغيرة تابعة إلى مركز سنورس فى جمع أموال طائلة بحجة استثمارها فى الإنتاج الغذائى وسلاسل المحلات التجارية، وبالفعل افتتح أكبر مول تجارى فى الفيوم، بقيمة إيجار شهرى 50 ألف جنيه، وبدأ يستقبل أموالا من المواطنين، ووصل حجم استثماراته إلى 288 مليون جنيه، حتى القبض عليه، ولا يزال محبوسا حاليا على ذمة عدة قضايا، منها القضية رقم 3481 لسنة 2018 إدارى الفيوم.

وكان يوظف أموال الضحايا فى بيع السلع، وبالفعل نجح خلال 6 أشهر فى سحب ملايين من المواطنين، إذ كان يبيع اللحوم البلدى بسعر 80 جنيهاً، وأقنع المديريات نفسها بالشراء منه والتعاقد معه فى توزيع السلع الغذائية والتموينية، كمنافذ بيع مخفضة الأسعار، ولكن لم يستمر طويلا، وبعد القبض عليه امتنع عن رد مكاسب وأموال المواطنين، ورغم تأكيده فى التحقيقات على أنه لديه أصول عقارية كثيرة، إلا أنه لم يرد لضحاياه سوى 17 مليون جنيه فقط.

حيلة أخرى لجأ إليها «محمود.ع.ا» وشقيقه «سليم» وهى الاستناد إلى كبار العائلات أو القيادات الشعبية ورجال الأعمال، ما سهل لهم جمع 160 مليون جنيه من أهالى مركز أبشواى، وتم القبض عليهم من خلال مباحث الأموال العامة بعد إبلاغ أحد الضحايا عنهم عقب امتناعهم عن السداد.

وأوهم الأول ضحاياه بتوظيف أموالهم فى تجارة الأخشاب وشراء أثاث المنازل وبعد تعثره فى سداد الفوائد الشهرية، تم القبض عليه وشقيقه رجل الأعمال صاحب إحدى المدارس الخاصة الكبرى بالفيوم، ولا يزال الاثنان محبوسين على ذمة التحقيقات ولم يسددا للمجنى عليهم أموالهم.

أما الواقعة التى استغربها وكلاء نيابة الفيوم خلال التحقيق فهى تلك المتعلقة بالقضية رقم 41169 إدارى قسم طامية توظيف الأموال، فى تجارة «البيض»، بعدما جمعت «سماح.ا» 46 سنة ربة منزل واثنين من أشقائها حسن وأحمد 26 مليون جنيه من أهالى المركز، خاصة كبار العائلات، وأقنعتهم ببيع ما لديهم مقابل أرباح شهرية تصل إلى 5 آلاف جنيه شهريا لكل مائة ألف.

وأمام العرض المغرى لجأ بعض الشباب إلى بيع ذهب زوجاتهم ويقدمون أموالهم إلى سماح وشقيقيها، ولكن لم يستمر الأمر سوى 3 أشهر قبل تعثرهم، وتم القبض عليهم وحبسهم 15 يوما مع مراعاة التجديد.

وفى مركز أطسا حدثت مشاجرات وإطلاق أعيرة نارية بسبب جمع «محمد.م»، موظف بإحدى شركات تعبئة السكر، من أهالى قرية قصر الباسل والقرى المجاورة مبالغ كبيرة، حصرتها التحقيقات فى 100 مليون جنيه، فيما أكد الضحايا أن هناك آخرين لم يبلغوا بعد، طمعا فى خروجه وسداد أموالهم من خلال الجلسات العرفية، بعدما أقنعهم المتهم بالتجارة فى الأجهزة الكهربائية الصينية، وبالفعل جمع -بحسب الأهالي- 180 مليون جنيه، ولا يزال محبوسا على ذمة التحقيقات أيضا.

أما فى مركز الفيوم فاستطاع مهندس يدعى «أحمد.إ» جمع 55 مليون جنيه، بعدما أوهم ضحاياه بتجارته فى العقارات، بعد إنشاء عدة أبراج وجمع من 30 مواطناً أموالهم، وأقنعهم ببناء عقارين مرخصين، وعندما اكتشفا تقاعسه طالباه بالسداد، فهرب وألقت الشرطة القبض عليه وبعد أسبوع رد 45 مليون جنيه ومنح الباقين شققاً بالعقار الذى بناه.

وتلقت مباحث الأموال العامة مجموعة بلاغات من عدد من المواطنين قبل شهرين من القبض على هؤلاء المتهمين، وتحديدا بعد هروب محمود السيد، تاجر أدوية جمع 188 مليون جنيه من الأهالى وهرب، بعدما أوهم الضحايا بسداد مبالغهم المالية بفوائد تتراوح ما بين 20 و35% شهريا، وبالفعل ظل سنتين منتظماً فى السداد حتى جمع 188 مليون جنيه وفر هاربا إلى السعودية بعدما أغلق صيدليات ومخزن أدوية، ووصل عدد البلاغات ضده إلى 74 بلاغا.