أحمد شوبير يكتب: ناقوس خطر

الفجر الرياضي




لا يختلف اثنان أن الموسم الماضى باستثناء عدد قليل من المباريات كان أبرزها مباريات الكأس كان من أفضل المواسم التحكيمية منذ سنين بعيدة جدا وتوسمنا جميعا خيرا بأن هذا الموسم سيكون أفضل وأحسن بكثير خصوصا مع ظهور عناصر جديدة تبشر بالخير وانتظرنا جميعا بداية الموسم لنرى التطور الايجابى الذى طرأ على التحكيم ولكن وللغرابة الشديدة بدأ الموسم بداية مخيبة للآمال.

فالأخطاء كثيرة وبعض الحكام وكأنهم لا يعرفون شيئا عن قانون كرة القدم بل إن العوامل المساعدة للحكم مثل الحكم الإضافى جاءت بنتائج عكسية وأدت إلى كوارث فى الكثير من المباريات بدءا من الأسبوع الأول ورغم تحسن الأداء نسبيا فى الأسبوعين الثالث والرابع جاء الأسبوع الخامس ليدق ناقوس خطر قد يكون سببا مباشرا فى إفساد مسابقة الدورى العام فالأخطاء متكررة والدراية بالقانون من الحكام غير موجودة وكأنهم أول مرة يديرون مسابقات لكرة القدم ونتائج كثيرة من المباريات تأثرت بشدة نتيجة للأخطاء الكارثية من الحكام وظاهرة الحكم الخامس أصبحت كارثة فى معظم المباريات ومساعدو الحكم يتفنون فى رفع أو عدم رفع الراية فى الوقت المناسب فشاهدنا بلاوى وكوارث تخرج من عمر عن ظاهرة الأخطاء العادية وتصل إلى مرحلة الاهمال والجهل بالقانون ولن أضرب أمثلة لانها بكل أسف كثيرة جدا فى زمن قصير جدا فى مسابقة الدورى العام وهو ما ينذر كما قلت بكارثة فى الأسابيع المقبلة خصوصا أننا مازلنا فى الأسبوع الخامس للمسابقة والغريب أن البعض بدأ يردد أن الأجهزة الفنية الملتزمة تدفع ثمن انضباطها واحترامها لنفسها وللعبة كرة القدم وأن المشاغبين ودائمى الاعتراض يحسب لهم الحكام بل ومن فوقهم ألف حساب فيصبح الهدف الأول إرضاءهم بكل الطرق ولو على حساب نتيجة المباراة والغريب أن الاخطاء تأتى من حكام كبار معظمهم من الحكام الدوليين والذين باتوا يهتمون بالمظهر على حساب الجوهر والنتيجة احتقان شديد جدا فى الشارع الكروى من هذا التجاوز اللامحدود فى معظم المباريات وليس مباريات فريق واحد فقط ويبدو أن سلاح السوشيال ميديا والصوت العالى أصبح هو المسيطر الآن على كل شيء فى الدورى العام لكرة القدم فمن يخرج ليصرخ ويولول تجد الأسبوع التالى مجاملات صارخة لفريقه ويبدو أنها ظاهرة ستستمر خصوصا مع وجود الصراعات الكثيرة داخل اتحاد الكرة ومحاولات لجنة الحكام ضم عناصر من الصعب أن تكون موجودة داخل الوسط التحكيمى فى مصر ويكفى أننا لم نعد نشاهد حكما مصريا واحدا فى محفل دولى كبير حتى جهاد جريشة حكمنا الدولى لم يحكم سوى مباراة وحيدة فى كأس العالم بين انجلترا وبنما وبعدها غادر المونديال دون أن تطأ قدمه أرض الملعب مرة أخرى أما النهائيات الإفريقية فلم يعد لنا وجود فيها على الاطلاق وباستثناء بعض مسابقات الناشئين والشباب دوليا وإفريقيا لم نعد نرى حكما مصريا لدرجة أن آخر بطولة للشباب شارك فيها حكم مصرى فى إفريقيا لم يظهر هو الآخر سوى فى مباراة واحدة وأفسدها بكل أسف وحتى البطولة العربية التى أقيمت بمصر وتم اسناد المباراة النهائية لطاقم مصرى كان النتيجة علقة ساخنة لحكم المباراة ومساعده بسبب الأخطاء الكارثية التى وقعوا فيها وأدت إلى حرمان فريق من الفوز بالبطولة، ورغما عن كل هذه الظواهر إلا أننى يجب أن أشيد ببعض الحكام وأذكر منهم محمود البنا وأمين عمر ومحمد عادل ومحمد الحنفى وهم تقريبا الواجهة الطيبة للتحكيم المصرى ومعهم بالتأكيد جهاد جريشة لمكانته الدولية وإن كان يبدو غير موفق فى الكثير من المباريات المحلية.. شخصيا لا أرى أى مانع فى الاستعانة بحكام أجانب مصنفين مشهورين بالحياد والنزاهة لإدارة مباريات فى الدورى العام المصرى ومراقبتهم جيدا لأن بعضهم أيضا يرتكب جرائم وكوارث كروية حتى نضمن حيادية ونزاهة المسابقة والتى دخلت مبكراً فى صراعات لا محدودة وخناقات عبر وسائل الإعلام المختلفة وهو ما يؤدى إلى هذه الأخطاء الفظيعة.. أما ما نسمعه من المسئولين من أنه عيب أن نستعين بالحكام الأجانب فعليهم أولا أن يصلحوا حكامهم ويحسنوا من مستواهم قبل أن تقع الفأس فى الرأس ونبكى على اللبن المسكوب وأعود فأكرر أن الاستعانة بالحكام الأجانب فى هذه الفترة به خطورة شديدة جدا على المسابقة وأنا أعنى تماما ما أقوله ولكنى أطالب بحسن اختيار هؤلاء الحكام ليكونوا إضافة للتحكيم المصرى وإلا فلا داعى للاستعانة بالحكام الأجانب طالما لن يضيفوا للمسابقة شيئًا بدلا من أن يشعلوا النيران داخل الملاعب خصوصا أن عودة الجماهير الجزئى إلى المدرجات أضفت جمالا وبالتأكيد ستزيد من إثارة وحلاوة المسابقة لذلك أكرر التحذير لاتحاد الكرة بأن عليه أن يتحرك سريعا لعلاج كل هذه المشاكل فيكفى ما حدث للكرة المصرية من نتائج مخزية خلال الفترة الماضية وهو أمر قد نلتمس فيه بعض العذر أما المسابقة ونظامها ونجاحها فهى المسئولية الأولى لاتحاد الكرة الغائب عن المشهد تماما.