مكاسب زيارة "السيسي" للصين.. المشاركة في القمم الأفريقية.. ومشروعات استثمارية بقيمة 18.3 مليار دولار

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


نتائج وعوائد مثمرة على الدولة المصرية، جراء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الصين، التي استمرت أربع أيام، عقد خلالها عدة لقاءات هامة، استهلها بتوقيع عددًا من اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر والصين، ومشروعات استثمارية بقيمة 18.3 مليار دولار، فضلًا عن المشاركة في القمم الصينية والمنتديات الإفريقية.

 

 

قمة مصرية صينية

 

بمجرد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الصين، يوم السبت الماضي، أجريت مراسم استقبال حافل، وعُقدت القمة المصرية الصينية، في قاعة الشعب ببكين، بحضور الرئيس الصيني، استهلها الأخير بالترحيب بالرئيس السيسي، معربًا عن سعادته للالتقاء به مجددًا، مشيدًا بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكدًا ثقته في مستقبل تلك الشراكة لما فيه صالح البلدين الصديقين، وبما يعكس حضارة وعراقة تاريخيهما.

 

فيما رحب الرئيس السيسي بتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والصين وارتقائها إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، مجددًا دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني "الحزام والطريق"، خاصة أن مصر تعد شريكًا حضاريًا وتاريخيًا للصين في تلك المبادرة التي تمثل إعادة لإحياء طريق "الحرير"، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجاري لتشكل عددا آخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، وهي الأهداف التي طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها.

 

 

اتفاقيات ثنائية

 

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصيني شي جين بينج، مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر والصين، في مقدمتها؛ مشروع القطار الكهربائي فنيًا وماليًا للربط بين العاصمة الإدارية ومدينة العاشر من رمضان، واتفاقية منحة لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها القمر الصناعي المصري، إضافة إلى اتفاقية إطارية لدعم المشروعات التنموية في مصر خاصة في مشروعات قناة السويس.

 

وشهد السيسي، مراسم توقيع اتفاقيات في مجال التعاون الاقتصادي والفني بين مصر والصين، بمشاركة، سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي ونظيرها الصيني.

 

ولفت السيسي، خلال المباحثات إلى التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين والذي تطور خلال الأربع سنوات الماضية، نتج عنها توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والبرنامج التنفيذي من 2016 إلى 2021 وهو الأمر الذي سيحقق استفادة كبيرة خلال تلك الفترة، خاصة في حجم التبادل التجاري بين البلدين.

 

زيارة أكاديمية الحزب الشيوعي

 

شملت زيارة الرئيس للصين، جولات عديدة، حيث زار أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، إذ تفقد متحف الأكاديمية، وأجرى حوارًا مفتوحًا مع طلبة الأكاديمية أجاب خلالها على استفساراتهم بشأن العلاقات المصرية الصينية ومستقبل الأوضاع في مصر والمنطقة العربية في ظل ما تواجهه بعض الدول العربية من تحديات كبيرة، وأكد أهمية الدور المصري في تعزيز العلاقات الصينية بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية وأوروبا.

 

لقاء مع رئيس وزراء الصين

 

 

كما التقى "السيسي"، برئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، وأثنى على الشركات الصينية العاملة في مصر، مؤكدًا ما تحظى به جميع الاستثمارات الصينية والمشروعات القائمة في مصر من اهتمام وحرص على تذليل العقبات أمامها، بما يساعدها على زيادة استثماراتها وتحقيق المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

 

وأعرب الرئيس عن التطلع لقيام الصين بتوسعات في المدينة الصناعية الصينية بمصر والتي تعتبر الأولى للصين في أفريقيا، وتشجيع كبرى شركات القطاع الخاص للاستثمار في المدينة الصناعية، مشيرًا إلى ما تحظى به مصر من مميزات تساعد تلك الشركات على تسويق منتجاتها في العديد من الدول، خاصة التي وقعت معها مصر اتفاقيات للتجارة الحرة، فضلًا عن موقع مصر الجغرافي المتميز، وتوافر البنية التشريعية التي تساعد على جذب الاستثمارات.

 

لقاء مع رؤساء كبرى الشركات الصينية

 

وخلال جولات "السيسي"، في الصين، عقد لقاء مع رؤساء كبرى الشركات الصينية العاملة في مصر، مؤكدًا على عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والصين، كما أكد الرئيس حرصه على لقاء كبار رجال الأعمال والاقتصاد والمال الصينيين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتنمية الاستثمارات المشتركة للاستفادة من الفرص المتاحة، وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر.

 

وأوضح الرئيس، أن أولويات مصر التنموية تتفق في أهدافها مع مبادرة "الحزام والطريق" بهدف تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين دول المبادرة ومنها مصر، وتدعيم التنسيق فيما بينها نحو زيادة الاهتمام بمشروعات ربط المرافق بين هذه الدول، وتطبيق سياسات تساهم في زيادة حركة التجارة والتكامل المالي، بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز برامج التبادل الثقافي بين دول المنطقة.

 

مشروعات استثمارية بقيمة 18.3 مليار دولار

 

نتائج وعوائد الزيارة على الاقتصاد المصري كثيرة، إذ شهد "السيسي"، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والعقود مع عدد من الشركات الصينية لتنفيذ 7 مشروعات في مصر بقيمة استثمارية تبلغ حوالى 18.3 مليار دولار، وتشمل إنشاء المرحلة الثانية للأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، ومشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالحمراوين، ومشروع منطقة مجموعة "شاوندونج روى" للمنسوجات، ومشروع "تاي شان" للألواح الجبسية، ومشروع "شيامن يان جيانج" لتصنيع المواد الجديدة، وإنشاء معمل تكرير ومجمع البتروكيماويات بمحور قناة السويس.

 

منتدى التعاون الصيني الأفريقي

 

ونظرًا لريادة مصر، ودور الرئيس السيسي، شارك وعدد من زعماء الدول المشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي "فوكاك"، في جلسة المائدة المستديرة الأولى، حيث بحث الزعماء سُبل تعزيز التعاون بين الصين والدول الأفريقية في المجال الاقتصادي والاستثمارات المشتركة، علاوة على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

 

وأكد الرئيس، أن مصر اهتمت دومًا بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول النامية، بما يضمن تمثيل وجهة نظرها على الساحة الدولية وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولعل جهود مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة الـ 77 والصين، خير دليل على توافر الإرادة والعزيمة لتطوير التعاون بين الدول النامية بما يحقق عالمًا أكثر إنصافًا، يضمن فيه كل إنسان نصيبًا عادلًا من التنمية والعيش الكريم، وستستمر مصر خلال الأعوام المقبلة في العمل على تطوير وتعزيز أُطر التعاون جنوب – جنوب، ومنصات التعاون الثلاثي، لخدمة مصالح الشعوب الأفريقية والدول النامية".

 

لقاءات جانبية

 

وعلى هامش زيارة "السيسي"، للصين، التقى عددًا من القادة المشاركين في المنتدى، حيث التقى رئيس جنوب السودان سلفا كير، إذ أكد الرئيس استمرار دعم مصر لحكومة وشعب جنوب السودان، ومساندتها لكل الجهود الرامية لتحقيق التسوية السياسية السلمية النهائية في جنوب السودان، ودعم مصر لمبادرة الحوار الوطني خاصة فيما يتعلق بمعالجة جذور النزاع وتحقيق المصالحة الوطنية.

 

كما التقى الرئيس السيسي، برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مثمنًا حرص الجانبين على استمرار التنسيق المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية، كما أكد الرئيس الاهتمام الذي توليه مصر لعلاقتها مع إثيوبيا، وحرصها على تعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مبادئ العمل المشترك من أجل تحقيق مصالح البلدين.

 

واستقبل الرئيس السوداني عمر البشير، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية طويلة وممتدة، كما أشاد بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، مؤكدًا حرص مصر على استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين لتطوير التعاون المشترك بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.

 

واستقبل الرئيس السيسي، الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، وأكد استعداد مصر لمواصلة تقديم الدعم للصومال لبناء وترسيخ مؤسسات الدولة، وتفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائي، لاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية وتدريب الكوادر الصومالية