أحمد عبد الحفيظ يكتب: دينا الشربيني وعمرو دياب وتجربة صلاح

مقالات الرأي

بوابة الفجر



لماذا كل هذه الضجة؟ الأمر طبيعي في نظري وعادي للغاية، فدينا الشربيني تظهر في فيديو بجانب عمرو دياب وهي ممكسة بمروحة يدوية، من باب التخفيف عليه من شدة الحر، أثناء حفلته في الساحل الشمالي، البعض أخذ هذا المشهد ليقوم بتوجيه اللوم لها على ما تفعله، والبعض الآخر وجد أن الأمر طبيعيا فهي تحبه والعلاقة بينهما علاقة مميزة، لكن لماذا كل هذه الضجة يا سادة؟

أعتقد أن الأمر رغم أنه بسيط وعفوي من فنانة بحجم دينا الشربيني، لكن الكثير من البيوت في مصر تفتقد مثل تلك المشاهد التي تدل على الحب والرغبة في إسعاد الطرف الثاني مهما كان الأمر، لا يهمه ما يقال عنه وكيف ستكون النظرة إليه، فالبيوت المصرية في أغلبها أصبح الشعار السائد فيها "اخدم نفسك بنفسك"، وسط زحمة الحياة وتبلد المشاعر وقسوة صعوبة المعيشة.

حديثي هنا لا يعني أن تقوم كل زوجة بالتخفيف عن زوجها أو العكس بهذا الشكل التي قامت به دينا الشربيني، لكنه مثال بسيط على ما يجب أن يسود بين طرفين يحب بعضهما البعض، وتسود بينهما حياة زوجية أو أسرية طويلة وممتدة، فأنا أؤمن بأنه بالفعل وراء كل رجل عظيم، إمراة عظيمة هي الأخرى في العطاء والتفاني في إسعاد زوجها أو شريك حياتها دون النظر إلى أي أمور أخرى، فالحب الذي يملأ قلوبهما هو المصباح الذي يقود علاقتهما نحو النجاح والرغبة أكثر في إيجاد سبل هذا النجاح داخل الأسرة وخارجها.

وفي هذا الصدد لابد أن أشير إلى أحد أعظم الناجحين في مصر في الوقت الحالي، ألا وهو الدولي المصري محمد صلاح، نجمنا المحترف في صفوف ليفربول الإنجليزي، والذي يقدم أداء مذهلا سواء في الدوري الإنجليزي في موسمه الأول، أو دوري أبطال أوروبا، أو حتى مع المنتخب الوطني، ففي فترة قصيرة، بات الفرعون واحدا من ضمن الثلاثة الأفضل في أوروبا، بل تخطى هذا الأمر، ليصبح ضمن القائمة النهائية لأفضل لاعب في العالم بجانب البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو، والموهوب الكرواتي لوكا مودريتش.

لكن ما هو السر وراء هذا النجاح العظيم الذي يحققه محمد صلاح؟، بالطبع ستكون الإجابة هي العمل الدؤوب وتدينه ورغبته في تقديم الأفضل وإثبات الذات، بالإضافة إلى عوامل عديدة جعلته معشوق الجماهير في ليفربول والوطن العربي، وهنا أتطرق إلى الأسرة وأعني هنا الزوجة، التي بالطبع هي جزء من هذا النجاح إن لم تكن أحد أضلاعه الأساسية بالنسبة لأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، ورغم أننا لا نعرف الكثير عن هذه السيدة التي تقدم لنا "مو صلاح" في هذه الصورة المشرقة والرائعة، لكننا نريد أن نوجه لها الشكر انطلاقا من المقولة "وراء كل رجل عظيم إمراة"، أبو مكة دائما ما يظهر وهو في أبهى حلله، فليس من الضروري أن تقوم "أم مكة" بالتعبير مساندتها ودعمها لزوجها أمام الكاميرات والشاشات، على غرار دينا الشربيني وعمرو دياب، لكنها بالطبع تقوم بهذا الأمر ، والدليل على ذلك "الصورة التي يظهر عليها صلاح" في السنتين الأخيريتين.