وزيران إيطاليان يتهمان فرنسا بـ"المسؤولية" عن الفوضى بليبيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


شن وزيران إيطاليان، هجوما على فرنسا، واتهماها بـ"المسؤولية" عن الفوضى الأمنية في ليبيا، فيما أدانت حكومة بلادهما "مظاهر العنف" في طرابلس، وجددت دعمها لحكومة "الوفاق الوطني".


ونقلت وكالة "أكي" الرسمية، الثلاثاء، عن وزير الخارجية الايطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، إدانة حكومة بلاده "مظاهر العنف" في طرابلس.


وتشهد طرابلس، منذ 27 أغسطس المنصرم، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات اللواء السابع ترهونة، وكتائب تابعة لحكومة الوفاق الوطني، بالضواحي الجنوبية لطرابلس، وامتدت إلى أحياء وسط العاصمة.


وفي أعقاب مكالمة هاتفية مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أمس، دعا ميلانيزي، "جميع الأطراف إلى التوصل إلى حل سلمي وتفاوضي".


وجدد ميلانيزي، في بيان للخارجية الإيطالية، دعم حكومة بلاده الكامل "للمؤسسات الشرعية الليبية وخطة عمل الأمم المتحدة".


وذكرت الخارجية الإيطالية أنه "من أجل الاستمرار في تبادل مثمر للمعلومات، والعمل على ترتيب إجراءات ممكنة لدعم السلام في ليبيا، سيتحادث ميلانيزي، والمبعوث الأممي، مرة أخرى في الأيام المقبلة.


وأضافت أن ميلانزي قرر "إجراء سلسلة من الاتصالات مع نظرائه من البلدان المعنية بالأزمة الليبية، وذلك أيضا في ضوء التحضير للمؤتمر الدولي" حول ليبيا، الذي تنوي إيطاليا تنظيمه هذا الخريف.


من جانبه، استبعد وزير الداخلية الإيطالي تدخلا عسكريا لبلاده في ليبيا لإنهاء المواجهات العسكرية بين ميلشيات في طرابلس؛ "لأنه لا يحل شيئا".


وقال سالفيني، للصحفيين عقب اجتماع مجلس الوزراء الإيطالي، الإثنين، "إيطاليا يجب أن تلعب دور البطولة في إحلال السلام في البحر المتوسط. العمليات العسكرية لدول أخرى لديها مصالح اقتصادية لا يجب أن تسود على المصلحة العامة وهي السلام".


ولدى سؤاله حول المواجهات بين ميليشيات مختلفة في طرابلس، رد قائلا: "اسألوا باريس".

وأضاف: "إنني قلق.. مخاوفي تكمن في أن أحدا ما لدواع اقتصادية يعرض استقرار شمال إفريقيا وبالتالي أوروبا للخطر".


من جهتها، حملت وزيرة الدفاع الإيطالية اليزابيتا ترينتا، مساء الإثنين، في منشور على حسابها على "فيسبوك"، فرنسا مسؤولية ما يجري من فوضى أمنية في ليبيا.


وقالت: "من وجهة نظري، فرنسا تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية".


وتابعت: "لا يمكن إنكار أن دولة مثل ليبيا تجد نفسها في هذا الوضع؛ لأن دولة ما قررت في 2011، وضع مصالحها أولا فوق مصالح الشعب الليبي، وفوق مصالح أوروبا نفسها".


ودعت ترينتا "الجميع" للعمل على "وقف جميع الأعمال العدائية، وبالتالي البدء في عملية سياسية في أقرب وقت ممكن، يكون الليبيون هم قادتها".


رئيس لجنتي الشؤون الخارجية في شقي البرلمان، بيير فرديناندو كازيني، من جانبه لم يتردد في القول، إن "خلف كل قبيلة وكل فصيل في ليبيا تتحرك قوى أجنبية".


ونقلت وكالة "آكي"، عن كازيني، تأكيده أن "هناك وللأسف أيضًا، دول أوروبية ذات موقف مزدوج، تلك التي تدعم حكومة (الوفاق بقيادة فائز) السراج، على الواجهة، وبينما تدعم فعليا، الجنرال خليفة حفتر، واللاعبين الإقليميين الآخرين".


وبشكل أوضح، لفت إلى أن "مسؤوليات فرنسا واضحة. وأوروبا مدعوة لتقديم دليل على وجودها".


غير أن رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي، هاجم حكومة بلاده، قائلا: "ما يحدث فى ليبيا وللأسف خطير للغاية، حتى بالنسبة لإيطاليا، لكنه يمثل أيضا، خير مثال لما يعنيه الحكم فى إيطاليا عبر التفكير بحصد علامات الإعجاب على فيسبوك، وليس التفكير بالسياسة بالدرجة الأولى".


وأضاف رينزي، عبر تعليق على "فيسبوك" نقلته "آكي": "عندما تكون هناك مشاكل فى ليبيا، يهاجمون (المسؤولون الإيطاليون) الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، لمجرد التغيير فقط".


وتابع: "لكن إذا كنت تمثل إيطاليا ولا تمتلك استراتيجية فى ليبيا، فلا يمكنك أن تغضب من الآخرين، بل عليك التحامل على نفسك".