فنان صناعة الأطراف التعويضية.. حكاية "عم مصطفى" الذي ورث المهنة من عمر السابعة (فيديو)

بوابة الفجر


 

مع دقة عقارب العاشرة صباحًا، يذهب إلى ورشته الصغيرة المتواجدة بالطابق الثاني بسوق باب اللوق، ملامح الزمن والتجاعيد واضحة على وجهه، يجلس مع ماكيناته لصناعة أحذية ذوي الاحتياجات الخاصة، بمساعدة زوجته.


 

هكذا يفعل عم "مصطفى حلمي" منذ خمسون عامًا، لم يختر مهنته ولم يدرسها، بل هي التي اختارته منذ كان عمره حينها لا يتعدى سبع سنوات، فنشأ ليجد نفسه مع أبيه في ورشته وسط عائلة اشتهرت بالعمل في صناعة أحذية ذوي الاحتياجات منذ القدم.


 

يجلس عم مصطفى مع زوجته كل يوم أمام ماكينته بورشته الخاصة بمنطقة باب اللوق، لم يمل يومًا من العمل في تلك المهنة، وهبها عمره وصحته، حتى شقت التجاعيد الطريق إلى يديه، وخط الزمن تفاصيله فيها.


 

"لم أورث أيًا من أولادي هذه المهنة، برغم أنني ورثتها أبًا عن جد، لا أحد منههم يحبها، عاف عليها الزمن، ولكني لازلت أعشقها"، بهذه الكلمات بدأ عم مصطفى حديثه مع الـ"الفجـر".


 

يتسلم روشتة الطبيب التي تحتوي على المقاسات والمواصفات المطلوبة للمريض، ليبدأ عمله في صنع الحذاء، موضحًا أن بعض الحالات من الأطفال تولد بقدم مقوس، فيصنع له حذاء يظل مرتديه فترة حتى تعود عظام القدم لمكانها، أما في الحالات الخاصة مثل الحوادث أو بتر القدم السُكري، فيقوم بصناعة قدم تعويضية بالجبس تناسب مقاس المريض، فيصب الجبس أولًا، ثم يفك الجبسونة، ثم يدخل على مرحلة التوضيب، إلى أن يصبح جهاز تعويضي كامل.


 

على مدار أعوام كثير، ترافق عم مصطفى زوجته التي طالما وقفت بجواره كثيرًا، حيث تعد له الأدوات وتساعده في بعض التفاصيل لصنع الحذاء، فها هو كوب من الشاي أعدته له، ليستطيع التركيز في أداء عمله.


 

وعن الأسعار، يقول عم مصطفى إن السعر يتم تحديده حسب الحالة التي، خاصة وأن الحذار يستغرق نحو أسبوع كامل في الإعداد والتجهيز.