أحمد شوبير يكتب: كلهم مخطئون

الفجر الرياضي



الأزمة التى تصاعدت فجأة بين اتحاد الكرة ونجم مصر الأول محمد صلاح لم تكن مفاجأة للمتابعين فمن المعروف أنه منذ ما قبل كأس العالم والعلاقة فى غاية التوتر ما بين محمد صلاح من جهة ورئيس وبعض أعضاء مجلس الإدارة من جهة أخرى ولا أبالغ إذا قلت إنه صراع على النجومية من بين بعض مسئولى اتحاد الكرة ومحمد صلاح فالأخير وصل إلى قمة الهرم فى الشهرة والنجاح ولكنه مازال على تواضعه حتى الآن وبعض مسئولى اتحاد الكرة يعتقدون أن صلاح يستهين بهم رغم مراكزهم الدولية أو تاريخهم الكروى من هنا بدأت القصة فصلاح الذى استقبل وفودا من اتحاد الكرة ما بين زائرين وراغبين فى حضور المباريات ومتطفلين ببعض أصدقائهم لالتقاط الصور والحصول على تيشيرتات، وصلاح الذى أحرز كل أهداف مصر تقريبا فى تصفيات كأس العالم وهو ما كان له الأثر الأكبر فى تأهل منتخبنا الوطنى لأول مرة منذ 28 عاما، وصلاح الذى سجل معظم أهداف مصر فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية ونهائيات نفس البطولة، وصلاح الذى أصبح واحدا من ضمن أفضل عشرة لاعبين فى العالم وثلاثة لاعبين فى أوروبا وأفضل لاعب إفريقى أصبح فجأة عبئا على اتحاد الكرة المصرى!

من الواضح أننا لم نعش من قبل تجربة مثل تجربة محمد صلاح وبالتالى أصبح التعامل مع نجم بقيمته أمرًا فى غاية الصعوبة من جانب أطراف تغير من نجاح محمد صلاح بل وصل بها الأمر إلى التشكيك فى وطنيته وانتمائه لمصر.. نعم كانت خطابات وكيل محمد صلاح تفتقر إلى الذوق واللياقة والأدب ونعم تجاوز هذا المحامى كل الأعراف والتقاليد ونعم تخطى حدوده ولكن كان لابد أن يأتى الحساب من داخلنا نحن وليس بوصاية من وكيل محمد صلاح ولكن تبقى نقطة مهمة كشفتها لنا هذه الأزمة وهى أنه لا يوجد لدينا نظام إدارى أو احترافى داخل اتحاد الكرة أو داخل المنتخب الأول وبالتالى جاءت نتائجنا فى كأس العالم انعكاسا حقيقيا لهذا الترهل الإدارى اللامحدود.