استئصال المبايض "سبوبة" جديدة لعديمي الضمير والرحمة

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


طبيب يحرم مصابة بـ"إيدز" من الإنجاب دون علمها.. وآخر يساوم الفتيات إما "السرطان" أو "الأمومة"

طبيبة: قرار استئصال المبيض أو التكيس يتوقف على عُمر الحالة


حلم واحد يراود كل فتاة منذ نعومة أظافرها، أن تصبح عروسًا، فهذا هو الطريق الشرعى الوحيد لتصير أمًا، لكن بعضهن يفاجأ بالكثير من الموانع الطبيعية التى تعرقل ذلك الحلم، ما يعيق إشباع غريزة الأمومة بداخلهن، ورغم ذلك يتقبلن الأمر بصبر، احترامًا لإرادة الله.

لكن الأزمة الحقيقية تتركز فى الأخطاء الطبية التى تمنع بعض الفتيات من تحقيق حلم الأمومة الجميل، وهذا ما اكتشفته «الفجر»، بعد توصلها إلى إجراء بعض الأطباء لعمليات استئصال للمبايض من السيدات اللاتى يعانين من وجود تكيسات، رغم عدم احتياجهن لذلك، الأمر الذى يمنع إنجابهن لأطفال بسبب «السبوبة».

وتواصلنا مع عدد من ضحايا أطباء «بيزنس» استئصال المبايض، لنكشف كواليس تلك العملية من خلال حكاياتهن التى انتهت بالقضاء على حلم الأمومة لديهن، البداية مع «فريدة.م»، سيدة فى أواخر عقدها العشرين، كانت تعانى من وجود تكيسات على المبايض، ذهبت لأحد الأطباء المشهورين حتى تتابع معه حالتها بعدما نصحها الكثيرون ممن خضعوا لتلك العملية بأن تختار طبيبا مشهورا، حتى لا يشخص أحد الأطباء الصغار حالتها بشكل خاطئ، فيستأصل أحد المبايض ويقلل من نسبة إنجابها.

وبالفعل تقول فريدة: إنها اختارت طبيبا جراحا مشهورا بمنطقة الدقى، ولكنه من أول كشف أكد لها أنها بأمس الحاجة لعملية، وبعد إجراء الفحوصات لها اتفق معها على أنه سيجرى العملية بمستشفى الزراعيين الخاص بالدقى، وتشير أنها أبدت له رغبتها فى ألا يقوم باستئصال المبايض فى العملية، ووافق الطبيب وأوضح لها أن الفحوصات تؤكد أنه يمكن الحفاظ على المبايض واستئصال التكيسات فقط.

لكن الغريب أنها فوجئت بعد إفاقتها من العملية أن الطبيب استئصل لها أحد المبايض وزادت تكاليف العملية لتصل لـ25 ألف جنيه، واكتشفت بعد أيام من العملية عندما لجأت لعدد من الأطباء الآخرين تسألهم هل كانت حالتها تستدعى استئصال المبيض ليؤكدوا لها أن الطبيب قام باستغلالها واستأصل مبيضا مع التكيسات ليحصد منها الأموال وحالتها المرضية حسب الاشاعات والتحاليل الطبية تؤكد أن المبيض كان لا يستدعى استئصاله.

تستكمل الفتاة والدموع تملأ وجهها: «كل الدكاترة بتقولى إن نسبة الإنجاب قليلة أوى، والموضوع ده راعبنى، وكل شوية بعمل إشاعات وفحوصات على المبيض الثانى وادعى ميحصلش حاجة، وأظن أن الدكتور لو مكنش شال المبيض كنت هبقى زيى زى أى بنت، ممكن أكون أم».

«الدولة وفرت العلاج علشان نجيب أطفال كويسين، بس الدكاترة ولاد الحرام استكتروا علينا الخلفة»، بتلك الجملة بدأت عفاف، (اسم مستعار) لسيدة ثلاثينية مريضة بالإيدز، حديثها معنا عن معاناتها مع أحد الأطباء، الذى استأصل المبايض لها حتى يحرمها من الإنجاب، مدعيًا أنه بذلك يحميها من أن تنجب أطفالا مصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

بدأت حكاية عفاف، بعد ولادتها طفلتها الوحيدة، حيث أصابها تعب مفاجئ اكتشفت أنه بسبب وجود تكيسات على المبايض بعد خضوعها للفحص، أخبرها الطبيب أن حالتها صعبة، ويجب أن تجرى عملية استئصال لتلك التكيسات حتى لا تتفاقم حالتها، وعند إجراء العملية أخبرت الطبيب بأنها مريضة إيدز، فتغيرت معاملته معها.

وبعد تدخلات من إدارة المستشفى التى شرحت لها إحدى جمعيات رعاية المتعايشين الموقف، أجرى الطبيب العملية ولكنه لم يستأصل التكيسات فقط، بل استأصل المبايض أيضًا، هذا الأمر الذى علمته بعد عامين من إجراء العملية عندما ذهبت لأحد الأطباء ليتابع تأخر حملها، ليخبرها الطبيب أنه لا يمكنها الإنجاب، لأنه تم استئصال المبايض منها.

وعندما عادت للطبيب الذى أجرت معه العملية قبل ذلك قال لها إنه كان يحافظ عليها من أن تنجب أطفالا مصابين بفيروس قاتل كالإيدز، ومع ذلك فضلت ألا تتخذ أى إجراء قانونى ضد الطبيب، بسبب العار الذى يلاحق المرضى المصابين بالإيدز.

وفى واقعة أخرى لجريمة أخلاقية لأحد الأطباء، تقول سميرة محمد، سيدة فى أواخر عقدها الثالث، إنها كانت تعانى من وجود تكيسات على المبيض، فأقنعها أحد الأطباء أنها بحاجة ملحة لأن تستأصل المبيض، حتى لا يتطور الأمر معها وتصاب بورم فى المبيض.

وبالفعل خضعت للعملية وقامت باستئصال المبيض، وعلمت بعدها أن حالتها المرضية لم تكن تستدعى أن تقوم باستئصال المبيض، ولكنها اختارت رغما عنها أن تعيش على الأمل الضعيف بأن يتم الحمل من خلال المبيض الآخر، وظلت على ذلك الأمل لمدة خمس سنوات، وبعدها ذهبت لأحد الأطباء المعروفين بنزاهتهم، وأكد لها أن المبيض الآخر به عدد من المشاكل التى تجعل إنجابها مستحيلا.

وأوضح لها أن المبيض الذى تم استئصاله كانت حالته جيدة عن الموجود حاليًا، وكان يجب على الطبيب الذى أجرى العملية فى السابق أن يستأصل التكيسات فقط ولكن الاستغلال المادى يكون دافعا للكثير من الأطباء الذى يجعلهم يخطئون ذلك الخطأ ويقومون بتضييع فرصة الإنجاب على بعض السيدات.

من جهتها، تقول الدكتورة نجوى حسن، استشارى نساء وتوليد وعقم، إن أطباء النساء والتوليد عندما تكون لديهم حالة مرضية لفتاة دائمًا ما يبحثون عن وسيلة أخرى لعلاج التكيسات والأورام التى تكون على المبايض، حتى لا تكون فرصتها فى الإنجاب قليلة، موضحة أن استئصال مبيض أمر يتسبب فى تقليل الفرصة لدى الفتاة بأن تقوم بالإنجاب، واستئصال مبيضين يجعل الإنجاب مستحيلا، لذا يكون للفتيات وضع خاص لدى أطباء النساء والتوليد، وتتم العملية لهن بشروط، مثل ألا يزيد حجم الورم أو التكيسات على 9 أو 10 سنتيمترات.