الدكتور محمد حمودة فى حوار لـ"الفجر": بعض القوانين تصدر لصالح فئات بعينهم

العدد الأسبوعي

الدكتور محمد حمودة
الدكتور محمد حمودة


فتح خزينة أسراره عن أشهر القضايا التى يترافع فيها

أحمد عز لا علاقة له بـ«فساد مبارك».. وهو شخصية محترمة ورجل صناعة عظيم على الدولة الاستفادة منه

أختلف فكرياً مع صديقى فريد الديب ولكنى صاحب فكرة دفاعه عن «مبارك» ونجليه

تركى آل شيخ تنازل عن خلافه مع «الأهلى» بكرم أخلاق

سامح عاشور وضع مادة قانونية تمنع ترشحي ضده على منصب نقيب المحامين


فى أحيان كثيرة، يكون اسم المحامى الذى يقوم بمهمة الدفاع عن أحد المتهمين، مهم، بنفس درجة القضية وأسماء المتهمين وحجم نفوذهم، وهو ما ينطبق على الدكتور محمد حمودة، المحامى الشهير الذى تصدى ولا يزال للدفاع عن متهمين فى قضايا شغلت الدنيا، والرأى العام، حتى ولو رفض تمثيل المتهمين فيها مثل قضية «محاكمة القرن» التى كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه.

حمودة تصدى للدفاع عن عدة شخصيات وأنقذهم من السجن وربما مصير أسوأ مثل أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات الليبية المصرية، ونجل عم معمر القذافى القائد الليبى السابق، حيث أرادت القوى المناوئة للقذافى من مصر تسليم قذاف الدم، ومنع حمودة ترحيل وتسليم قذاف الدم لأنه مصرى الجنسية.

حمودة، المحامى الشهير، والاسم البارز فى عدد كبير من القضايا المهمة التى شغلت الرأى العام، فتح قلبه وعقله فى حواره مع "الفجر"، والذى تناول فيه عددا كبيرا من الأمور التى كان طرفاً فيها ومطلعاً على أدق تفاصيلها وأسرارها، كما تحدث عن حلمه الذى دفعه لترشيح نفسه فى انتخابات مجلس النواب، بضرورة القيام بثورة تشريعية تحتاج مصر إليها، كما تحدث عن أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل وعن سامح عاشور نقيب المحامين، ومحاولته الحيلولة بين حمودة وبين مقعد نقيب المحامين وغيرها من الملفات الشائكة وإلى نص الحوار..

■ بداية.. ما آخر مستجدات قضية "فساد القمح"؟

- المتهمون الذين أدافع عنهم لم توجه إليهم أى اتهامات بالكسب غير المشروع، وثبتت براءتهم، وكل ما تم توجيهه إليهم مخالفات إدارية، وتم حفظ التحقيقات بشأنهم ولا توجد أى مخالفات تتعلق بالتلاعب فى أوزان أو سرقة للقمح أما بقية المتهمين فيقوم جهاز الكسب غير المشروع بالتحقيق معهم فيما يخص الجرائم المنسوبة إليهم.


■ هل تترافع فى قضايا أخرى خاصة بتركى آل شيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية؟.. وإلى أين وصلت قضيته مع النادى الأهلى؟

- لم أترافع عن تركى آل شيخ فى أى قضايا، لأنه بكرم أخلاق منه وتسامح تنازل عن حقه، وسيرسل التوكيلات الخاصة لإنهاء الخلاف بينه وبين القلعة الحمراء، رغم ثبوت حقه بشكل تام، وقراره جاء دون أى حسابات سوى كرم أخلاقه وهو تنازل ولم يتصالح.


■ قلت فى تصريح سابق لك إن بعض القوانين صدرت لتحقيق مصالح خاصة لبعض الأشخاص.. ماذا تقصد بذلك؟

- بعد صدور قانون ما، نكتشف أنه يفيد فئة معينة، أخطأت، وكنت أقصد بذلك مادة القانون الخاصة بإعفاء الموظف العام من الجرائم، ما يعنى أن أى وزير يمنح مساحة من الأرض لأحد الأشخاص، وإذا تم اتهامه بالتربح تتم إعادة الأرض وكأن شيئاً لم يكن ولا تتم محاسبته جنائياً وهو أمر غير مقبول.


■ ما الذى كنت تطمح إليه عند ترشحك لعضوية مجلس النواب؟

- نحن فى حاجة إلى ثورة تشريعات حقيقية، لأننا متأخرون 70 عاماً عن الدول الكبرى فيما يخص التشريعات والرئيس عبدالفتاح السيسى قادر على ذلك لأنه اتخذ قرارات لم يتخذها أحد من قبل، وأناشده بالقيام بثورة تشريعية حقيقية بالاستعانة بفريق عمل لديه الخبرة اللازمة وكان هذا طموحى عند الترشح لانتخابات البرلمان، ولكن فى مرحلة الإعادة الناخبين رأوا أن منافسى محمد المسعود أفضل، وسأترشح فى الانتخابات القادمة لأننى لا أزال أتمنى تنفيذ هذا الهدف.


■ قلت إن أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل حاربك أثناء خوضك انتخابات البرلمان.. فكيف كان ذلك؟

- ما قلته إن عز لم يقف بجوارى و"اتحسبت عليه"، وهو طلب منى عدم الترشح للانتخابات ورغم ذلك أعتبره أعظم رجل صناعة قابلته فى حياتى وهو شخص محترم للغاية وأتحمل مسئولية ما أقوله، وقد أختلف معه فى بعض الأمور ولكن لا يختلف اثنان على نظافته وطهارته وأكبر دليل على ذلك أنه بعد إطلاق سراحه وعودته منذ 8 أشهر لايزال رجل صناعة متفرد، رغم سقوط نظام مبارك الذى قيل إنه يعتمد عليه وعلى الدولة الاستفادة من عقليته.


■ يرى البعض أن هناك تناقضاً بين رفضك الدفاع عن مبارك وقبول الدفاع عن عز.. فما تعليقك؟

- قمت بترتيب الدفاع فى قضية مبارك بعد أن فحصت أوراقها لمدة شهرين، وقلت إن الدفاع عن مبارك هو بداية النهاية لأى محام وليس البداية، وأنا اخترت المحامى فريد الديب، للدفاع عن الرئيس الأسبق وكنت أتابع بنفسى سير القضية، ولكننى اعتبرتها نهاية لتاريخ من يتولى هذه القضية وكان هذا أفضل لأسرة مبارك رغم قناعتى ببراءته.

أما فيما يخص الدفاع عن أحمد عز فاخترت الدفاع عنه، لأن المواطنين لم يكونوا قادرين على استيعاب أنه ليس له علاقه بما ارتكبه مبارك والدليل على ذلك البراءة التى حصل عليها والتقرير الصادر عن شركة حديد الدخيلة الذى أثبت سلامة موقفه القانونى، وأنه لم يقم بالاستيلاء على الأسهم المملوكة للحكومة.


■ تزاملت فى الدفاع فى بعض القضايا مع المحامى فريد الديب فهل كنتما تختلفان حول وجهة النظر القانونية؟

- فريد الديب محام له تاريخ ونحن أصدقاء، ولكن اختلافى معه ليس من أجل الاختلاف، ولكن أفكارنا مختلفة ويصدق حدسى فى النهاية، وخير دليل على ذلك قضية البورصة، حيث طلبت رأى لجنة الخبراء ولكن المحامين الآخرين رفضوا وجهة نظرى وفى النهاية كان رأيى هو الصائب.


■ هل ترفض الدفاع فى قضايا معينة؟

- أرفض الدفاع عن المتهمين فى قضايا الإرهاب البشعة بالإضافة لقضايا الآداب.


■ ما أغرب القضايا التى ترافعت فيها؟

- تاريخى يقول إننى أكبر محام فى العالم تصدى لقضايا، ولم يترافع محام فى العالم فى هذا الكم من القضايا وحقق براءات وانتصارات لموكليه بهذا الشكل ومكتبى الوحيد أيضاً الذى حقق أعلى مستوى من البراءات على مستوى الشرق الأوسط وكل القضايا عندى غريبة بداية من قضية "غرق عبارة السلام" مروراً بقضية أحمد عز وقذاف الدم وأخيراً هاينز، وحصلت على براءة لموكلى فى كل هذه القضايا.


■ ما أبرز مواقفك مع القضاة؟

- أجل القضاء المصرى وكل القضاة فى العالم، والقضاء هو أعلى فئة فى الدولة وهو يسأل ولا يسأل، وأقدر القضاة والنيابة تقديراً غير عادى لأنه إذا صلح القضاء صلحت الدولة والعكس، ويجب أن ندعمه جميعاً ومواقفى معهم إجلال واحترام طيلة عملى بمهنة المحاماه.


■ من قدوتك فى مهنة المحاماة وماذا تعلمت منه؟

- مصطفى باشا مرعى، فقط، وتعلمت منه الكرامة والقدرة والعلم والاعتزاز بالنفس، وكيف كان عظيماً وهو من أعظم من كتب وكتب المحاماة ويليه مكرم باشا عبيد.


■ هل يضعك اهتمام الرأى العام بالقضايا التى تترافع بها تحت ضغط يؤثر عليك؟

- لا يشغلنى ذلك وما يهمنى أننى الوحيد الذى يكسب والقضاء لا يتأثر ودور المحامى أن يقنع القاضى بأن قضايا الرأى العام فرقعة وكذبة.


■ ماذا عن قضية الرشوة المتهمة فيها سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية؟

- سعاد الخولى مظلومة تماماً والقضية ما تزال منظورة أمام القضاء لذا لا أستطيع التحدث عنها.


■ ما تعليقك على تصنيفك ضمن محامى الأثرياء؟

- هذا اللقب يمكن أن يكون لترافعى فى أكبر قضايا فى مصر والعالم ولدى تاريخ لم يستطع أحد الوصول إليه ونجاحى فى الحصول على البراءة فى قضايا صعبة ومستحيلة ومن يتورط فى قضايا صعبة يأتى لى للترافع عنه.


■ لقبك البعض بمحامى الشيطان.. ما تعليقك؟

- المحامى هو المحامى ويكفى أننى حاصل على درجة الدكتوراه وأعشق مهنتى وذو كرامة ولم يثر حولى أى شبهات وأنا رجل قانون فى المقام الأول هو ما أثار زملاء منافسين لى لأن كلا منهم كان يتمنى أن ينجح فى قضية واحدة من القضايا التى ترافعت فيها وكسبتها وأرد عليهم بمقولة "اصبر على كيد الحقود فإن صبرك قاتله.. فالنار تأكل بعضها إذا لم تجد ما تأكله، ولا تهمنى هذه المقولات.


■ كيف ترى المصالحات الأخيرة التى تمت بين الدولة ورموز مبارك؟

- أنا أول من دعا للتصالح مع رموز النظام السابق فيما يخص النواحى المالية، ورفضت بوضوح التصالح فى الدم، إلا إذا وافق صاحب الحق فى ذلك، وجميع رموز مبارك أبرياء وهو ما ثبت من خلال التحقيقات.


■ من وجهة نظرك ما الأساس الذى يبنى عليه جهاز الكسب غير الشروع فى رفض أو قبول التصالح؟

- جهاز الكسب لا يرفض التصالح ولكنه يبحث الطلب المقدم فى هذا الشأن ويحاول تحقيق أكبر مصلحة للدولة وذلك فى ظل وزارة عدل محترمة.


■ ما أهم الكواليس التى شهدتها قضية جامعة النيل التى كنت فيها محامى الجامعة خاصة فى ظل وجود أطراف عديدة كانت فى مواجهتك؟

- الدولة كلها وقفت ضدى فى هذه القضية، كنت لوحدى أمام الدولة على مدار 3 أعوام واستطعت إثبات أن جامعة النيل تملك أرضها رغم وجود العديد من الأطراف التى حاربتنى.


■ هل شعرت بالندم على قبول قضية معينة؟

- لم أندم طيلة حياتى على قبول قضية أو أى قرار اتخذه، لكننى أندم على ما لم أفعله، كل القضايا الخاصة بى لا يستطيع مخلوق الترافع فيها، مثل قضية أحمد قذاف الدم، لأننى كنت أواجه وقتئذ نظام جماعة الإخوان ورئيسهم محمد مرسى، وقضية فساد القمح وقضية هاينز وقضية "عبارة السلام" التى وقفت فيها فى مواجهة مصر كلها.


■ قلت إن سامح عاشور، نقيب المحامين منعك من الترشح على المنصب فماذا تقصد بذلك؟

- عاشور وضع مادة فى قانون المحاماة تشترط أن يمر على الراغب فى الترشح لمنصب النقيب، 20 عاماً فى ممارسة المهنة دون احتساب المدة التى قضاها عضو النقابة فى مهن مثل الشرطة والقضاء، وهو أمر غير دستوري، كما حاربنى عاشور قبل أن أبدأ العمل لأننى مارست المحاماه لمدة 16 عاما وأنا حالياً أكبر محام بالشرق الأوسط وترشحى كنقيب محاولة منى للدفاع عن نقابة المحامين أعظم نقابة فى مصر ووضع هذه المادة ظالم وغير دستورى وسنتقدم بالطعن عليها.


■ محمد بهاء أبو شقة من الأسماء التى تم طرحها بقوة للترشح كنقيب للمحامين فهل تعتبره منافسا قويا "لعاشور"؟

- لا تعليق..


■ المحامون يرون أن نقيبهم يجب أن يكون له نشاط نقابى.. فكيف ترى هذا الرأى؟

- وماذا قدم أصحاب الماضى النقابى؟ القضية أن يكون هناك إنسان له فكر، ونحن بحاجة إلى تعديل وتغيير كل شىء بأفكار جديدة مثلما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى "واللى ماشى فى الطابور لن يفعل شيئا".


■ أيهما تفضل الترشح كنقيب للمحامين أم الترشح مرة أخرى لمجلس النواب؟

- لم أقرر بعد..


■ كيف ترى قرارات نقيب المحامين الأخيرة بشأن قيد المحامين لإنهاء ظاهرة محامى بير السلم؟

- كلمة "بير السلم" أرفضها تماماً وهى إهانة للمحامين ومن سيقول هذا سأتقدم ضده ببلاغ لأن المحامين فئة عظيمة وهذا الوصف لا يليق بهم وهذه قرارات النقيب عاشور احترمها لحين فتح باب الترشح على مقعد نقيب المحامين والذى سيأتى بالجديد.


■ كيف ترى القوانين التى أصدرتها اللجنة التشريعية بمجلس النواب؟

- أرفض التعليق على مجلس النواب لأننى خضت الانتخابات وخسرت وأى تعليق منى سيساء فهمه.


■ هل ترى أننا بحاجة لتعديل بعض القوانين؟

- نحن متأخرون فى التشريعات ونقوم بترقيع القوانين رغم حاجة كل التشريعات للتعديل لأننا نعيش فى مصيبة تشريعية والثورة التشريعية ستنظم كل شىء فى البلد.


■ هناك قوانين تحتكم للشريعة الإسلامية انتقدها البعض هل أنت مع أم ضد هذا؟

- يجب أن نحدد الإطار الذى تعيشه الدولة هل هى دولة مدنية أو دولة دينية ولكنى لا أعرف ماذا نحن وتغيير لغة الخطاب الدينى أصبحت أمراً ملحاً فالعالم ينظم رحلات للسفر إلى كوكب المريخ ولا يزال البعض عندنا يتحدث عن ترك اللحية أو حلقها.


■ ماذا تقول لمهاجميك؟

- أشكر كل من هاجمنى لأنه أعطى للآخرين فرصة لرؤيتى وأشكر كذلك كل من يشيد بى لأنه ساندنى فيما أعتقد، وعندما هاجمت ثورة 25 يناير وجماعة الإخوان كنت على حق وعندما قلت إن مصر تحتاج إلى ثورة تشريعية وأن ما أثير حول "هاينز" هراء كان كلامى صائباً وكدنا نخسر رجال أعمال لهم ثقل فى العالم.


■ كيف نواجه حرب الشائعات؟

- حرب الشائعات تحتاج إلى توعية ولا تتم محاربتها بالقوانين فقط، فالوعى أهم شىء.