العربي للنشر تصدر الرواية الفنلندية المترجمة إلى 43 لغة قبل العربية

الفجر الفني

التطهير
التطهير


تُصدر قريبًا العربي للنشر والتوزيع الترجمة العربية لرواية "التطهير" للكاتبة المعاصرة المرموقة "صوفي أوكسانين" وترجمة "ريم داوود"، وذلك استكمالًا لسلسلة كتب مختلفة التي تهدف إلى نشر الكتب الأكثر نجاحًا من مختلف دول العالم. جدير بالذكر أن هذه الرواية دخلت قائمة الأكثر مبيعًا في فنلندا وأوروبا وحققت مبيعات ما يفوق الـ 200 ألف نسخة، كما تُرجمت إلى 43 لغة منها الروسية والمجرية والهولندية والأسبانية والإنجليزية قبل أن تحصل العربي للنشر على حقوق الترجمة إلى العربية.

 

اُقتبست الرواية من المسرحية الأولى للكاتبة بالعنوان نفسه "التطهير" والتي عُرضت في المسرح الوطني الفنلندي في عام 2007 ومن ثم نُشرت الرواية في عام 2008. نالت الرواية 9 جوائز فنلندية منها الجائزة الكبرى لـ"نادي الكتاب الفنلندي" وجائزة "فينلانديا"، وجائزة "مجلس الشمال الأوروبي" الأدبية و4 جوائز أخرى منها جائزة "الكتاب الأوروبي" ووصلت القائمة القصيرة لجائزة "ميديشي"، والقائمة القصيرة لجائزة "دبلن" الأدبية الدولية وجائزة "جرين كارنيشن" البريطانية. تحولت الرواية إلى فيلم فنلندي عام 2012. وقالت جريدة "التايمز" عن "أوكسانين" إنها "أصبحت ظاهرة أدبية" وأن روايتها هذه "التطهير" رائعة أدبية لا تُفلِت قبضتها على خيال القارئ بسهولة.

 

إنها رواية قوية.. مخيفة.. مليئة بالمشاعر.. ستظل ذكرى لن تنساها تدور أحداث الرواية في فترتين مختلفتين؛ فترة جمهورية استونيا السوفيتية الاشتراكية، وفترة جمهورية استونيا بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي. تبدأ الرواية في ظروف غامضة للغاية في الفترة الثانية. تجد البطلة، سيدة عجوز، فتاة شابة مغشيًا عليها أمام منزلها الواقع في قرية مهجورة. ملابسها ممزقة، متسخة، وبلا حذاء.

 

رغم أن البطلة لا تعلم مَن هي هذه الفتاة وما الذي أدى بها إلى هذه الحالة، تقرر استضافتها تعيش الفتاة مع السيدة العجوز وبداخل كل منهما أسرار تتعلق بماضيهما لا تستطيع أي منهما أن تبوح بها للأخرى، إلى أن تتفاجآن بالصدمة الكبيرة التي تكشف عن كل شيء في نهاية الرواية. فماذا سيكون رد فعل منهما؟ ولماذا تقرر كل منهما هذه النهاية؟ تُبدع الكاتبة بمهارتها الأدبية أن تجمع بين السرد والشعر والحوار الداخلي والأحداث التاريخية والمذكرات والتقارير السياسية في رواية واحدة عن الفقد، عن الكرامة، عن الصراع من أجل البقاء، عن الماضي الأسود، وعن الخطايا التي لا تُنسى ولا تُغتفر.

 

كما تُركز الكاتبة على وحشية الحكم الروسي السوفيتي ومعاناة استونيا في ظل الجمهورية الاشتراكية التي تصفها بـ"الاحتلال". وعندما نالت الرواية جائزة الأدب لعام 2010 في دول الشمال الأوروبي، أشادت اللجنة المانحة للجائزة بالرواية، واعتبرت مواضيعها " صالحة لكل زمان ولكل لغة"، وبينت أن "مواضيعًا مثل الحب والخداع والقوة والعجز وردت بلغة مقنعة للغاية، وبوصف دقيق وغير عادي".

 

وُلدت "صوفي أوكسانين" في عام 1967 في "يوفاسكولا" بفنلندا. وهي روائية معاصرة من أب فنلندي وأم إستونية. درست الدراما بأكاديمية المسرح الفنلندية. بدأت مشوارها الأدبي بروايتها الأولى عام 2003 "بقارات ستالين"، ورُشحت لجائزة "رونيبيرج". وبعدها بعامين نشرت ثاني رواياتها "بيبي جين". اختيرت لإلقاء خطاب الافتتاح لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام 2014.