طارق الشناوي يكتب: "الديزل".. كله ضرب ضرب مفيش شتيمة!

الفجر الفني

بوابة الفجر


(نمبر وان)، لا أحد يضع رأسه على المقصلة فى كل عمل يشرع فى تنفيذه. الفيلم أو المسلسل جزء من مسيرة الفنان، وليس كل سيرته أو مسيرته. قد تحتل المركز الأول رقميا أو تخفق. ويظل (نمبر وان) لو استند إلى قيمة هو (نمبر وان) .

ليلى نظمى حققت بأغنية (ما أشربش الشاى أشرب أزوزة أنا) أرقام مبيعات فاقت (الأطلال)، والأغنيتان تابعتان لشركة (صوت القاهرة) أراد أحدهم إغاظة أم كلثوم فتم تسريب الخبر للجرائد ليدرك القارئ البون الشاسع فى توزيع (الكاسيت) بينهما، ولكن الأمر لم يعن قطعا شيئا لأم كلثوم.

التقييم الرقمى لو استندنا إليه فقط بدون أن نضع فى المعادلة ظلال الرقم ودلالاته سنكتشف كم هو مقياس مخادع، نعم هناك رغبة عند البعض للدفع برمضان إلى تلك الحافة لكى يردد (أنا نمبر وان) نجحت خطتهم فى توريطه، فلم يكتف بالتصريح الإعلامى، بل قدم اغنيتين فيديو لتأكيد تفوقه وإخرج لسانه لهم.

وهكذا ألقوا فى وجهه أفلامه الثلاثة التى حاول فيها الخروج على الشكل التقليدى الذى ارتبط به فأخفقت فى شباك التذاكر، (آخر ديك) و(جواب اعتقال) و(الكنز)، المشكلة لم تكن فى أن رمضان تمرد على (عبده موته) التمرد كان مطلوبا إلا أنه لم يستطع أن يقدم لجمهوره البديل الذى يجمع ين القيمة السينمائية والحس الجماهيرى، لم تنجح الخطوة رغم أهميتها لأن الأفلام الثلاثة افتقدت المتعة الفنية.

كم الهجوم الذى يتعرض له رمضان حتى لو كان فى جانب منه هو البادئ بالعدوان إلا أن ردود الفعل تتجاوز بكثير الفعل، من ينعت إنسانا بأن ملامحه لا تصلح سوى لأداء دور بواب يرتكب جريمتين: الأولى السخرية من اللون الأسمر، والأخرى التقليل من شأن مهنة شريفة، وهو نفس ما ذكره منتج مخضرم بحجم رمسيس نجيب قبل 40 عاما عند ترشيح أحمد زكى لبطولة (الكرنك)، الفارق أن رمسيس لم يجرؤ أن يعلن ذلك للناس بينما منتج فيلم تامر حسنى نشرها على النت.

تامر يطلق على نفسه لقب (نجم الجيل) وسبق أن قال أيضا إنه (أسطورة القرن 21).. تصرف طفولى تعوزه الحنكة، مثلا فريد الأطرش فى نهاية الخمسينيات سألوه عن مكانته بين المطربين فقال لهم «(أنا نمبر وان)، قارنوا أرقام توزيع أسطواناتى مع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم».

السلاح ليس جديدا فى الحياة الفنية، الفنان الذكى لا يلعب بالأرقام حتى لو كانت فى صالحه لأنها يوم ليك وعشرة عليك.

رمضان كان ولا يزال نجما جاذبا لقطاع وافر من الجمهور، وتستطيع أن تدرك ذلك ببساطة فى الأيام الأولى لعرض الفيلم، وفى الحد الأقصى الأسبوع الأول والناس تقطع التذكرة للنجم وبعدها يسيطر على الموقف قيمة وجاذبية الشريط المعروض.

فى نهاية السباق سيحقق (البدلة) الرقم الأعلى رغم أن رمضان هو النجم الأكثر جاذبية، لو قارنت بين الفيلمين ستجد أن هناك ضحكة مهما بلغت مباشرتها من الممكن أن يقدمها لك بين الحين والآخر (البدلة)، ولكن (الديزل) الذى أخرجه كريم السبكى لا يزيد على كونه شريطا يستمر قرابة ساعتين يمتلئ بالدماء والعنف، البطل يؤدى شخصية (الدوبلير) الذى يلعب كل المشاهد الخطيرة فى الأفلام، وهى شخصية لها جاذبيتها الدرامية لما تتمتع به من ملامح إنسانية كما أنها تتيح لرمضان أن يلعب كما يريد دائما دورين: البطل والدوبلير، رمضان قطعا وجدها فرصة ليفعل مثل (توم كروز) الذى يكبره بنحو 30 عاما ويؤدى أيضا أغلب المشاهد الخطيرة، وطبعا كاميرا المخرج كريم السبكى تحرص على تأكيد ذلك بحجم اللقطة والزاوية، الشاشة وصلت لمرحلة التشبع ولا توجد لحظات تأمل أو حتى التقاط أنفاس وتلك هى المشكلة التى لم يدركها المخرج ولم يتوقف عندها رمضان.. إنها حافة الوصول (للذروة) عندما يصل المتفرج إليها ينتقل مباشرة لمرحلة النفور مما يراه على الشاشة، وهذه هى كارثة (الديزل).

اعتقد السبكى الصغير أن تلك هى خلطة والده وهو أدرى بضبط عناصرها، فكان الشريط كله ضرب فى ضرب ومفيش شتيمة على رأى علاء ولى الدين فى (الناظر)، طبعا أنتم تدركون من هو الذى سيناله القسط الوافر من الشتيمة!.