هل يصبح متحرش التجمع نجما سينمائيا؟

تقارير وحوارات

متحرش التجمع وضحية
متحرش التجمع وضحية التحرش


"قهوة بطعم إهانة الفتيات"، هكذا علقت منى سلمان على خبر تحول شاب تحرش بفتاة في منطقة التجمع بالقاهرة إلى نجم سينمائي، والذي ترى وجوب محاسبته بعد نشر الفيديو الذي صورته الضحية، بحسب موقع "الحرة".

بعد خبر تصوير الشاب المتحرش إعلانا لشركة قهوة مشهورة وتواصل شركة إنتاج معه، علقت إحداهن: "بالطريقة دي بكره نشوف كل الشباب يمشي ورا البنات ويتحرشو بيهم".

كان الممثل المصري الشاب محمد كامل أعلن أن الشاب الذي تحرش بفتاة وهي تنتظر في محطة الحافلات وظهر في فيديو وثقته الفتاة، قد تسلم عرضا للقيام ببطولة سينمائية، كما أنه صور إعلانا لشركة قهوة مشهورة.

#متحرش_التجمع وسم ظل لساعات طويلة الأكثر تداولا في مصر، حيث استنكر بعضهم مكافأة الشباب المتحرش بعروض إعلانات وأدوار فنية.

وامتد النقاش حول معنى التحرش فيما دشن آخرون وسم #ادعم_منة_جبران وهو اسم الفتاة التي تحرش بها الشاب، وتصدر أيضا الهاشتاج لساعات.

ويظهر في الفيديو، الذي نشرته منة جبران في 15 أغسطس، الشاب وهو يخرج من سيارته ليدعو الفتاة لتناول مشروب في مقهى شهير، قالت الفتاة بعد ذلك في تصريحات تلفزيونية إنه كان يتحرش بها لفظيا قبل أن يخرج من سيارته ويدعوها على نحو غير مناسب وتراجع عندما بدأت بتصويره بهاتفها المحمول، بينما كانت تنتظر هي الحافلة التي تستقلها، واعتبرت ما جرى انتهاكا لحريتها الشخصية.

أثار المقطع المصور سيلا من الردود الغاضبة، وفي حين امتدح كثيرون منة لفضحها المتحرش المزعوم، اتهمها آخرون بالإفراط في رد الفعل أو شككوا في دوافعها، فصورت منة مقطعا توضح فيه ملابسات الواقعة.

وينتشر التحرش الجنسي في مصر، سواء لفظيا أو جسديا، وخلص استطلاع رأي أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة و منظمة "بروموندو"، وهي منظمة غير حكومية، العام الماضي، إلى أن ما يقرب من 60 في المئة من النساء المصريات قلن إنهن تعرضن للتحرش الجنسي، ونحو 65 في المائة من الرجال قالوا إنهم تورطوا في مضايقة نساء وفتيات.

وعندما نشرت منة المقطع المصور على صفحتها في فيسبوك، أثار الفيديو نقاشا على الإنترنت حيث أخذ العديد من المصريين، بمن فيهم نساء، جانب الشاب، وقال البعض إنه كان يمزح بأدب وإن الفتاة أبدت ردة فعل مبالغا فيها، بينما تحدث البعض الآخر عما كانت ترتديه ما يوحي بتحميلها مسؤولية الخطأ.

وعكست ردود الأفعال المتباينة جدلا حول تعريف التحرش، وإن كان ما فعله محمود يقع تحت طائلة القانون.

وأجرت الكثير من المحطات التلفزيونية مقابلات مع محمود الذي نفى أن يكون قد ارتكب جريمة، ورفض تسمية فعلته بـ"التحرش" لكنه قال إنه "كان يعاكسها، وأنه لا يقبل هذا الأمر لأخته".

وقالت مها أحمد، وهي محامية في مجال حقوق الإنسان باللجنة المصرية للحقوق والحريات، إن الحادث كان بالفعل تحرشا وانتهاكا لخصوصية الفتاة. وأعربت عن الأسف لوجود سوء فهم للتحرش في مصر، مشيرة إلى أن هذا هو سبب الجدل.

وبعد حوادث متكررة، أصدرت مصر في 2014، قانونا يعاقب المتحرشين جنسيا بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، لكن القانون لا يطبق على نطاق واسع.