في ذكرى ميلاده.. كيف كانت علاقة ياسر عرفات برؤساء مصر؟

تقارير وحوارات

ياسر عرفات
ياسر عرفات




مناضل فلسطيني، اتخذ من نفسه الأب الذي يحمل على كاهله كافة أعباء شعب بلاده، فلم يعرف الخوف طريقًا له حتى آخر أنفاسه، وبالرغم من توتر العلاقات بينه وبين العديد من حكام العرب، إلا أن علاقة وطيدة نشأت بينه وبين مصر وبالتحديد مع رؤسائها على مدار 40 عامًا، حيث شهدت سنوات حكمه محطات بارزة مع حكام المحروسة.

 

وتحل اليوم الذكرى الـ 89 لميلاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والملقب بـ"أبو عمار"، وفيما يلي ترصد "الفجر" مواقفه مع رؤساء مصر وعلاقته بهم، وذلك خلال السطور التالية.

 

 جمال عبد الناصر
كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هو أول رئيس يتبنى "فتح" التي أسسها ياسر عرفات، عام 1959 وفدم لها الدعم المطلوب على الفور، حيث كانت تربط بين كليهما علاقة متينة.

 

وحينما نشبت الحرب بين التنظيمات الفلسطينية والجيش الأردني، حرص "عبدالناصر" على عقد الوساطات لحل النزاع بين الطرفين، وعندما ضيق الملك الحسين، الخناق العسكري على "عرفات" تمكن الأخير من الخروج من الأردن بمساعدة مصرية وسودانية.

 

أنور السادات
على نقيض علاقته بـ"عبدالناصر" كانت العلاقة بين "أبو عمار" والرئيس الراحل أنور السادات، يشوبها التوتر والتباين، فقد بدأت العلاقة بينهما قوية ومتينة بعدما شعر "عرفات" بأن "السادات" خليفة لعبد الناصر، قائد الحلم العربي.

 

وبعد تحقيق انتصار أكتوبر عام 1973 ازدادت قوة العلاقة بين الرئيسين، حيث اعتبر ياسر عرفات، هذا الانتصار هو دعم للقضية الفلسطينية وضربة قاضية للإسرائيلين.

 

ولكن لم تستمر هذه العلاقة الطيبة طويلًا، حيث أنه سرعان ما تبدل موقف ياسر عرفات من أنور السادات بعدما تغيرت توجهات الأخير ساعيًا لتحقيق تسوية سلمية.

 

فبعدما أعلن "السادات" في البرلمان وأمام ياسر عرفات، استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي للتفاوض معهم، وقف "عرفات" أمام النظام المصري حيث أصبح معاديًا له في عهد "السادات"، حيث تشكلت جبهة الصمود والتصدي المناهضة لاتفاقية كامب ديفيد، وكان من أبرز مؤيديها ياسر عرفات، وخرجت مصر حينها من ساحة المواجهة العسكرية.

 

 حسني مبارك
رغم أن القطيعة بين ياسر عرفات والنظام السياسي في مصر استمرت فترة طويلة حتى عام 1982، إلا أن العلاقة عادت بين "أبو عمار" وحسني مبارك، حينما طلب الأول تدخل الأخير في إنهاء حصار "فتح" ببيروت الغربية، فتم الاتفاق حينها على خروج الحركة من لبنان.


وعندما مرت سفينة ياسر عرفات، من قناة السويس، نزل إلى الأراضي المصرية، واستقبله "مبارك" لتتجدد منذ ذلك الحين دماء العلاقات بين فلسطين ومصر.


وتوطدت العلاقة بين الرئيسين، حينما تسلم "مبارك" ملف التحرير الفلسطيني، وتولى رعاية كافة اتفاقيات السلام التي جرت بين فلسطين وإسرائيل، وهو ما ساهم في تطور العلاقات وعودتها إلى الأفضل.