ياسمين الخطيب تكتب: كرهت العيد لكني ما زلت أحب العيدية

الفجر الفني

ياسمين الخطيب
ياسمين الخطيب


في طفولتي كنت أحب الأعياد.. كانت مناسبات ممتازة لكسر القواعد الأمومية الصارمة، مثل اللعب في الشارع، وفرقعة الصواريخ والبمب وحرب أطاليا، وقبول الحلوى والهدايا من الأغراب.

 

الذهاب إلى الكوافير مع أمي، كان أيضاً من مباهج العيد، ليس فقط بسبب تلك النشوة التي كانت تجتاحني وأنا أجلس تحت السيشوار الضخم مثل النساء، وإنما التصنت أثناء الجلسة على أحاديث النساء، التي يدور معظمها عن خيانات الرجال، وخطط الإيقاع بهم.. كان مسموح لي أيضاً بعمل باديكيير ومانيكيير، ووضع القليل من الروچ.

 

الأهم كان اجتماع العائلة صباح أول أيام العيد، حيث ألتقي أبناء الأعمام الوسيمين، وأعكم العيديات المحترمة، واستعرض ملابسي الجديدة، بالرقص على أغاني الأستاذة صفاء أبو السعود، والدوران بفستاني المنفوش حتى أفقد الوعي.

 

في رحلة العودة إلى البيت، كنت أُصر على المرور على محل الألعاب الضخم، لشراء عروسة جديدة.. في البيت تُجبرني أمي على الاستحمام قبل النوم "مطرح اللعب في الشارع والقرف"، على حد قولها، بعدها أفتح التلفزيون لمتابعة المسرحية التي قرر التلفزيون عرضها كهدية عيد للمشاهدين، كانت عادة واحدة من هذه المسرحيات "العيال كبرت.. المتزوجون.. سك على بناتك.. الهمجي..".

 

أكاد الآن أشم رائحة الشامبو المنبعثة من شعري الرطب، وأسمع أصداء ضحكات أبي، بينما تقاوم عيناي النعاس، فيغلبهما.. فأنام وأنا أحتضن عروستي الجديدة، بعدما أنهكني الفرح..

 

مات أبي.. فماتت الأعياد.. كرهتها (لكني ما زلت أحب العيدية)