صحيفة تركية: الدوحة تتجنّب دعم أنقرة في أزمة الليرة خوفاً من ترامب

عربي ودولي

أمير قطر وأردوغان
أمير قطر وأردوغان



بعد ساعات قليلة من نشر تقرير صحفي تركي تناول صدمة المجتمع التركي من موقف قطر السلبي تجاه أزمة انهيار الليرة التركية، قرر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التوجه إلى تركيا، في 15 أغسطس، في زيارة عمل يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فإن الزعيمين "بحثا العلاقات الثنائية وسبل توطيد التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وكانت صحيفة "تقويم" التركية قد نشرت في 14 أغسطس تقريراً قالت فيه إن هناك حالة من الإحباط لدى الأتراك بسبب ما وصفته بأنه صمت قطر تجاه الأزمة، التي عصفت بالاقتصاد التركي مؤخراً، إثر قرار العقوبات الأمريكية ضد أنقرة.

لكن بعد ساعات من نشره، حذفت الصحيفة المقرّبة من أردوغان التقرير، من دون أن توضح أسباب حذفه.

واعتبر تقرير "تقويم"، أن موقف الدوحة "غير متوقع"، وأن الكثيرين من الأتراك كانوا يتوقعون من حكومة قطر دعم أنقرة، لكنها اختارت عوضاً عن ذلك الصمت، مذكرة بأن تركيا كانت من أوائل الداعمين للدولة الخليجية الصغيرة، في أعقاب أزمة مقاطعة دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر لها.

وذكّر تقرير الصحيفة بما أسماه "الدعم الإنساني والسياسي"، الذي قدمته أنقرة للدوحة، ومن أمثلته إقامة تركيا جسراً جوياً من طائرات الشحن لنقل السلع الغذائية وغيرها.

وتساءلت الصحيفة: هل هذه هي الصداقة يا قطر؟ متعجبة من وقوف أنقرة بجانب الشعب القطري في أصعب الأوقات، مقابل تجاهل حكومة قطر للوضع في تركيا حالياً.

ويوم 5 يونيو، أعلنت السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب".

وفي أول تعليق على اتهامات الصحافة التركية لقطر بتجاهل الأزمة التركية، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المحلل السياسي والأكاديمي القطري علي الهيل، في 14 أغسطس، قوله إن الكثيرين من القطريين توجهوا إلى محلات الصرافة لشراء الليرة التركية بعشرات الملايين من الدولارات، "بهدف دعم وإنعاش العملة التركية، لأن تركيا حليف استراتيجي لدولة قطر".

وأضاف الهيل أن "ثمة شيء في الخفاء يتعلق بدعم الليرة التركية من جانب دولة قطر، وثمة أحاديث لم تخرج إلى الإعلام عن أن قطر تؤثر عدم إعلان دعمها الفعلي لليرة التركية إعلامياً، ولكنها ضخت أو ستضخ ملياري دولار في البنك المركزي التركي كوديعة".

وأنفقت قطر الكثير من الأموال وقامت بمجهود دبلوماسي كبير حتى استطاعت تغيير موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منها، هو الذي اتهم قطر في بداية الأزمة الخليجية بدعم الإرهاب.

ففي التاسع من يونيو 2017، قال ترامب إن قطر تمول الإرهاب "على مستوى عالٍ للغاية"، داعياً الدوحة إلى وقف هذا التمويل.