كل ما تريد معرفته عن السعي بين الصفا والمروة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدأ حجاج بيت الله الحرام، أداء ركن السعي بين والصفا والمروة- الذي يعد أحد أركان الحج والعمرة، ويسعى الحجاج والمعتمرون بين الجبلي سبعة أشواط، في تجسيد لسعي السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام.

الصفا جبل صغير يقع أسفل جبل أبي قبيس من الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها نحو 130 متر، وهو مبتدأ السعي، أما المروة فهو أيضًا جبل صغير من الحجر الأبيض، يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها 300 متر، وهو متصل بجبل قعيقعان، وإليه ينتهي السعي. كان الصفا والمروة والمسعى يقعان خارج المسجد الحرام، ولم يكن لهم بناء يخصهم، ظل الحال على ما هو عليه حتى عام 1375 هـ حيث تم لأول مرة بناء المسعى، وضُمَّ للمسجد الحرام وأصبح جزءًا منه.

ويرجع بدء السعي بين الصفا والمروة إلى زمن النبي إبراهيم، حيث تعتبر هاجر أول من سعى بين الصفا والمروة، حينما كانت تلتمس الماء لابنها النبي إسماعيل، فكانت تصعد على جبل الصفا ثم تنزل حتى تصل جبل المروة، وقد كرَّرت ذلك سبعة أشواط، حتى وجدت الماء عند موضع زمزم، فشربت وأرضعت ولدها،  وعندما جاء الإسلام جعل ذلك من مناسك الحج والعمرة.

الطريق الذي يربط بين الصفا والمروة يسمى مسعى، أو مكان السعي، والمسعى الآن داخل في المسجد الحرام نتيجة التوسعة السعودية التي تمت عام 1375 هـ، تبلغ المسافة بين الصفا والمروة 394.5 مترًا، وهناك من يقول أنها 405 أمتار، وهناك من يقول 375 متر، وإجمالي عدد الأشواط للسعى 2761.5 متر عند حسابها على أنها 394.5 متر، وعرض المسعى 40 مترًا، وعدد طوابقه أربعة طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع.

كيفية السعي بين الصفا والمروة؟
يجب السعي بين الصفا والمروة إذا انتهى المحرم من الطواف بالبيت وصلاة ركعتين، وأنه يسن أن يقرأ المحرم عند قربه من الصفا قول الله تعالى: «إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ». (البقرة: 158).

متى صعد الحاج إلى الصفا فيجب أن  يهلل ويكبر ويقول: لا إله إلا الله .. الله أكبر، واستقبل الكعبة المشرفة، وصلِّ على سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ، وادع لنفسك ولمن تحب ولنا معك بما يشرح الله به صدرك، كما يبدأ أشواط السعي -سيرًا عاديًّا- من الصفا إلى المروة في المسار المعد لذلك مراعيًا النظام والابتعاد عن إيذاء الناس.

السرعة قليلًا في السير بين الميلين الأخضرين -في المسعى القديم والجديد علامة تدل عليهما-، وهذا الإسراع هو ما يسمى "هرولة" وهي خاصة بالرجال فقط دون النساء، أما  إذا وصل الحاج إلى المروة فيقف عليها قليلًا مكبرًا مهللًا مصليًا على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاعلًا الكعبة تجاه وجهك داعيا الله تعالى بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لك ولغيرك، وبهذا تم شوط واحد.

كما يجب أن يتابع الأشواط السبعة على هذا المنوال مع الخشوع والإخلاص والذكر والاستغفار، وردد ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الموطن: "رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، أنت الأعز الأكرم، رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم"، وبالانتهاء من أشواط السعي السبعة يكون الحاج قد أتمم العمرة التي نوها حين الإحرام.

دعاء انتهاء السعي بين الصفا والمروة
عندما يتم الحاج السعي بين الصفا والمروة يدعو بهذا الدعاء: "ربنا تقبل منا وعافنا واعف عنا وعلى طاعتك وشكرك أعنا وعلى غيرك لا تكلنا وعلى الإيمان والإسلام الكامل جمعاً توفنا وأنت راض عنا. اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وأرزقني حسن النظر فيما يرضيك عني يا أرحم الراحمين" .

وإن كنت محرماً بالعمرة وحدها تحلل بالحلق أو التقصير وإن كنت محرماً بالحج والعمرة أو بالحج وحده فاستمر على إحرامك حتى يوم العيد.

وفي فترة الانتظار للتوجه إلي منى ثم عرفة يستحب الإكثار من الصلاة في الحرم الشريف والطواف حول الكعبة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "صلاة في المسجد الحرام افضل ما سواه من المساجد بمائة ألف صلاة "من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".