اللحوم ترفع شعار "نيني نيني لما ييجي اللي يشتريني".. جولة داخل مدبح السيدة زينب (صور)

أخبار مصر

جانب من السوق
جانب من السوق


حينما تطأ قدماك إلى هذا المكان، تجد على كلا الجانبين مواشي يقف أصحابها أمامها في انتظار من يأتي إليهم، لـ"يستفتحوا به"، مكان يعمه الهدوء، وتكثر أصوات المواشي به، وتكثرمحال الشوايات والفحم لارتباطها بالأضحية.

"سوق السيدة زينب" أو "المدبح"، مكان يعود عمره إلى أكثر من 130 عام، دائمًا كان مقصدًا للتجار من كل محافظات مصر، فتجد أطفالًا يتناولون وجبة الإفطار لبدء يومهم الشاق، جاءوا مع أهليهم لمساعدتهم في البيع وكسب الرزق الحلال.





 

اللحوم ترفع شعار "نيني نيني لما ييجي اللي يشتريني"
وخلال تجولك داخل السوق، تستطيع أن تمرق بعيناك الصغيرتين، فتكشف جميع جوانبه دون أن يخطف بصرك أي تاجر أو أي شخص يقوم بالشراء، يضرب الهواء جنباته ، لا أحد يبيع ولا أحد يشتري.


وبعينين يملؤها الحزن والعوز، يقول سيد المحمدي أحد التجار: "لا بيع ولا شراء هنا، لم يعد المدبح وجهة المواطنين قبل عيد الأضحى، كنا هنا من سنوات لا تجد مكانًا تطأ فيه قدماك من الزحام".


وعن سبب الركود الذي يشهده المدبح، وصف "المحمدي" ذلك قائلًا: "ربما تزامن عيد الأضحى مع المدارس، والأكيد هو الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، على الرغم من أن الأسعار لا تزيد كثيرًا عن العام الماضي، ولكن البيع والشراء في هبوط ملحوظ".





"خد فكرة واشتري بكرة"
وخلال تجول عدسة "الفجـر" داخل "السوق المغموم"، لاحظت أحد الجزارين يطوف داخله، باحثًا عما يناسبه من الأسعار أو أقلها ربما، وبعد دقائق فقط لملم ذيول حزنه وبدأ في الخروج.


ويقول "المحمدي" إنه سابقًا كان التاجر هو المقصد والوجهة، يأتي إليه الجزار أو المواطن دون أن ينطق كلمة أو ينادي بسعر سلعته، إلا أنه هذه المرة لم يتمهل التاجر في أن يهرول وراء المشتري، حتى بعد أن خرج من السوق، أملًا في أن "يستفتح" يومه.






اللحمة السوداني.. لغز الركود بالأسواق المصرية
كانت أحد الأسباب التي أدت إلى هذا الحكم الكبير من الركود.. "اللحمة السوداني" المستوردة، فبسبب الحالة الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، أصبح الإقبال عليها كبيرًا.


فيصبح من الصعب أن يجد رجل بسيط أو موظف لحومًا بأسعار أقل ولا يقوم بشرائها، توفيرًا في النفقات.


ويقول أحد التجار سعد الحبشي، إن اللحوم السودانية المستوردة أكبر مرض استشرى في دماء المدابح المصرية، حتى تسبب في ركودها، على الرغم من اختلاف الطعم بينهم، إلا أن الأسعار تحكم و"السوداني يكسب".






"التموين" تتصدى لغش الأسواق
ربما لم يكن غلاء الأسعار والركود الأزمة الوحيدة التي يعاني منها مدبح السيدة زينب، فقبل أن بتفشى مرض "غش المواشي" بدأت وزارة التموين في حملات قوية لضبط السوق، خاصة وأن الزبون أصبح لا يستطيع التفرقة بين الماشية المريضة والسليمة.


ويقول ممدوح حسين أحد الجزارين، إن مباحث التموين والزراعة تقوم بدعم أي ماشية تتعرض لأي مرض كان، وتجبر التاجر على
أن يقوم بذبحها أمامهم.