مصايف "البهوات" و"الغلابة"

منوعات



 شهيرة النجار

هسيندا ومراسى لـ2٪ من أهل مصر و30٪ ضيوف أو زائرون

مايوه ونظارة وساعة وكاش مايوه وسان بلوك بـ 100 ألف جنيه إيجار يوم بفيللا بفندق بمراسى 70 ألفا وبيروت واليونان أقل سعرا


1- مايوه ونظارة وساعة وكاش مايوه وسان بلوك بـ 100 ألف جنيه

المصريون على السواء يشعرون بحالة من الدوار عندما يسمعون ويقرأون أسعار العقارات فى مصر خاصة بالمناطق الصحراوية، ولعل أسعار الفيللات والشقق والشاليهات بالساحل الشمالى تلعب دور البطولة فى فيلم « سعر الأسعار «، فإيجار تلك المحلات التى تحولت كافيهات تدخل ربحا خياليا.

المقصود من هذه المقدمة أن أسعار العقار بكافة أشكاله فى مصر انحسرت فى طبقة أو شريحة معينة، وربما تلك الشريحة التى لديها القدرة على دفع 100 مليون و60 مليونا لشراء فيللا بالساحل ودفع بالـ20 ألف جنيه فى سهرة عشاء فى تلك المحلات المفتوحة بها وتلك الشريحة التى لديها القدرة على دفع 70 ألف جنيه إيجارا يوميا لفيللا تابعة لفندق وإيجار حجرة بـ10 آلاف جنيه فى اليوم وسويت بـ15 ألفا.

وهى الشريحة التى تقيس بها الدولة - مع الأسف - مدى ثراء وقدرة الشعب المصرى على السير على خطى ارتفاع الأسعار دون ضجر، فتلك الشريحة لا تمثل 2٪ من المجتمع المصرى تلك التى تنزل الفتاة كل يوم بمايوه مختلف ثمنه لا يقل عن 7 آلاف جنيه ماركة مايكل كورس أو ديور أو شانيل وتخرج من البحر وعليها كاش مايوه لا يقل عن 3 آلاف جنيه وشبشب بحر بـ3 آلاف جنيه لازم يبقى براند ومعها حقيبة مليئة بزجاجة العطر أم 5 آلاف جنيه والسان بلوك والكريمات ونظارتها التى لا تقل عن 6 آلاف وهذا متوسط يعنى جالسة على البحر وترتدى أشياء للبحر لا تقل عن 100 ألف جنيه هذا لو لم نحسب الساعة والموبايل.

تلك الشريحة التى تسهر وتؤجر بالفنادق أو تمتلك الفيللات هى التى جعلت الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة تفعل المستحيل لتقليدها فتجد السيدة من هؤلاء تبحث عن صداقة سيدة من هؤلاء وبالبلدى ترمى جتتها عليها لتقضى عندها فى فيللتها بهسيندا أو مراسى ليلتين وتشترى ملابس مقلدة شبيهة بالأصلى وتجلس على البحر وتلتقط الصور وتضعها على الانستجرام أو الفيس بوك فيشعر المواطن البسيط الذى تقع عيناه على تلك الصور أن مصر كلها أصبحت ثرية، مع إن الواقع يقول إن 2٪ أثرياء و30٪ رامين جتتهم ومقلدين.

أنا شخصيا لم أذهب للساحل منذ 2016 واكتشفت فجأة أننى سقطت فى قاع الطبقة الفقيرة، حيث إن إمكانية تأجير فيللا بمراسى أو هسيندا بمبلغ محدد فى اليوم أصبح نفس المبلغ لا يؤجر سوى حجرة صغيرة باليوم بدون أكل، وما حدث فى عرض فيللات وشقق العلمين الجديدة وارتفاع الأسعار بشكل جنونى جعل الوضع العقارى مختلف وخريطة الأسعار غريبة لا يمكن تصديقها فمثلاً فندق 3 نجوم بمارينا خمسة يعرض الحجرة بـ7 آلاف جنيه أما فنادق مراسى وهسيندا وغزالة وريكسوس فتكلم على عشرة آلاف وأنت طالع وتبحث عن وسيط ليجد لك غرفة هذا إن وجد.

وأصبح إيجار الفيللات فى قرى الساحل الشمالى قبل مارينا 7 اليوم بـ4 آلاف جنيه حسب البعد والقرب من البحر بدون أكل طبعاً، ومن بعد مارينا 7 إيجار الفيللا يومياً يبدأ من 10 آلاف جنيه لليوم وأنت طالع.

الأسر التى تمتلك فيللات الساحل حتى مارينا 5 تواجه مشكلات وضغوط من أولادها وأحفادها لبيع تلك الفيللات والشقق وشراء بهسيندا ومراسى وبالطبع أى فيللا لو فاخرة بمارينا يتم بيعها بـ20 مليونا وهذا السعر لتلك الفيللا التى هى إما على البحر أو البحيرة وفى مكان متميز لن تشترى شقة قريبة من بوابات مراسى الآن هذا هو الفرق، ولذلك أصبح الأولاد والأحفاد يقضون النهار فى شواطئ هسيندا ومراسى عند المعارف يسهرون فى تلك الأماكن الباهظة، وفى الصباح يتوجهون لفيللاتهم بمارينا للنوم وتعاد الكرة طريقة دخولهم لهسيندا ومراسى سهلة إما بكارنيهات من أصدقائهم أصحاب تلك الأماكن أو على اسم صاحب كافيه أو لدخول الفندق لقضاء داى يوز على البحر وعند الدخول بعد ذلك كله بيعدى وأصبح فى هذا الموسم يوجد سماسرة من الشباب يعرفون أرقام وأسماء فيلات أصحابها فى مراسى وهسيندا فإذا أراد أحد الدخول لقضاء يوم داخل هسيندا ومراسى ما عليه إلا الاتصال بهؤلاء السماسرة ويدفع المعلوم ليعطوه البيانات التى من خلالها يدخل من البوابات ودمتم!!.

كل شىء بالساحل الشمالى أسعاره غير الأسعار الموجودة فى مصر فكأنما ركبت الطائرة وخرجت خارجها حتى التين الشوكى سعره غير، سعر الأكلات السريعة ذات الماركات المعروفة يزيد 7.5 جنيه على الوجبة بحجة مواصلات الساحل حتى لو كنت لازق فى المكان تكون الإجابة سعر التوصيل موحد قريب أو بعيد.

هذه الشريحة التى مع تطور تكنولوجيا التليفونات والفيديو وأصبح يتم تصوير الشباب وهم بالمايوهات مع الفتيات يرقصون داخل حمامات السباحة تعلوهم على الاستيدج راقصة بمايوه أو حاجات كدا.. أو بدلة رقص فأصبحت المشاهدة لايف جعلت قطاعا كبيرا من المصريين يرددون والله الدولة عندها حق فى رفع أسعار البنزين والضرائب وخلافه ونسيت تلك الفئة أن هذا الأمر من مظاهر الصيف بالساحل الشمالى مايوهات وراقصات ورقص بالشورت والبكينى موجود منذ 18 عاماً لكن كان يعتمد على نقله للقارئ المصرى من خلال صفحات الفقيرة إلى الله ومجلات لبنان التى توزع بمصر وأوصدت أبوابها الآن مثل فلاش وكلام الناس والتى كانت تعتمد على تلك الشريحة وتلك السهرات، هذا مازال موجودا وله سماسرته الذين بدأوا صغاراً وأصبحوا الآن تايكونات السوق بل تحول بعضهم لمنتجين سينمائيين وكانوا مجرد dj فى بلاجات العجمى بيانكى وأكسجين وكاربينانو ولابيست وانتقلوا للساحل.

أما الجديد فى آخر عامين بالساحل، أن الأسعار والأماكن والأطعمة أصبحت بعيدة عن متناول - حتى الطبقة المتوسطة- وزمان من كان لديه فيللا بالساحل فى خط قبل مارينا 7 كان بيتمنظر بها لكن العين الآن على شريحة ما بعد مارينا 7 صحيح غالبيتها كانوا من سكان مارينا لكن إما وارثين أو تجار سيارات وأراض أو .......، بالبلدى التصييف الآن رفاهية لشريحة لا تتعدى 2٪ من مجتمع مصر والباقون الذين يشاهدون صورهم على الفيس بوك وانستجرام متسلقون أو ضيوف باليوم الواحد عند هؤلاء أو سكان قدامى بمارينا يتفننون فى التقاط الصور بشكل يعطى انطباعا أنهم بهسيندا ومراسى، وهناك شرائح مالية لديها القدرة بكل بساطة على التأجير وعندما تفكر لا تشترى فيللا فى مكان ما وكل عام تختار فيللا إيجارها ممكن يصل لـ200 ألف فى الشهر وكل صيف إما مراسى أو هسيندا أو مكان مختلف فى أحد المكانين.


2- 3 أيام فى بيروت بنفس سعر يوم فى مراسى !

هناك شريحة ثالثة حسبتها بالورقة والقلم وقالت أدفع إيجار فيللا باليوم بمراسى بـ70 ألفا فلو قضيت 5 أيام يعنى 350 ألف جنيه إيجار مكان فقط، بخلاف الأكل والسهر ومصاريف الانتقال يعنى 450 ألف جنيه فلماذا لا أذهب لبيروت أو قبرص أو تركيا أو اليونان بنصف هذا المبلغ أو أقل بالطائرة والنفقات والشوبنج وأستمتع.

هذه الشريحة فى حقيقة الأمر مع هذه الأسعار الجنونية حتى فى أماكن السهر والأكل أصبحت منشطة السياحة فى الدول السابق ذكرها.

وللحق ليس هذا السعر بالساحل الشمالى فقط فأسعار فنادق مرسى مطروح الفاخرة ومرسى علم والغردقة وشرم الشيخ شيء لا يصدقه عقل مثلا أحد الفنادق ليس به زبون وهذه حقيقة فتجد إيجار السويت فيه 22 ألف جنيه والحجرة 7 آلاف جنيه ويرفض حتى أن ينزل مليماً واحداً للمصريين وما أن يأتى وفد من خارج مصر يعطيه الحجرة بالثلاث وجبات بـ20 دولارا طب ما تعطيها للمصرى اللى هيصرف داخل وخارج الفندق بدل الزبون السائح الذى جاء بأرخص سعر وبالتالى له ( تارجت) فى الانفاق لا أعلم.. أتمنى إعادة النظر فى أسعار فنادق مصر كلها وأسعار ڤيللات ومحلات الساحل الشمالى التى يزور من فيها دول يادوب شهرين صيف فقط وأنا أقول أبدا أنهم 6 أشهر بالتمام والكمال فالكل ينتقل للساحل من أبريل ويتركه آخر أكتوبر.

أما عزيزى القارئ إذا تحدثت عن موجة الأسعار فى فنادق الاسكندرية والشقق المفروشة فأعتقد أن مشهد الرجال بالملابس الداخلية وهم يتجولون على الكورنيش بعد الخروج من البحر لخير دليل على أن تلك الشريحة هى الفقيرة وليست المعدمة، فالطبقة المعدمة ليس لديها رفاهية دفع مواصلات للمجيء لشاطيء إسكندرية، الشريحة الفقيرة هذه هى التى تؤجر باص مع الأصحاب والجيران لقضاء يوم بالاسكندرية يستخدمون من خلاله المراحيض العمومية ويكون الشارع كبائنهم، وتلك الشريحة لها أكثر من عشر سنوات تظهر بهذا الشكل فى الاسكندرية إيه الجديد؟ الجديد إن حتى الأماكن الراقية أصبح هذا المشهد بها وليس مقصورا على مناطق العصافرة وسيدى بشر وبحرى والبيطاش والهانوفيل التى يمكن أن نقول أنها مناطق شعبية.

حقيقة الأمر ملف البحث عن نسمة هواء وتأخذ غطس فى بحر ربنا الذى وهبه الله لمصر طولا وعرضا ملفا شائك العدد القادم نلقى الضوء على مصايف البسطاء وأسعار الشقق وكافيهات مصر.