أحمد شوبير يكتب: الدائرة المفرغة

الفجر الرياضي



القصة بدأت منذ فبراير عام 2012 ومع الحادث المشئوم فى استاد النادى المصرى ببورسعيد وسقوط 72 ضحية من مشجعى النادى الأهلى وتوقفت على أثرها الحياة الرياضية فى مصر بالكامل ومع المحاولات المستميتة لإعادة الأمور إلى طبيعتها بدأت بعض الاتحادات فى إعادة المسابقات من جديد مثل اتحاد كرة السلة وتلاه اتحاد الكرة الطائرة وعلى استحياء عادت الحياة إلى ملاعب كرة القدم ولكن فى مسابقات خالية من الجماهير وظللنا على مدى ما يقرب من ست سنوات نسمع ونقرأ عن اجتماعات متتالية لمناقشة عودة الجماهير ومع اعترافى بأن انفراجة جزئية فى مباريات المنتخب الوطنى والمباريات الإفريقية للأندية إلا أنها لم تكن كافية على الإطلاق لإنهاء الأزمة بكاملها وعلى الرغم من الجهود المضنية التى بذلها المسئولون فى الدولة بالضرب بيد من حديد على كل مثيرى الشغب الذين يتسببون فى كوارث والتى راح ضحيتها العديد من أبنائنا وكللت هذه المجهودات بحل روابط الشغب وأصبح هناك قانون يسرى على الجميع بل إن كل من كانت تسول له نفسه الخروج عن النص أصبح الآن هو من يحارب أى شخص يحاول إحداث أى نوع من أنواع الشغب وهو ما يعد تغييرا كان من المستحيل أن يتخيله أحد ورغم قناعتى الشخصية من أن المجهودات التى بذلتها الدولة كافية تماما لعودة الجماهير جزئيا إلا أن الخوف لدى البعض مازال هو المسيطر حتى الآن على صانعى القرار وبصفتى مراقب جيد وشاهد على كل الأحداث أرى أن الأمن فى مصر قادر وبقوة على فرض سيطرته وهيبته تماما على الجميع لذلك لا أرى أى مبرر لهذا الخوف المبالغ فيه من العودة الجزئية للجماهير فى المدرجات لأنه من غير المعقول أن تظل المدرجات خالية وأن تفقد الكرة متعتها بالحضور الجماهيرى كما أنه لم يعد مقبولا بما أننا نعيش فى عصر الاستثمار من أوسع أبوابه أن تفقد الأندية أحد أهم مصادر الدخل، وهى تذاكر المباريات ولو رجعنا إلى الخلف قليلا وبالتحديد فى مباريات كأس العالم سنجد أن إيراد التذاكر كان من أبرز مصادر وعوامل النجاح فى المونديال فالإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولى تؤكد ذلك كما أن المصروفات الخيالية التى تنفقها الأندية جعلت لزاما على المسئولين أن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى فى أمر مداخل الأندية خصوصا وأن الجماهير أصبحت فى حالة شوق شديد للعودة للملاعب ولا أظن أن أحدا سيجرؤ على الخروج عن النص مرة أخرى وأنه يعلم أن العقاب سيكون شديدا وأنه من المستحيل أن يجازف أحد أبدا بالخروج عن النص ومع احترامى الشديد للمبادرة الأخيرة التى قام بها السيد وزير الشباب والرياضة والاقتراح بعودة خمسة آلاف مشجع فى المدرجات إلا أنه يظل قرارا منقوصا حيث علقوه بموافقة الأمن وهو الأمر الذى أثار دهشتى لأنه ليس من المعقول أن يكون هناك اجتماع بهذا الحجم دون تنسيق مسبق مع الأجهزة الأمنية للوصول إلى حلول نهائية وحاسمة لهذا الملف ولكن لابد وأن نتوجه بالشكر للسيد الوزير ورؤساء الاتحاد والأندية على مجهوداتهم الواضحة بإنهاء هذه الدائرة المفرغة حتى تعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى لأنه لم يعد مقبولا أن نرى كل ملاعب العالم بما فيها سوريا وفلسطين والعراق وهى تضج بالحياة فى الوقت الذى نعانى فيه من عدم وجود الجماهير.. اعتقد لو أن النوايا سليمة وصادقة وأنا اعتقد أنها صداقة هذه المرة فإننا سنخرج من هذه الدائرة المفرغة وستعود الحياة من جديد إلى المدرجات ليعود الدورى المصري هو الأقوى والأفضل فى العالم العربى كما كان ونعود ونستمع إلى الأغانى والهتافات التى ابتدعها الجمهور المصرى وعلم كل المشجعين فى الوطن العربى معنى الانتماء والتشجيع والوقوف خلف ناديه.