فيروس الفساد يضرب وزارة الصحة.. مأموريات بالجملة دون رقابة.. وتسريب أختام على أوراق فارغة

أخبار مصر



رغم الإطاحة بوزير الصحة والسكان السابق، أحمد عماد الدين راضي، ضمن الحكومة المستقيلة برئاسة المهندس شريف إسماعيل، إلا أن ذيول فساده ومجاملاته غير المحدودة لا تزال موجودة حتى الآن، لتبقى شاهدة على فترة هي الأسوأ على كل المستويات في هذه الوزارة الخدمية المهمة.

دأب "عماد الدين" طوال فترة تواجده في المنصب، على مجاملة أصدقائه بجامعة عين شمس، سواء الاستعانة بهم في اللجان التي كان يشكلها، أو تعيينهم مستشارين ومديري إدارات، ومنهم صديقه أحمد عزيز، المستشار السابق لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، والذي حكم عليه مؤخرا بالسجن 10 سنوات بتهمة الرشوة واستغلال النفوذ، فضلا عن الدكتور أسامة الشاذلي مدير المعهد القومي لتدريب الأطباء بالعباسية.

مأموريات بالجملة

جاء "الشاذلي" لإدارة معهد التدريب، قادما من جامعة عين شمس، حيث يعمل أستاذا بكلية الطيب، ليعينه الوزير السابق، في منصب أمين عام الزمالة المصرية بالوزارة، ومديرا لمعهد التدريب.

وبدلًا من التركيز على ملف النهوض بالأطباء وتطوير مستوياتهم، والاستعانة بخبراء في هذا المجال، وتوفير فرص ومناخ أفضل للعمل، تفرغ هو الآخر للمجاملات، حيث استعان بالطبيبة الصيدلانية "ه.ع.ح" في منصب مدير التعاقدات والتسويق، وذلك رغم أنها على "الدرجة الثالثة"، ولم يمض على التحاقها بالمعهد سوى 3 سنوات فقط.

كما استعان بالسيدة "د.ع" في منصب مدير الشئون المالية والإدارية، ندبا من مستشفي دار الشفاء، وذلك دون الإعلان عن خلو المنصب، ليس ذلك فقط، بل منحها امتيازات مالية كبيرة، وصلت لدرجة إصدار أكثر من 10 مأموريات في الشهر الواحد، وذلك لوزارة الصحة، ولعدد ساعات وصل في بعض الأحيان لأكثر من 10 ساعات، منها على سبيل المثال يوم 24 من يونيو الماضي، حيث بدأت المأمورية من الثامنة والنصف صباحا، وحتى السابعة مساء.

المثير والمخالف لكل الأعراف والقوانين أيضا في قصة هذه المديرة، أنها تكتب طلب المأمورية في أي وقت وأي يوم، ثم توقع لنفسها بالموافقة عليها والاعتماد، أي أنها خصم وحكم في نفس الوقت، وذلك دون أي إفادة من الوزارة حول تواجدها هناك في أي مأمورية، أو مدى إنجاز أي أعمال، وبالتالي مكافآت وحوافز لا حصر لها.

مدير المعهد، الدكتور أسامة الشاذلي، استعان بالمدعو "ه.ر.أ"، في منصب باحث قانوني ومدير إداري، حيث يقوم هو الآخر بعمل مأمورية يومين أسبوعيًا لبرنامج الزمالة المصرية، بجانب وزارة الصحة.

أوراق بيضاء بختم المعهد

الفضيحة المدوية أيضا في قصة معهد التدريب، هي تسريب أوراق بيضاء - حصلت "الفجر" على عدد كبير منها - لا تحتوي سوى على ختم المعهد، والتي يمكن استخدامها في أمور لا حصر لها، أبرزها مثلا إصدار شهادات خبرة "على بياض"، يمكن من خلالها كتابة أي شئ على هذه الورقة، حيث يكفي وجود هذا الختم.

ويترتب على مثل هذه الدورات، عوامل الترقية والامتيازات المالية في المؤسسات، وهيكل التدرج الوظيفي.

خناقات موظفين

تواصلنا مع الدكتور أسامة الشاذلي مدير المعهد القومي لتدريب الأطباء، لمعرفة رأيه في المخالفات والمستندات التي حصلت عليها الفجر، حيث نفى صحتها جميعا، مطالبا - حسب تعبيره- بإبراز الإنجازات التي تمت في عهده، بدلا من هدم هذا الصرح الكبير، أو تشويه صورته.

وقال "الشاذلي": إن ما يحدث في المعهد عبارة عن "خناقات موظفين، وشكاوى كيدية"،  مؤكدا أنه لا يوجد مناصب مهيكلة في المعهد، وأن هذه مجرد مسميات شرفية، ليس لها تبعات أو حوافز مادية.

وأوضح أن الصيدلانية "ه.ع" كانت مشرفة علي التعاقدات قبل قدومه إلى المعهد، وأنها لا تعمل حاليا مدير عام، وحينما واجهته "الفجر" بصورة من بطاقة تحقيق الشخصية الخاصة بالسابق ذكرها، نفى "الشاذلي" علمه بهذه البطاقة.

وأكد أنه لا يتقاضى راتبا من المعهد، بل حافز عبارة عن 1600 جنيه فقط شهريا، موضحا أن راتبه الأساسي من برنامج الزمالة المصرية.

كما نفى صحة الأختام بالأوراق التي حصلت عليها "الفجر"، قائلا إنها مزورة.ّ