طارق الشناوي يكتب: "فى انتظار الحصان الأسود.. نجوم "حيتان" ونجوم "بساريا" فى سينما العيد!

الفجر الفني



حسن الإمام إحدى علامات السينما المصرية المضيئة (مخرج الروائع)، كما كانوا يطلقون عليه، فشل له أحد الأفلام المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ (عصر الحب)، فكتب أحد كبار الصحفيين (حسن الإمام أحال شربات نجيب محفوظ إلى فسيخ).

أزعجته تلك العبارة، فهو قدم العديد من أعمال نجيب محفوظ، وحقق نجاحا منقطع النظير، وأشهرها الثلاثية ودرة التاج (بين القصرين)، وجدت تليفونا صباحيا من مخرجنا الكبير، وهو يكاد ينفجر غضبا، قلت له مازحا: تلك الكلمات تمدحك؟ تعجب، أضفت شوف كيلو الشربات بكام وكيلو الفسيخ بكام، يا ريت كل المخرجين يقدمون لنا فسيخ من شربات نجيب محفوظ!!.

أعجبته تلك المفارقة، وضحك، ووجدتها فرصة لأسأله عن توقعه المسبق لنجاح أفلامه أو فشلها، خاصة أن (عصر الحب) لم يحقق وعلى غير العادة أى نجاح تجارى؟ أجابنى أن أرمى شباكى فى بحر السينما، متلاطم الأمواج، وأتوقع أن يأتى (حوت)، وقد أكتشف أن فى الشبكة (بساريا)!!.

الكل ينتظر من الآن أفلام عيد الأضحى التى يبدأ عرضها خلال الأيام القادمة، لدينا نجوم شباك (حيتان) ونجوم يخاصمهم الشباك (بساريا)، للوهلة الأولى تسأل هذا الممثل الذى لم يسبق أن حقق أى من أفلامه إيرادات تذكر، لماذا يصر على الدخول فى صراع مع الكبار؟، الحقيقة أنه لا يملك قرار العرض، ولا ترف التأجيل، ولهذا فإنه من الآن يستعد لتقديم عريضة دفاع تؤكد أن إخفاقه فى الوصول للناس ليس بسبب لا سمح الله أن اسمه صار طاردا للجمهور، ولكن الشاشات التى تعرض فيلمه شحيحة جدا، ولا بأس أن يضيف أيضا أنه يتعرض لمؤامرة كونية الغرض منها إقصاؤه بعيدا عن صدارة المشهد.

إلا أن السؤال: هل حقا تصدق التوقعات المسبقة، أم أن هناك هامشا من المفاجآت لا يمكن تجاهله؟. لا أحد (مغسل وضامن جنة)، البعض بعد أخذ كل الاحتياطات اللازمة، يجد نفسه فى النار، يقول وودى آلان أحد أساطير (الفن السابع): «الخطر الجسيم الذى أحذر منه، هو أن تعتقد أنك تعى كل شىء عن السينما»، ويواصل: «أصنع أفلاما حتى الآن ومازلت أصاب بالدهشة وإلى حد الصدمة أحيانا، بسبب ردود فعل المتفرجين، أظن أنهم سيعجبون مثلا بتلك الشخصية فتنقلب الحال وتجدهم غير مكترثين أصلا بها، بينما هم متيمون بأخرى، أظن أنهم سيضحكون عند مشهد بعينه، أكتشف أن الضحك كان من نصيب مشهد آخر لم أتوقع أبدا أنه يثير مجرد اهتمامهم، إنه أمر قد يبدو محبطا، إلا أنه فى الحقيقة مفتاح السر الذى يجعل السينما ساحرة للغاية، شديدة الجاذبية وممتعة، لأقصى درجة، ولو أننى اعتقدت إلمامى بكل تفاصيلها لتوقفت تماما عن ممارستى لها منذ زمن بعيد». تأملوا جيدا كلمات هذا المخرج والممثل العالمى الكبير، الذى يحطم بقوة تلك المقولة التى تؤكد أنه من الممكن تقديم عمل فنى طبقا للكتالوج المتعارف عليه، محدد المواصفات، وبالتالى مضمون النجاح.

نعم توجد أفلام ومسلسلات تُصنع بدقة وتراعى فيها كل التفاصيل، وكثيرا ما نسمع عن الوصفة السحرية للأفلام، وكيف تحقق الملايين؟ ولكن لا شىء تستطيع أن تُمسكه بيديك. من الذى سيحقق النجاح فى العيد؟ نظريا فيلما محمد رمضان (الديزل) وتامر حسنى (البدلة) يقفان على قمة التوقع بأعلى الإيرادات، ولديك نجمان موجودان بقوة فى الدراما التليفزيونية، والغريب أنهما غابا فى رمضان الماضى، مما يجعل ترقب مشاهدتهما سينمائيا وهما متصدران الأفيش يشكل حافزا إيجابيا، أقصد طبعا طارق لطفى (122) ويوسف الشريف (بنى آدم)، وقد يرى البعض أن مروان حامد وأحمد مراد ثنائى موهوب يقدمان فى (تراب الماس) سينما قادرة على الجذب، ولكن تظل كل القراءات مجرد توقعات نظرية.

مزاج الجمهور النفسى واختياره اللحظى يلعب دورا مؤثرا، لا أحد يستطيع المراهنة على توجهات الناس. علينا أن ننتظر ما الذى تسفر عنه الشاشة، وهل هناك حصان أسود ينطلق من نهاية الصف ليحتل المقدمة؟ (ليه لأ)!!.

المقال نقلا عن المصري اليوم