أحمد شوبير يكتب: وماذا بعد ؟

الفجر الرياضي



زى المثل البلدى «نطلع من نقرة نقع فى دحديرة».. هذا هو حال الكرة المصرية تصريحات مؤتمرات اجتماعات ندوات، وفى النهاية المحصلة صفر لم نر حتى الآن خطة أو أسلوبا أو طريقة لإصلاح الأمر، ولكل من هلل وصرخ بأعلى الصوت بأننا وصيف إفريقيا وأحد الفرق المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم أطرح عليهم سؤالا واضحا وصريحا ما هو تصنيف المنتخب المصرى عالمياً الآن؟ سؤال آخر كيف ينظر المحللون للكرة المصرية بعد النتائج المخزية والمخيبة للآمال فى كأس العالم الأخير بروسيا؟

هل المنتخب الوطنى الذى رشحه الكثيرون للتألق والصعود على الأقل لدور الـ16 فى كأس العالم أصبح محل ثقة الآخرين أم إن سمعة الكرة المصرية تراجعت بشكل كبير وأصبح أقصى ما نتمناه هو التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية على حساب النيجر وسوازيلاند وأقولها بوضوح أن المركز الأول فى مجموعتنا محجوز مسبقا للمنتخب التونسى الشقيق على الرغم من التغييرات الفنية التى طالت المدرب نبيل معلول الذى حقق الفوز الوحيد لعرب إفريقيا فى المونديال حتى ولو كان على حساب فريق بنما المتواضع وعلينا ألا ننسى أننا خسرنا أمام المنتخب السعودى الشقيق والذى مع كل احترامى وتقديرى له لم يتوقع المسئولون عنه ولا عشاق الكرة السعودية تحقيق الفوز على منتخبنا الوطنى فى كأس العالم والغريب أننا كالعادة انشغلنا فى اسم المدرب الجديد وراتبه وبداية الدورى العام وهل يشهد عودة الجماهير أم لا وبذكاء شديد نسى الجميع نتائجنا السيئة فى كأس العالم ودعونا نذكر الجميع بأن الكرة المصرية خرجت صفر اليدين من كل البطولات بل والتصفيات الإفريقية فى كل المستويات والأعمار، والغريب أن الأمور لم تتغير ويبدو أنها لن تتغير فنفس الوجوه فى الإدارة الفنية تتبدل وتتغير فى تدريب المنتخبات فى المراحل السنية المختلفة، على الرغم من كثرة الإخفاقات بهذه الوجوه كل ما فى الأمر أن هذا المدرب صديق فلان أو رجل علان وهذا هو المعيار لاختيار المدربين الذين يقودون منتخبات مصر دون النظر للنتائج المخزية التى حققها هؤلاء، وبالتالى ننتظر مزيداً من الفشل والاخفاقات فى المرحلة القادم، ولقد كتبت مراراً وتكراراً عن بعض التجارب الناجحة فى أوروبا خصوصاً التجربة الإنجليزية والبرتغالية وقبلها الألمانية والإسبانية التى اهتمت كثيراً بقطاعات الناشئين والشباب فكانت النتيجة نجاحات ساحقة على مستوى الكبار أذهلت العالم عبر بطولات متتابعة ولعلى أتذكر مشاركة منتخبنا الوطنى للشباب فى كأس العالم 2001 وحصولنا على الميدالية البرونزية ويومها سمعنا وقرأنا تصريحات ملأت الدنيا حول هذا المنتخب، وأنه سيكون هو العمود الفقرى للكرة المصرية فى المستقبل ولكن وبكل أسف انتهى هذا الجيل تماماً ولم يتبق منه لاعب واحد فى الملاعب حتى الآن بل إن من أفلت منهم مثل محمد شوقى أو حسام غالى لم يستمر طويلاً فى الملاعب أو فى المنتخبات لتخسر مصر مستقبلاً كان شبه مضمون لغياب التخطيط وطالما ظللنا على هذا المنوال من العشوائية فى الاختيار والمجاملات فى تعيين المدربين فتأكدوا أنه لا أمل فى المستقبل فلاعب الكرة لا يولد بين يوم وليلة التجارب فى العالم كله تؤكد ذلك ولو أخذنا مثالاً واحداً عن التطور المذهل للكرة البلجيكية التى خرجت من الدور الأول لبطولة الأمم الأوروبية التى نظمتها على ملاعبها ولم تستطع حتى تحقيق فوز واحد فأخذ المسئولون هناك يفكرون فى كيفية بناء جيل واختاروا عدداً من اللاعبين وجهوا إليهم كل الاهتمام ووضعوهم تحت رعاية أفضل المدربين بعد أن كان المنتخب البلجيكى لا يتأهل إلا بصعوبة بالغة لنهائيات كأس العالم أصبح الآن ثالث كأس العالم بل أصبح واحداً من أقوى المنتخبات المرشحة للحصول على البطولات الكبرى كل هذا بفضل الاهتمام بالناشئين والشباب وكانت النتيجة المتوقعة وهى أولاً كسب احترام العالم ثانياً بناء جيل قادر على المنافسة والوصول إلى أعلى المستويات، التجربة نفسها عاشتها الكرة الإنجليزية فأصبح لديهم مدرب محترم خرج من عباءة التدريب للمنتخبات الصغيرة ليصبح واحداً من أهم المدربين فى تاريخ الكرة الإنجليزية.. فهل نتعلم الدرس ونبدأ ولو لمرة واحدة بأسلوب ونظام علمى محترم قادر على إخراج الكرة المصرية من عثرتها للوصول مرة أخرى إلى مستويات محترمة تعيد إلينا الهيبة والوقار على الأقل بين المنتخبات الإفريقية ولعلى أحذر من الآن عن أهمية التصنيف الدولى، لأنه سيكون البوابة الرئيسية للصعود إلى كأس العالم خصوصاً بعد قرار الاتحاد الدولى بزيادة عدد الفرق المتأهلة لنهائيات كأس العالم إلى عشرة فرق وستكون كارثة حقيقية لو أن مصر لم تحجز لها مكانا ثابتا بين هذه المنتخبات خصوصاً أن إفريقيا أصبح لديها قوى عظمى فى كرة القدم مثل السنغال ونيجيريا والمغرب وتونس وساحل العاج وغانا والكاميرون ناهيك عن محاولات الجزائر وبوركينا فاسو ومالى وجنوب إفريقيا لإعادة البناء من جديد.. هذه كلمتى الآن والتى أرجو ألا نندم عليها فى المستقبل.