د. خالد مصيلحي يكتب: الإعلانات التحذيرية الحل للقضاء على الدجالين ومروجي الوهم في صورة دواء

ركن القراء



الأدوية مجهولة المصدر والغير مرخصة انتشرت في الأسواق العالميه واسواق الوطن العربي ولم تكتفي فقط بأرصفة الطرقات بل ملأت شاشات بعض الفضائيات وملأت مواقع التواصل الإجتماعي ومعظمها يلعب على عامل تشبث المريض ببصيص من الأمل وكلها منتجات مجهولة المصدر ومكوناتها غير مسجله ومعظمها فيه مكونات محرمه دوليا وغير معلنه على المنتج ومعظمها للتخسيس وتنشيط الحاله الجنسيه وبعضها للتجميل مثل علاج الصلع وتفتيح البشره وتمادوا هؤلاء الدجالين بطرح منتجات لعلاج أمراض مزمنه مثل أمراض الكبد والسكر والروماتيزم وكلها تصل للمريض من هذه المصادر المجهوله عن طريق التليفون بدون المرور على طبيب او اي روشته طبيه.

وقد حذرت المنظمات العالميه الصحيه مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكيه FDA  من انتشار هذه المنتجات عالميا لأنها تروج على انها طبيعيه ولذلك ليس لها أثار جانبيه لها وهذا منافي للحقيقه فالمنتجات الطبيعيه لها أثار جانبيه ولها جرعه علاجيه وبعضها قد يكون اشد سميه من المنتجات المصنعه كما أن هذه المنتجات تصنع في اماكن مجهوله غير معروف مصدرها او عنوانها وشركات غير مسجله  وتتكون منتجاتهم من مكونات شديدة الخطوره على الكبد والكلى وكما ذكرنا وقد يتم اضافة مواد محرمه دوليا لخطورتها على صحة الانسان ولم يتم ذكرها على علبة الدواء فعلى سبيل المثال بعض هذه المنتجات تروج للضعف الجنسي وتدعي انها عبارة عن مجموعه من الأعشاب ولكن بالتحليل اتضح ان مضاف لهذه الأعشاب مادة السيلدانافيل الموجوده في عقار الفياجرا وهذه الماده رغم كفاءتها ولكن محظورة على مرضى القلب والأوعية الدمويه فالخطوره تأتي من وجود ماده غير مذكوره في مكونات المنتج ومن جهة أخر عدم علم المريض بوجود هذه الماده يجعله لاياخذ الاحتياطات الواجبه لها ومعظم ادوية التخسيس الغير مرخصة مضاف اليها مادة السيبوترامين الممنوعه عالميا من عشرين سنه لخطورتها على القلب والجهاز العصبي والمخ وأيضا تروج كأنها أعشاب للتخسيس ولايتم ذكر هذه الماده مما تتسبب في مشاكل صحيه خطيره لهؤلاء المرضى بعضها استوجب الدخول الى العناية المركزه.

ولابد من تشديد الرقابه ومحاصرة تسريب هذه المنتجات الى الأسواق ورغم ان وزارة الصحه وجهاز حماية المستهلك اجتهدوا كثيرا وحاولوا القضاء على هذه الظاهره مرارا وتكرارا ولكن القنوات المجهوله المفتوحه ومواقع التواصل يصعب محاصرتها وهذه المشكله عالميه وفشلت دول عظمى لمحاربة هذه الكارثه ولكنها ظاهره بشكل أخطر عندنا لعدم وجود وعي مجتمعي كافي ومن هنا يأتي دور منظمات المجتمع المدني لابد من وضع يدها في يد وزارة الصحه لعمل حملات توعيه لتحذير أفراد مجتمعنا من خطورة هذه المنتجات لأنها سموم في صورة دواء ونظرا لسرعه انتشارها بمعدلات قويه ونظرا لأن الظبطيات السابقه وطرق محاصرتها لم تقلل هذه الظاهره فعلى وزارة الصحه بالتعاون مع الجهاز الاعلامي بعمل اعلانات مضاده للتحذير من هذه المنتجات كلا باسمه وشرح مدى خطورتها على قنواتنا المتخصصه وبعض الفضائيات المحترمهوالتأكيد على انها منتجات غير مسجله وبها مواد شديدة الخطوره وغير معلنه للقضاء على هؤلاء المشعوذين والدجالين المروجين لسموم في صورة دواء ويدعون أنها مسجله وهي غير مسجلهولو هذه المنتجات مسجله وفعاله كما يدعون لماذا لاتوجد على الرف في الصيدليات. 

فهؤلاء المشعوذين اشد خطوره على مجتمعاتنا من المخدرات ولابد ان نضع يدنا جميعا في يد المسئولين في وزارة الصحه وجهاز حماية المستهلك والنزول الى النوادي والمدارس وتدريسها لطلابنا حتى نزيد من الوعي المجتمعي تجاه هذه السموم وهذا السبيل الوحيد للقضاء على هؤلاء التجار والدجالين.