د. حماد عبدالله يكتب: الفارق فى"التــــدنى" فى الأمانى والطموح !!

مقالات الرأي



إن تجربة الدولة الحديثة التى يقودها رئيس الجمهورية بعد ثورة يونيو 2013 , نحو بناء الدولة , وإختيارات الرئيس لمساعديه لتنفيذ هذه الخطة الطموح وخاصة ماتم فى قطاع الكهرباء و إختيار الأستاذ الدكتور "محمد شاكر" , وزير الكهرباء والإستماع إلى برنامجه فى هذا القطاع وإستجابة الرئيس, وإخضاع كل إمكانات الدولة نحو تحقيق هذا الهدف , بل ومشاركته  شخصياً فى عملية إرساء المناقصات الدولية ،كل ذلك يثبت أن (التدنى فى الأمانى) لايقود للتقدم , وربما إستحضر هنا مقال نشرته يوم أول مايو 2008 بجريدة الجمهورية فى عمود لى تحت عنوان (ويك اند) كنت أتحدث عن ذلك وها هوا المقال .
من قرائاتى وتحليلى لبعض أوجه الفشل فى حياتنا العامة أجد أن أحد أهم العناصر هو إنكماش الطموح وقلة الخبرة وإنكسار النفس وتوهان الهدف والتفكير فى الصغائر وترك الأحلام الكبيرة للغير !! كل هذه العناصر أسباب أكيدة للفشل فى أى مجال من مجالات الحياة فى بلادنا !!
والمصيبة إذ كانت هذه الصفات تلتصق بمسئول سواء كان مستوى وزارى أو إدارى أو حتى مسئول عن أسرة !!
ولعل ما نعانيه فى بلادنا من قصور فى كثير من الأنشطة العامة فى الدولة حين تحليلها تجد أن القائم عليها والمنوط به إدارتها ، يفتقد للخيال والإبداع وحينما تحلل حياته وسيرته الذاتية قبل توليه المسئولية تجده قليل الطموح  راضى بما قسم له قليل الخبرة منكسر النفس !! شيىء لا يصدقه عقل بأن تكون تلك الصفات تؤهله للقيادة أو للإدارة شيىء لا يمكن تخيله ومثل هذه الشخصيات نجدها فى كثير من أنشطة الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية فى بلادنا لماذا ؟ سؤال وجيه ؟ لأن الإختيار ليس له معيار !!
ويعتمد على المعرفة وضيق الأفق ومساحة الدائرة التى حول المسئول عن الإختيار !!
وإذا جاز هذا التعبير "والتدنى فى الأمانى" والطموحات (لرب أسرة ) فهذه (حكمة ربنا ) أن يصيب أسرة بعائل لها ضيق الأفق وقليل الخبرة بمعنى دقيق (رجل خائب) تعمل إيه الأسرة ؟ لابد من تعويض ذلك ، بأحد الأبناء أو البنات أو الزوجة أو حتى أحد أقرب الأقربين ، لكى يتولى شئون إدارة الأسرة وإعانتها على ظروف الحياة وعونها فى الضيق وفى الحوادث وفى السراء والضراء !
لكن هذا لا يجوز إطلاقاً إذا أتيحت لهذه الأسرة أن تختار من يديرها أو من ييسر بها سبل الحياة !!
فقطعاً سوف يكون الإختيار له معايير وله شروط وله فترة إختبار لقياس القدرة على الإدارة والمسئولية .
إن التدنى فى الأمانى والطموح وإنعدام خاصية الحلم والإبداع شيىء لابد من التعرض له حينما نستعرض ، من يدير شئوننا ، ويدير إحتياجاتنا ، فليس من المعقول أن يأتى معوق ليقود أسرة أو جماعة أو فئة من المجتمع وننتظر من وراء ذلك نجاح أو إزدهار وما كثرة المعوقين الذين يديرون شئون حياة شعب مصر اليوم !!
وأعود إلى ما تخوضه "مصر" اليوم نحو بناء الدولة الحديثة وإعادة (مصر للحياة) ومواكبتها للعصر فإن الطموح والتفانى فى العمل والأداء المحترم هى من سمات الدولة الحديثة ، وإن كان هناك صعوبة فى البناء فهذا طبيعى جداً ، ولكن الهدم والتخلى عن المسئولية والإضمحلال ، من أسهل ما يمكن أن تزاوله جماعة أو أمة ، ونحن قد قررنا أن نصبح دولة محترمة ، وها هو شأن مصر اليوم.