أستاذ أثار إسلامية يكشف حقيقة بناء الجامع الأقمر مكان أحد الأديرة (صور)

أخبار مصر



جامع الأقمر، وهو المسجد القائم بشارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي يسبق تحت الربع، ويلّي سبيل عبد الرحمن كتخدا، ويعد أحد أجمل مساجد القاهرة التاريخية.

يقول الدكتور محمد حمزة الحداد أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة وعميد كلية الآثار السابق، إن جامع الأقمر يعد من أشهر مساجد القاهرة الفاطمية على الرغم من صغر حجمه لما يحيط به من أساطير.

ويكمل الحداد، قائلًا إن الجامع الأثمر أنشأه الـوزيـر المـأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور عام 519 هـ، ويعد أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته تصميمًا هندسيًا خاصًا والتي تعد من أجمل واجهات المساجد.

ويروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، الذين قتلوا أثناء فترة الاضطهاد الرومانية، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.

وفي تصريحات لـ الفجر، علق الدكتور محمد حمزة الحداد على كلمات المقريزي قائلًا، إنه لا دليل أثري على قول المقريزي، حيث أن الأقمر موجود داخل أسوار القاهرة، والقاهرة كانت عبارة عن سهل رملي لا أبنية فيه، سواء أديرة أو غيرها، كما أنه لا أثر للدير أسفل المسجد أو للبئر المزعومة. 

وبالنسبة للتسمية يقول الحداد، إنه كان من عادة الفاطميين تسمية الأشياء على صيغة أفعل التفضيل كالأزهر والأقمر وغيرها.

وعن معمارية المسجد يقول الحداد، إنه أول جامع فيه الواجهة تحترم خط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية لصحن الجامع، ذلك كي تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.

وأضاف أن الجامع يتكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبا يحيط به أربعة أروقة، رواق القبلة والمواجه له ورواتبنا جانبيان. 

وعقود الأورقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة تربطها كتل خشبية.

ويتابع الحداد، أن أجمل ما في الجامع هو واجهته والتي التي لايضارعها في زخارفها البديعة واجهة أخرى في جوامع القاهرة ويرى في مدخله لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي.

وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسي، وهـو على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه، وأهم ميزة في تصميم الجامع استعمال المقرنصات والتي لم تستعمل قبله إلا في مئذنة جامع الجيوشي، وتلك الزخرفة انتشرت بجميع العمارة الإسلامية تقريبًا بعد هـذا الجامع.

وأشار إلى أن واجهة جامع الأقمر تم تقليدها في عدة مباني مثل واجهة حمام بشتاك في شارع سوق السلاح، والمنشأ في العصر المملوكي، ومثل واجهة المتحف القبطي المنشأ في القرن التاسع عشر. 

وأضاف أن الواجهة فيها الإشارات الشيعية حيث يتكرر اسم الإمام علي بن أبي طالب يحيط به اسم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي إحدى التقاليد الشيعية في تزيين واجهات المساجد وهي تتكرر أيضًا في قبة جامع الحاكم.