"الفجر" تنفرد بتفاصيل واقعة ترحيل اللاجئ الأفغاني من السويد

عربي ودولي



أشعلت الناشطة السويدية "إيلين إيرسون" خلال الساعات الماضية، حالة من الاستهجان والاستعطاف الشديد، على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر تليفونها المحمول، الذي تسببت بعدساته في قلب الأوضاع رأسا على عقب، بعدما قامت بتظاهرة صاحبتها البكاء، وموجات اعتراض شديدة، من أجل إنقاذ لاجئ أفغاني، أرادت السلطات السويدية ترحيله قسراً، عبر رحلة جوية إلى أفغانستان.
وبثت "إيريسون" بثًا مباشرا عبر صفحتها الشخصية في "فيسبوك" من طائرة الترحيل، بعدما صعدت إليها، رافضة الجلوس ما لم يُنزل طاقم الرحلة اللاجئ من الطائرة، وهو ما حدث بالفعل.

"الفجر" تواصلت مع "إيلين إيريسون"، في محاولة لإجراء حوار حول الواقعة، لكن منظمتها أكدت امتناعها عن التحدث إلى وسائل الإعلام في الوقت الحالي، واكتفت "إيريسون" ومنظمتها "Sittstrejken i Göteborg" المناهضة لسياسات الترحيل السويدية، بإصدار بيان بتفاصيل الواقعة، وهو ما حصلت عليه "الفجر".

وتحت عنوان "ماذا حدث في 24 يوليو؟ لماذا كانت "إيلين" في رحلة إلى اسطنبول؟، قالت منظمة
"Sittstrejken i Göteborg" وهي منظمة غير ربحية تقوم بحملات ضد ترحيل الناس من السويد إلى أفغانستان، في بيانها، أنه برغم تأكيد العديد من المنظمات الدولية، من بينها منظمة العفو الدولية، والصليب الأحمر، وبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA)، أن أفغانستان بلد في حالة حرب، وأنه من الخطورة عدم ترحيل الناس إلى هناك، تقوم السويد والعديد من الدول الأوروبية الأخرى بعمليات الترحيل.

وعن تفاصيل الواقعة، أوضح البيان، أنه "في وقت مبكر من صباح يوم 24 يوليو / تموز ، تلقينا معلومات معلومات مفادها أنه سيتم ترحيل شاب إلى أفغانستان، وقيل له أن يجمع ممتلكاته في مركز احتجاز اللجوء، في "غوتنبرغ" حيث كان محتجزاً ، وأن يستقل سيارة إلى المطار، هذا هو المكان الذي انتهت معلوماتنا عنده، وبدأت التكهنات".

وأضاف البيان" تحركت الشبكة حول الشاب جنباً إلى جنب مع نشطاء حقوق اللجوء للحصول على أي أخبار عن المكان الذي أُخذ فيه الشاب، سعياً لوقف الترحيل، بينما قدم الآخرون الدعم لأمه وشقيقته هنا في السويد، ووفقاً للمعلومات التي حصلنا عليها، كان الشاب سيُرحَّل على متن رحلة غادرت غوتنبرغ الساعة 18.05 يوم الاثنين، مع رجل في منتصف العمر".

واستطرد البيان " قامت "إلين"، وهي ناشطة تنشط في العديد من منظمات حقوق اللجوء، بشراء تذكرة سفر على متن الرحلة نفسها وصعدت بنية وقف عمليات الترحيل، وفي تلك الأثناء دعّم "إيلين" عدد لا يحصى من الآخرين، حيث ساهم البعض بالمال، واحتج آخرون في المطار، والبعض وزع المنشورات، كما كانوا يطالبون الخطوط الجوية التركية بمحاولة إيقاف الرحلة، بينما يقدم آخرون الدعم العاطفي لأسرة وأصدقاء الشخصين اللذين يتم ترحيلهما".

وذكر البيان "الشاب لم يكن على متن الرحلة التي استقلتها إلين، فبعد أكثر من 24 ساعة من التساؤل والقلق، حصلت عائلته على مكالمة هاتفية من كابول، أخبرهم الشاب أنه وضع في سيارة شرطة ذات نوافذ مظللة، مدفوعة إلى ستوكهولم، وطُرح على متن طائرة إلى أفغانستان، اكتشفت "إلين" أن الشاب لم يكن على متن الطائرة عندما كانت تستقل الطائرة وكان بإمكانها فقط إيقاف ترحيل الرجل في منتصف العمر".

وشدد البيان، أن الحرب في أفغانستان تجعلها غير آمنة للأشخاص الذين يتم ترحيلهم إلى هناك عبر عمليات اللجوء اللاإنسانية وغير الآمنة قانونيا في السويد، موضحا أن عمليات الترحيل تحدث سراً، دون أن يكونوا قادرين حتى على وداع العائلة والأصدقاء.

ولفت البيان إلى أنه في عام 2015، انتقلت السويد من واحدة من أكثر قوانين اللجوء سخاء في أوروبا إلى واحدة من أكثر القوانين صرامة، مبينا أنهم ينشرون باستمرار تقارير حول السلامة في أفغانستان، فيما تتكلف "إيلين" بالحصول على تلك المعلومات عبر لوحة الهجرة السويدية.

وذكر البيان أن هناك منظمات تعاونت في هذا العمل، بجانب الاحتجاجات والمظاهرات، لتوفير الدعم العقلي والقانوني لطالبي اللجوء، فضلا عن توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والمأوى.

وأنهى البيان قائلا "وما توضحه هذه القصة هو أن هناك حاجة لشخص واحد فقط لإثارة عمل، لكن هناك حاجة إلى الكثير لإجراء تغيير".