محمية القاهرة الأثرية.. تعرف على شارع باب الوزير الذي تم رصفه مؤخرًا (صور)

أخبار مصر



طالعتنا بعض المواقع وصفحات السوشيال ميديا، منذ أيام بصور لرصف أحد الشوارع الأثرية بالبازلت، ولشدة تشابه الشارع مع شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح في العالم؛ ظن البعض أن محافظة القاهرة قامت برصف شارع المعز بعد إزالة أرضيته الأثرية.


تواصلت الفجر مع المسؤولين بوزارة الآثار، وتبين أن الشارع الذي تم رصفه هو شارع باب الوزير؛ وقد كان مرصوفًا بالبازلت من قبل وأعادت المحافظة رصفه مرة أخرى.


وقال الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، في تصريحات صحفية لـ"الفجر"، إن شارع باب الوزير يضم عددًا كبيرًا من المنشآت، التي تنوعت مابين مدارس ومساجد وأسبلة وبيمارستان "مستشفى"، وهو الأمر الذى زاده تميزًا عن غيره، كما أن به عددًا كبيرًا من رفاة الملوك والسلاطين والأمراء والوزراء، ومنهم من هو صاحب أثر سياسى كبير، أدى إلى تغيير مجرى التاريخ، فمثلا هناك قبر أحد أهم الأمراء فى العصر المملوكي وهو خاير بك بن ملباي والذي تسبب في إنهاء الحقبة المملوكية، بسبب خيانته للسلطان قنصوه الغوري ومساعدته للسلطان العثماني سليم الأول مقابل أن يجعله واليًا على مصر.


وأضاف الكسباني، أنه يوجد في الشارع أيضًا قبر السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين، والذي بنى أول مركزا علميًا متخصصًا إضافة إلى المدارس الفقهية الشائعة آنذاك، فقد بنى مدرسة كانت مقصدًا للعديد من الدارسين والباحثين من شتى أنحاء العالم يوم أن كانت أوروبا تعيش فى ظلام الجهل فى العصور الوسطى، بجانب هذا المركز العلمي العالمى والمنارة الثقافية يوجد منزل السلطان قايتباي، والمعروف بمنزل الرزاز.


واستطرد: أبرز معالم شارع باب الوزير، هو مسجد الأمير آق سنقر الناصري، والذى اشتهر بعد ذلك بالجامع الأزرق، نظرًا لوجود بلاطات القاشانى الأزرق التي تزين جدار قبلة المسجد، فضلا عن أنه يضم رفات ثلاثة أشخاص، أحدهم سلطان والآخر أمير ووالي، والثالث وزير، ويعتبر قبر أو ضريح الأمير ابراهيم أغا مستحفظان من أروع المقابر العثمانية، وهو بحالة جيدة نظرًا لعدم تأثره بزلزال 1884م، والذى أثر بالسلب على عمارة المسجد وخاصة رواق القبلة.


وتابع أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة ،: تعتبر الحقبة المملوكية أحد عصور مصر الذهبية، ففيها أصبحت مصر مركزًا للتجارة الدولية الأمر الذى مكن سلاطين وملوك وأمراء هذه الحقبة من الإبداع في بناء عدد كبير من المنشآت، كما يأتي اهتمام المسلمين الشيعة بهذه المنطقة التى تعتبر بحق العمود الفقري للآثار الإسلامية والقاهرة التاريخية، حيث كانت في العصر الفاطمي مدفنًا لهم.


ومن جانب آخر، قال الباحث الأثري محمود دياربي، الباحث فى الحضارة المصرية، إن اهتمام الدولة بهذه المنطقة يأتي كأحد أهم المحاور السياحية، وخاصة بعد ما تناقلته بعض الصحف والمواقع الإخبارية من توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الأثار ومؤسسة الأغاخان لتطوير المنطقة، ولكن يجب تدارك الأخطاء التي حدثت في مناطق أخرى مثل شارع المعز، حيث ترتكز معالجة تلك الأخطاء في عدة نقاط.


وأشار "دياربي"، إلى أنه يجب القيام بتطوير جميع المباني العشوائية وإزالة المباني المخالفة، وعدم الارتفاع عما يسمح به القانون فى تلك المنطقة التاريخية، مع توحيد واجهات تلك البيوت، ويجب علاج كل المشكلات والمعوقات التي تعيق مثل هذا الإجراء بشكل أكثر حسمًا عما تم بشارع المعز.

وأضاف أنه يجب التنسيق التام مع محافظة القاهرة، لتطوير خدمات الشارع، وإزالة الإشغالات، وغلق الشارع ورصفه بما يتناسب مع بيئته الأثرية، وتسيير السيارات غير الضارة بالبيئة "الجولف" وبعدد محدود تييسيرا على المرضى وكبار السن، ودعمًا لحركة السياحة، وطرح ذلك على شركات متخصصة في مناقصات معلنة.


وأشار الباحث الأثري محمود دياربي، إلى أ ن شارع باب الوزير بمثابة محمية تاريخية، لابد من الحفاظ عليها والاستفادة منها، مع الاستفادة من التجارب المماثلة لمثل هذه المشاريع بإسبانيا والقدس وغيرها، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك ما يعرف بالفنادق التراثية، وبيت كبيت الرزاز بمساحته الشاسعة واحتوائه على عدد كبير من الغرف والقاعات ذات الزخارف الهندسية والنباتية علاوة على عراقة بل وغرابة وثراء جزئيه الشرقي والغربي لا مجال لإعادة توظيفه إلا بجعله فندقًا تراثيًا بعد عملية ترميم وتطوير لجزئيه الشرقي والغربي، مع عمل جراچ متعدد الطوابق فى المبنى الذي يتبع أحد شركات قطاع الأعمال بشارع سوق السلاح.


وفي رد رسمي من وزارة الآثار، قال الأستاذ محمد عبد العزيز مدير القاهرة التاريخية، لـ"الفجر"، إن هناك خطة كاملة لإعادة إحياء القاهرة التاريخية عمرانيًا من كافة الجوانب والأنشطة، مراعية المباني الأثرية والقيم التاريخية، والحضارية، وكذلك المحافظة على السمات العامة للمناطق، والحرف التراثية التي بها، وبالطبع تشمل هذه الدراسة منطقة شارع باب الوزير.