د. أماني ألبرت تكتب: حرب الشائعات على السوشيال ميديا (1)

ركن القراء



الشائعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي افتراض مرتبط بالأحداث الراهنة والهدف ترويجه ليصبح مصدقًا في أذهان الجمهور العام. وهي رسالة أو خبر أو معلومة زائفة أطلقها طرف ما، وانتشرت بشكل سريع إذ قام بقية الأطراف بالتجاوب مع هذه المعلومة في صورة إعجابات أو مشاركات أو تعليقات، ومن صديق إلى صديق تنتقل الشائعة مستعينة بميزة هذه الوسائل في النقل والنشر السريع ليتزايد عدد من تعترض طريقهم خلال التصفح ومع الانتشار السريع والمتسع يتوه مصدرها. وقد تحمل في جملتها أخبارًا مغلوطة، ووارد أن تتكل على أخبار جزء منها صحيح ووبقية الخبر كلام مغلوط، في محاولة لتلوين الموضوعات خاصة عدم إلمام الغالبية العظمي بالتفاصيل.

ويزداد انتشارها بخصوص الموضوعات التي تهم الجمهور، أو تلك الموضوعات التي يغلفها الغموض. فقد تمس موضوعات ذات طابع عسكري أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي. ولأنها أحد أساليب الحرب النفسية فهي تسعى لترويج أخبار لا أساس لها من الصحة، بها نوع من أنواع التضخيم والمبالغة والتهويل وأحيانا التشويه لزرع البلبلة وإثارة الفتن والأزمات. كما فعل هتلر حينما استخدم الدعاية السوداء متبعًا نصيحه وزير دعايته جوبلز الذي قال "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".

وإن انتشرت الشائعة قديمًا قبل استخدام الدول لقوتها العسكرية في الحروب، امتدت في العصر الحالي لتقف ضمن أدوات حروب الجيل الرابع لنشر البلبلة والفوضى في المجتمعات. و كاحد أدوات «الحروب غير النمطية» التي لا تحسمها قوة الاسلحة بل تعتمد على القلاقل والاضطرابات والغزو الثقافي وكسر إرادة الاخر. 

ورغم الدور الايجابي لوسائل التواصل الاجتماعي من حيث آنية نشر الاخبار، إلا أنها ساهمت في ترويج الشائعات ونشرها، في عصر لم تعد فيه المعلومة محجوبة ولم يعد المتلقي متلقي فقط بل أصبح منتج للمادة الاعلامية.

ونظرًا لخطورة تأثير الشائعات فإن أسلم طريقة لدرئها هي سرعة توضيح مدى صحتها، بالبيانات والمعلومات الصحيحة والاسباب وخاصة إذا كانت تخص جهة حكومية في الدولة. وتعتبر الوسيلة المضادة لها هي الصفحات الرسمية للجهات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر سريع الانتشار بين المستخدمين وكذلك عبر حسابات وسائل الإعلام المختلفة. ومن المناسب أيضًا الكشف عن مصدر الشائعة، فالكشف عن المصدر كفيل بقتلها. فكثير من الشائعات الحالية هي جزء من أخبار أو صور قديمة تم فبركتها وتحويلها لتتناسب مع الشائعة الحالية. وكشف المصدر ومكانه وزمانه كفيل بإبطال الشائعة.