الصرف الصحي بوردان "حلم طال انتظاره".. نصف مليون منزل ممنوع من الصرف والفاعل مجهول

أخبار مصر



 
محطات عديدة توقف بها قطار مشروع الصرف الصحي بقرية وردان إحدى أهم وأكبر قرى شمال الجيزة والقرى المجاورة لها، فالمشروع بدأ التفكير به منذ عام 1993 وتم التقدم بطلبات عديدة من قبل العديد من الشخصيات المحترمة سواء في مجلسي الشعب والشورى أو المحليات أو الشخصيات العامة وتم وضعها في الخطة التنفيذية بعد الموافقة على هذا المشروع، ثم هدأت الأمور وعادت مرة أخري فى عام 2005 عقب أول انتخابات رئاسية والمنافسة الشرسة في انتخابات مجلس الشعب في نفس العام، وقتها بدأ الحديث جديا عن الصرف الصحي لقري شمال الجيزة وبدأ الشروع في تنفيذه عام 2007، وتم البدء في إنشاء الشبكة الداخلية لقرى وردان وابوغالب وقا لرسومات هندسية وتصميمات فنيه.

وبالفعل تم حفر الشوارع وتركيب مواسير وغرف التفتيش، وصدر أيضا قرار تخصيص لأرض أملاك الدولة (أملاك الري) لمحطة الرفع في مدخل جزيرة وردان ثم قرار تخصيص لمحطة المعالجة بجزيرة وردان باعتبارها انسب الأماكن نظرا لانخفاضها .

وفجأة ودون سابق إنذار توقف المشروع عن العمل تماما، بل إن الأراضي الصادر لها قرار تخصيص سواء محطة الرفع أو محطة المعالجة تم التعدي عليها من قبل مواطنين قاموا باستغلال هذه الأرض لصالحهم، بينما ظلت المواسير وغرف التفتيش عرضة للسرقة والردم أحيانا، وخيمت حالة من الصمت الرهيب صاحبها انتشار الأمراض والأوبئة خاصة الفشل الكلوي وانتشار الناموس والبعوض والأمراض الأخري بالإضافة للتلوث البيئي الناجم عن البيارات "الطرنشات" التي يستخدمها الأهالي في الصرف، والحكومة لا تتحرك، وبينما كان العديد من الأهالي يناشدون المسئولين ويلجأون للصحف ووسائل الإعلام لتوصيل أصواتهم، كان معدومي الضمير يلقون بمياه الصرف في الترع والمجاري المائية النظيفة والشوارع أحيانا .
 
وبين كل حين وحين تظهر كلمات براقة ووعود بالبدء في تنفيذ المشروع بعد ضغوط الأهالي ونداءاتهم علي وسائل الإعلام والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي كان لها الفضل في تحريك المياه الراكدة في هذه المشروع ليتم التفكير في البدء فيه بشكل عملي، وفي هذه الأثناء بدأت المشاكل تتفاقم وتحولت قرى وردان وابوغالب واتريس وبني سلامة وكفر أبو الحديد والقطا وجزاية والعزب والكفور التابعة لها والمحرومة من الصرف، تحولت إلي بركة من المجاري وأصبحت تسبح علي مياه جوفية من الصرف الصحي شديد التلوث.

وتحولت تلك القرى الثمانية الممنوعة من الصرف الصحي إلي مصدر للأوبئة والتلوث والأمراض بسبب الإهمال في تنفيذ مشروع الصرف الصحي الذي علمنا أن له موازنة مخصصة وأموال صرفت بالفعل له، لكن ضعاف النفوس والفاسدين أبوا أن يتمتع أهالي تلك القرى بحياة نظيفة وان يكون لهم ابسط الحقوق وهو الصرف الصحي، والنتيجة حوائط متآكلة  وشوارع تمتلئ بالمجاري ورشح أسفل العمارات ومياه مجاري تطفو وترع مليئة بالصرف الصحي وطفح مجاري في اغلب الشوارع وتفشي أمراض وانتشار البعوض والناموس بكثافة والأوبئة والأمراض الخطيرة وهلاك اغلب الزراعات .

الآن وبعد عذاب سنين طويلة بدأت الخطوات العملية لتنفيذ المشروع الذي تأخر طويلا لدرجة دفعت الكثيرين يشمون رائحة فساد وإهدار مال عام في مشروع الصرف الصحي خاصة مع أنفاق العديد من الأموال وإهدارها منذ عام 2007، الآن تسلم الجهاز لتنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي برئاسة المهندس حسن الفار الأرض المخصصة؛ لإقامة محطة معالجة الصرف الصحي لتسليمها لشركة المقاولون العرب.

حيث حضر التسليم نائب محافظ الجيزة اللواء أسامة شمعه ونائب الدائرة الذي سعى لاستكمال المشروع والبدء في تنفيذه أحمد فاروق ابو عبدة عضو مجلس النواب ورئيس مركز ومدينة منشأة القناطر عبد الحكيم خطاب ونائب رئيس المدينة عادل عقرب وسكرتير عام المدينة اشرف علوان ورئيس القرية المحاسب محمد تهامي وسكرتير الوحدة المحلية احمد خليفة، بحضور النقيب محمود عبد الغني رئيس نقطة شرطة وردان  وتنسيق امني بين مركز شرطة منشاة القناطر ومديرية امن الجيزة وقوات الجيش والشرطة العسكرية .
 
 والآن يتبقى فقط سرعة الانجاز والبدء فورا في تسليم الرسومات الهندسية والبدء في إقامة الشبكات الداخلية في القرى المحرومة من الصرف الصحي بشمال الجيزة في أسرع وقت ممكن نظرا لزيادة مشاكل الأوبئة والأمراض خاصة أن كافة الجهات الحكومية قد وافقت علي إقامة المشروع والمحطة النهائية بداية من وزارة الإسكان ووزارة البيئة وجهاز شئون البيئة وإدارة تقييم الأثر البيئي وأيضا وزارة الصحة واللجنة العامة للصحة البيئية وإدارة الصحة الوقائية بوزارة الصحة  والإدارة العامة لصحة البيئة بوزارة الصحة وبالإضافة لموافقة وزارة الري والهيئة العامة لمشروعات الصرف الصحي بوزارة الري أيضا.