30 مترًا تحت الأرض.. تفاصيل مغامرة "الفجر" داخل مقابر الأجداد (فيديو)

أخبار مصر



الكشف الجديد الذي تم الإعلان عنه اليوم السبت في منطقة سقارة، ليس مجرد كشفًا عاديًا، أو بعض اللقى الأثرية التي عثر عليها المنقبون، وإنما هو بداية كشف جديد وفتح في منطقة سقارة حسبما صرح الدكتور خالد العناني وزير الآثار في المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح اليوم السبت للإعلان عن تفاصيل الكشف، الذي وصفه بالبداية لسلسلة من الاكتشافات في منطقة سقارة.






وقالالدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هذه المنطقة لم تشهد أعمال حفائر منذ 116 عامًا، حيث أن آخر من قام بالحفر في هذه المنطقة هو ماسبرو عام 1900م.





وكي تصل إلى الحقيقة يجب أن تخوض المغامرة، وهنا قامت الفجر برحلتها في أعماق الجبل كي تستطيع أن تنقل للمواطن مدى الجهد المبذول في هذا العمل، وما بذله الأثريون كي يصل الكشف لهذه المرحلة المبدئية من الاكتمال المنشود.


أولًا لتصل عمق البئر عليك أن تهبط سلمًا بدائيًا من ما يقرب من 300 درجة خشبية مدعمة بسقالات معدنية، وعن يمينك ويسارك الجدران الصخرية للبئر، حتى تصل للفتحات التي استخدمها الأقدمون لدفن ذويهم أو ملوكهم.




ويقول الأستاذ شبل دنقل مفتش آثار منطقة سقارة، إن البئر يرجع للأسرة 26 من العصر الصاوي، وقد تم العمل فيه من خلال بعثة مصرية ألمانية.


ويصف دنقل، خلال تصريحاته لـ"الفجر"، مراحل العمل قائلًا، إن البئر كان تحت تل من الرمال بارتفاع 7 أمتار، تم إزالته فكشف عن جدران من الطوب اللبن، والتي يسبقها ورشة التحنيط، وباستكمال الحفر بدأت تظهر معالم البئر حيث قابل المنقبين في المستوى الأول فتحة وبها مومياوتين، ثم على عمق 12 متر وجدت فتحة كبيرة وبها ثلاث دفنات أخرى.

وتابع: على عمق 30 متر من سطح الأرض وصلنا للمستوى الثاني، والمكون من صالتين، في الصالة الأولى يوجد فتحة "نيشة" بها تابوت ضخم من الحجر، وأعلاه ثلاثة توابيت خشبية، في كل تابوت مومياء، والمومياء التي في المنتصف كان يغطي وجهها قناع من الكارتوناج مطعم بالذهب والفضة .

وفي الصالة الثانية يوجد ثلاث فتحات، الأولى فيها تابوت حجري ضخم يخص "تادي حور" وهو لم يفتح بعد، والفتحتين الأخريين بهما أيضًا توابيت ومومياوات، وعدد المومياوات المكتشفة حتى الآن وصل إلى 35 مومياء.





وعن العمل قال "شبل"، إنه تم على مراحل حيث تم الحفر بواسطة العمال، الذين بدأوا برفع الرمال تحت إشراف المتخصصين من الأثريين وعلماء الصخور.

 





وتابع: وكلما وصلنا إلى عمق معين يبدأ علماء الصخور في تقييم حالة الجبل، وقد أوصى د. أيمن خبير الصخور المرافق للبعثة بعمل صلبات في المستوى السلفي لتجنب سقوط الأأحجار، والتي أصابها تشققات من جراء وعوامل الزمن.

 





وعن الطريقة التي استطاع بها الأقدمون أن يضعوا هذه التوابيت الضخمة، في هذا العمق السحيق وبهذا الوضع، قال الأستاذ شبل دنقل مفتش آثار منطقة سقارة، إنه يتم حفر بئرين، بئر أساسي الذي سيوضع به التوابيت، وبئر آخر موازي له في العمق، ويتم الوصل بينهما بواسطة فتحة في أسفل البئرين، ويتم ملء البئر الأساسي بالرمال، ويتم وضع التابوت أعلى الرمال، ثم يتم سحبها من أسفل في البئر الاحتياطي فينخفض مستوى البئر ومعه يهبط التابوت، ثم يتم وضعه في الفتحة الخاصة به، وبهذه الوسيلة المبتكرة استطاع الأقدمين أن يقوموا بترتيب التوابيت بهذا الشكل الذي يصعب أن يتم الهبوط بها بواسطة الحبال.