طارق الشناوي يكتب: "سينما فاتن حمامة"

الفجر الفني



لا يمكن أن تستقيم المعادلة على هذا النحو، كل من يتحمس لإعادة بناء السينما يقف على الجانب الآخر من بيوت الدين، وكأنه ينحاز للمدنس لضرب المقدس، علينا تفعيل القرار الذى يقضى بأن هدم سينما يفرض على من يملك الأرض إنشاء سينما أخرى، وأتمنى من الصديقة د. إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، متابعة تلك القضية لتنفيذ القرار.


بمجرد نشر قصة هدم سينما فاتن حمامة تلقيت تليفونا من الدكتور الكبير محمد عبدالوهاب، أستاذ الأشعة الأول فى العالم العربى، وزوج السيدة العظيمة فاتن حمامة، عاشا معا 40 عاما، قال لى مع الأسف إننا نفرط فى القوى الناعمة المصرية، والأمر مؤكد لا يخص فاتن فقط، ولكن الدائرة تتسع لتشمل العديد من الأمور، يجب أن نستيقظ وإلا سنجد أنفسنا خارج الزمن، ودكتور الأنف والأذن والحنجرة، ابن حى المنيل، طارق فهيم، صحح لى المعلومة بأن سينما فاتن حمامة حملت فى الماضى اسم (ميراند) وليس (جرين)، قبل أن يتصدرها اسم فاتن فى منتصف الثمانينيات، كما أن أنور السادات ليلة الثورة ذهب إلى سينما مجاورة لها وهى (الروضة) وافتعل خناقة ليحرر محضرا يثبت من خلاله أنه كان فى دار العرض  ليلة الثورة، رغم أنه هو الذى أذاع البيان الأول للثورة عام 52، والإعلامى الكبير، أطال الله فى عمره، فهمى عمر، كان هو مذيع الهواء الذى استقبل السادات.

 

الرسالة الأخرى جاءت من المطربة أصالة التى كتبت: «لم يعد فى بلادنا أى اهتمام بقيمة الجمال، بسبب المصالح الصغيرة نفقد قيمنا النبيلة، فلا أمل لنا سوى بالشكوى أو الهرب بعيدا عن المواجهة، هناك من يهدم ما تبقى من الذكريات التى تشير إلى ما كنا عليه من ارتقاء وإبداع وحرية، كل شىء أصبح استهلاكيا، أين الكبار أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، وكيف لا تتحول بيوتهم إلى متاحف يزورها الناس، لننعش بهم أيامنا وذكرياتنا؟!، أثق فى أنه سيأتى يوم ونكتب عن سينما فاتن وكل العمالقة الذين أسعدونا، ولايزالون، الأجمل قادم لا محالة». انتهت كلمات أصالة، وأردد معها: نعم الأجمل قادم.


المقال نقلًا عن "المصري اليوم"