محمد مسعود يكتب: محمد صلاح.. "يا أنا يا اتحاد الكرة"

مقالات الرأي



الكرة المصرية على صفيح ساخن


يظن البعض أن الأمور انتهت، لكنها لم تنته بعد، يجب أن يحدث تغيير، عبارات كتبها محمد صلاح لاعب المنتخب الوطنى المصرى، والهداف واللاعب الأفضل فى الموسم المنقضى من الدورى الإنجليزى، فى اليوم الأول من الشهر الجارى، بعد الخروج من الباب الخلفى بـالصفر الكبير، فى منافسات مونديال روسيا.

قبلها بأيام، وبالتحديد قبل المواجهة الأخيرة للمنتخب مع نظيره السعودى، انتشرت شائعة اعتزال صلاح للعب دوليا، وقيل إن السبب ما حدث من مهازل فى رحلة العيد التى أطلق عليها مجازا مونديال، الأمر الذى لم يرض صلاح الذى عاش وتعايش مع ظروف احترافية، ومناخ يساعد على النجاح، فلمع وتوهج.

توقع صلاح أن يجد مثل هذا المناخ مع المنتخب المصرى، لكنه للأسف، أصيب بخيبة أمل كبيرة، ظهرت جلية، وبشكل لا يدع مجالا للشك، فى حالة الفتور التى لازمته طوال أحداث مباراة السعودية لدرجة أنه لم يحتفل بالهدف ولم يظهر على وجهه أى تعبير ينم عن سعادة.


1- بداية الأزمة

بعد أن استنفد محمد صلاح جميع محاولاته الفردية فى حل أزمة إعلان طائرة المنتخب، دون أن يستجيب شخص واحد، ما كاد أن يكبده ملايين الدولارات، كتب محمد صلاح على موقع التواصل الاجتماعى تويتر نصا «بكل أسف طريقة التعامل فيها إهانة كبيرة جدا، كنت أتمنى التعامل يكون أرقى من كدا» نشر صلاح تغريدته فى التاسع والعشرين من إبريل فى تمام الثانية وخمس دقائق، ولم تمر سوى ساعتين حتى رد خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة – آنذاك - بتغريدة، مماثلة.

قال عبد العزيز فى تغريدته «سنتواصل مع جميع الأطراف لحل الأزمة، خاصة أن منتخب مصر يستعد للمشاركة فى المونديال، بالإضافة إلى أن محمد صلاح نموذج للشباب المصرى، محب ومخلص لوطنه، ويمثل بلده فى أوروبا خير تمثيل».

المؤكد أن التفاعل السريع من الدولة متمثلة فى وزير شبابها خالد عبد العزيز، أسعد صلاح، وشعر أن الدولة تقدره، من خلال حل أزمته، علاوة على اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسى به ليطمئن عليه بعد إصابته فى نهائى دورى أبطال أوروبا، ليظهر الفارق الكبير، بين دولة ترعى موهبة، واتحاد يتعامل بغير احترافية ولا يوفر المناخ المناسب للنجاح.


2- فن اللامبالاة


الصدى الكبير الذى حققته تغريدة محمد صلاح، بعد أزمة الإعلان الملصق على طائرة المنتخب، لم يتحقق فى المرة الثانية عندما كتب صلاح تغريدته التالية التى قال فيها «لابد أن يكون هناك تغيير».

انتشرت التغريدة على مواقع التواصل الاجتماعى، وتفاعلت جماهير الكرة المصرية التى كانت لاتزال موجوعة من الخروج المهين للمنتخب، لكن كالعادة هدأت الأمور، ونسى الجمهور الفضيحة، ولم يتم فتح ملف رحيل اتحاد الكرة رغم كل أزماته. ليظهر محمد صلاح هذه المرة، حاملا نسخة من كتاب أمريكى بعنوان «فن اللامبالاة» فى إشارة ربما تدل على أسلوب تعامله مستقبلا مع المجلس الحالى لاتحاد الكرة، المسئول عن الصورة الباهتة التى ظهر عليها المنتخب الوطنى، وكان لسان حاله يقول ««كيف يبقى المسئولون عن هذا الفشل الذريع؟».

صلاح، كما قال المقربون منه، فكر جديا فى اعتزال اللعب الدولى، والامتناع عن تمثيل المنتخب المصرى فى ظل وجود الاتحاد الحالى، ونقل عنه البعض قول «يا أنا يا اتحاد الكرة». ربما تكون العبارة ليست دقيقة، لكن المؤكد، أن صلاح «زعلان» وغير راض عن رحلة روسيا وما جاء فيها من أحداث.


3- أين العقاب؟

بعد نهاية مباراة المواجهة الأولى أمام الأوروجواى، صوّر بعض اللاعبين فيديوهات لحساب قناة mbc مصر، فى غرفة عصام الحضرى، وتحدث إيهاب لهيطة مع اللاعبين قائلا: «كده مينفعش»، فأكدوا له أنهم لم يكونوا يعلمون أن التصوير ممنوع، وقبل مباراة روسيا صوّر لاعبون آخرون فيديوهات جديدة «طارق حامد، كهربا، تريزيجية، ورمضان صبحى»، ورغم علم المدير الإدارى والجهاز الفنى لم توقع عليهم أى عقوبة، وشاركوا جميعا فى المباراة الثانية أمام روسيا.

ما هو العقاب الذى وقع على هؤلاء اللاعبين الذين لم يحققوا أى فوز؟.. وبالتالى لا يستحقون أى مكافآت، ولماذا لم يخرج رئيس الاتحاد ليعلن العقوبات أمام الجميع، فى شىء من الشفافية تحتاجها الرياضة المصرية؟.


4- حازم إمام.. الأسطورة

لوح حازم إمام باستقالته من مجلس هانى أبوريدة، كرد فعل طبيعى لشخص مسئول، حقق فشلاً كبيرًا فى مهمة إسعاد الشعب المصرى، لكن عاد حازم إمام، ورجع فى قراره غير المدروس، بعد أن قرر المجلس الوقوف أمام الهجوم ونفى أى تجاوزات حدثت فى روسيا، وتم – ربما لترضيته – إسناد ملف المدير الفنى الجديد له.

هل حازم إمام يستحق أن يختار المدير الفنى الجديد لمنتخب القارة السمراء الأول؟، نعم يستحق، ويعتبر اختياره، قرارًا موفقا من مجلس إدارة الاتحاد.. لأن حازم لم يكن يوما لاعب كرة فحسب، بينما هو أحد أساطير الكرة المصرية، ولا يقل عن حسام حسن.

المدير الفنى سالف الذكر، قلل من شأن حازم إمام وتاريخه، ونسى، وربما تناسى أن حازم إمام هو الذى كان يصنع أهدافه التى سجلها بالفانلة البيضاء، وبنى مجده فى نادى الزمالك بعد طرده من الأهلى، فالزمالك هو من منح حسام حسن قبلة الحياة، وأعاده من الباب الكبير للرياضة المصرية، وهو أيضا الذى صنعه كمدرب، رغم فشله فى تحقيق أى بطولة سواء داخل الزمالك أو خارجه.

هجوم حسام حسن مبرره الوحيد أنه يرغب فى تولى القيادة الفنية للمنتخب المصرى، لكن بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب لن يتولى قيادة أى منتخب، فالمرحلة الحالية لا تستوعب حسام حسن، والقرار الأصوب هو ما فعله اتحاد الكرة، بإسناد المهمة لمدير فنى أجنبى.

الأهم من ذلك هل ترضى جماهير الكرة المصرية بحسام حسن مديرا فنيا للمنتخب، رغم كراهية جماهير الأهلى له بتلويحه بفانلة الزمالك، قبل أن يرفع تيشيرت المصرى وفانلة حمراء فى وجه جماهير الزمالك؟ حسام خسر جمهور الكبيرين، غير أن إمكانياته الفنية كمدير فنى حقق صفرًا من البطولات.. لا تؤهله لقيادة المنتخب المصرى.