مي سمير تكتب: جميلات المافيا.. 6 فتيات يتزعمن عصابات الجريمة المنظمة حول العالم

مقالات الرأي



من ملكة الجريمة فى النمسا إلى "كارديشيان العصابات المنظمة"

إيرمينيا تخصص تزييف أوراق نقدية وصنفتها الشرطة ضمن أخطر 30 مجرماً بإيطاليا


يلعب الرجال عادة دور البطولة فى عالم المافيا والعصابات المنظمة، لكن فى بعض الأحيان تتمكن بعض السيدات من احتلال موقع زعيم العصابة، ولكل سيدة مافيا، قصة تختلف فى بدايتها، ولكن النهايات بالتأكيد تتشابه.

فى أوساط المافيا، نادراً ما يكون الرجال فى المنزل، فمعظمهم يختبئون من أعين الشرطة أو يقضون عقوبتهم فى السجن، وبالتالى لا يقضون وقتاً طويلا مع أطفالهم.

فى المقابل تتولى النساء فى الأسرة نقل ثقافة المافيا إلى الأجيال القادمة، ويلعبن الدور الرئيسى فى نقل القيم الإجرامية لأطفالهن وتبنين صورة بطولية للأب الغائب.

وبالمثل، عندما تجد هؤلاء النساء أنفسهن أرامل، فإنهن لا يلجأن إلى العدالة التقليدية، ولكن يحرصن على البقاء ضمن العالم السرى لعائلة المافيا، حيث يقمن بتشجيع أبنائهن على الثأر والانتقام.

وعلى هذا النحو، فإن امرأة المافيا التى اغتيل زوجها ستبقى قميصه الملطخ بالدم كهدية لابنها فى عيد ميلاده الـ18 حتى يثأر لأبيه وإلى جانب العمل على غرس الجريمة فى نفوس الأطفال أو التشجيع على الأخذ بالثأر، فى بعض الأحيان تنجح المرأة فى إدارة شؤون العصابات وحمل لقب الزعيم، والعرابة هى عادة امرأة تمتلك ذكاء حادا وقلبا باردا وكاريزما تجعلها تسيطر على عالم الرجال.


1- فرجينيا.. ملكة الجريمة

فى 24 مارس عام 1966، عثر المارة فى ممشى بجانب نهر سالزاك فى النمسا، على جثة امرأة، فى الثلج بجوار شجرة وبجانبها رسالة مطوية بدقة على الأرض.

لم تتضمن الرسالة سوى جملة بسيطة «سئمت الحياة»، ولم تكن هذه السيدة سوى فرجينيا هيل، التى كانت تسمى «ملكة الجريمة»، من منتصف الثلاثينيات حتى أربعينيات القرن العشرين، وتوصل مسئول نمساوى إلى أن فرجينيا، 49 عاماً، ماتت بجرعة زائدة من المهدئات.

كانت فرجينيا، المولودة فى عام 1916 بولاية جورجيا، فتاة رائعة الجمال بشعرها الأحمر وملامحها الدقيقة وبشرتها الخالية من العيوب، ودفعها جمالها اللافت للانتباه، كى تحلم بأن تكون ممثلة سينمائية مشهورة، ولكن ذكاءها الخارق وقدرتها الذهنية على التخطيط بذكاء ومكر قاداها كى تكون نجمة فى عالم الجريمة فى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.

فى الرابعة عشرة من عمرها تزوجت فرجينيا من صديقها جورج راندل الذى يكبرها بعامين فقط، وانتقل الزوجان الشابان إلى شيكاغو فى أوائل عام 1933، على أمل تحقيق النجاح سواء فى عالم المال والتجارة أو فى عالم الفن، لكن أحلامهما تكسرت على أرض الواقع وانتهى الزواج بالطلاق.

فى البداية اضطرت فرجينيا للعمل كفتاة ليل، ولكنها وجدت فى وقت لاحق وظيفة نادلة خلال معرض وورلد بروجرس العالمى فى شيكاغو عام 1933، حيث وقع فى غرامها وكيل مراهنات الأثرياء، جوزيف إيبستين، الذى أصبح فيما بعد عشيقها ومستشارها المالى.

من خلال عشيقها دخلت عالم الجريمة المنظمة فى شيكاغو، نيويورك، لاس فيجاس، ولوس انجلوس، وفى البداية عملت كمحاسبة لعصابة آل كابونى فى شيكاغو، قبل أن تؤسس شركة توصيل خاصة استخدمتها فى عمليات غسيل الأموال للعصابات ونقل واستقبال الرسائل المختلفة. ونجحت فرجينيا فى صنع ثروة ضخمة بفضل دورها فى عمليات غسيل الأموال، قبل أن تقع فى غرام بيجى سيجل، الذى يعد واحدا من أشهر رجال العصابات الأمريكية ومالك فندق فلامنجو الشهير، فى مدينة لاس فيجاس.

واشتهرت ملكة الجريمة بعد مقتل بيجى سيجل فى قصرها فى بيفرلى هيلز، حيث كانت غير متواجدة أثناء عملية اغتياله ولكن لم يتم توجيه أى اتهام إليها، واتسع نفوذ فرجينيا فى عالم الجريمة المنظمة وأصبحت اللاعب الرئيسى فى كثير من العمليات، ولهذا تعتقد السلطات النمساوية أنها لم تنتحر ولكن تم اغتيالها بسبب علاقتها المتشعبة بالعالم السرى للجريمة.


2- روزيتا.. عيون الثلج

روزيتا كوتولو، هى شقيقة رافاييل كوتولو، زعيم عصابة «نوفوا كامورا»، الإيطالية، والذى قضى معظم حياته خلف القضبان، ورغم ذلك ظل يقود عصابته من خلال تعليماته التى كان يرسلها إلى أخته الكبرى روزيتا الملقبة بـ»عيون الثلج».

وعاشت روزيتا وحيدة لسنوات مع والدتها فى مدينة أوتافيانو، قرب مدينة نابولى دون أن تلفت الانتباه إليها، واشتهرت روزيتا باهتمامها الشديد برعاية الزهور فى حديقتها، ولم تدرك الشرطة أن هذه السيدة ذات الشعر الرمادى هى العقل المدبر لأعمال شقيقها، وبدونها كان من يمكن ألا يكون لعصابة «نوفوا كامورا» أى وجود، وفقا لأحد سكان أوتافيانو.

فى حين أن شقيقها، المصاب بجنون العظمة، جذب إليه الأنظار من خلال إجراء المقابلات الصحفية وإلقاء الخطب فى قاعة المحكمة، حافظت روزيتا على صورتها البسيطة، وكان لديها علاقة الحب والكراهية مع شقيقها.

ووفقاً لمحاميهم باولو تروفينو، جمعت الشقيقين علاقة عاصفة: «كانت الخلافات والمشاحنات هى المسيطرة على علاقتهما»، وحكمت روزيتا المقر الرئيسى لعصابة «نوفوا كامورا» فى قلعة ميدسيا، وهو قصر كبير يعود إلى القرن الـ16 ويضم 365 غرفة ومتنزها كبيرا مع ملاعب تنس ومسبح، وتم شراء القلعة بعدة مليارات ليرة فى ذلك الوقت.

تولت روزيتا عمليات التفاوض مع بارونات الكوكايين من أمريكا الجنوبية، واشتهرت بذكائها فى إدارة عمليات تهريب المخدرات وتحقيق أرباح طائلة، وفى إشارة إلى مكانتها الكبيرة فى عالم الجريمة، شاركت فى اجتماع رفيع المستوى مع ممثلى عشائر المافيا وعصابات كامورا فى محاولة لوضع حد للحرب الدامية بين العصابات المختلفة.

فى أكتوبر 1981، داهمت الشرطة معقلها بينما كانت تترأس اجتماعاً للعصابة، ولكنها نجحت فى الهروب، ولأكثر من عشر سنوات فشلت الشرطة فى العثور عليها، وفى عام 1993 سلمت روزيتا نفسها وصرحت قائلة: «لقد سئمت من كونى هاربة».

وحكم على روزيتا غيابياً فى عام 1990 بالسجن لمدة تسع سنوات بتهمة تنظيم عصابة المافيا، ثم تم تخفيض العقوبة فى وقت لاحق إلى السجن خمس سنوات، وفى المقابل تمت تبرئتها من تسع تهم بالقتل، وحسب الصحافة الإيطالية، فإن مظهرها البسيط والهادئ كان سبباً فى تبرئتها من هذه الجرائم.


3- إيرمينيا.. الفتاة السماوية

كانت إيرمينيا جيوليانو، من مواليد 1955، عضوا فى عائلة جيوليانو التى تدير عصابة مافيا «كامورا» فى منطقة فورسيلا فى نابولى، كان لقبها سيليست أو «السماوية» بسبب عيونها الزرقاء الساطعة.

تولت إيرمينيا إدارة أعمال الجريمة لعشيرة جوليانو، بعد اعتقال شقيقها لويجى جيوليانو أوائل عام 2000، وكان آخر أشقائها الخمسة الذين اعتقلوا.

وفى نهاية المطاف تعاون لويجى مع سلطات الإدعاء الإيطالية وشهد ضد العديد من أعضاء مافيا كامورا، بما فى ذلك أعضاء من عائلته، وتم تصنيف إيرمينيا كواحدة من أخطر 30 مجرماً فى إيطاليا وكان تخصصها داخل المافيا هو تزييف الأوراق النقدية.

تصف ملفات التحقيق إيرمينيا، بأنها سيدة دموية، وإذا شعرت بالملل كانت تصيح: «يجب أن أطلق النار على شخص ما»، وزعم البعض أنها قامت بطعن زعيم عصابة منافسة فى عام 1997، وقادت سيارة إلى نافذة متجر لعدو آخر فى عام 1999.

يذكر أن أسطورة كرة القدم الأرجنتينى، دييجو مارادونا كان صديقاً مقرباً منها حيث تعرف عليها عندما كان يلعب مع نادى نابولى.

وشملت اهتمامات عشيرة جيوليانو المخدرات والرهان غير القانونى على مباريات كرة القدم. وقال كارمين، وهو أحد أخوة إيرمينيا، إنه بفضل شقيقته كان مارادونا على استعداد لعمل أى شىء من أجل الكوكايين، حتى لو خسر نادى نابولى «الكاليتشيو».

تم القبض على إيريمينيا، عندما داهمت الشرطة منزل ابنتها فى حى فورسيلا فى نابولى بعد منتصف الليل بقليل وعثرت عليها فى غرفة سرية مخبأة خلف خزانة مطبخ ولوحة جدارية، وقال قائد شرطة نابولى، كارلو غوالدى: «لقد كانت زعيمة حقيقية، مع كل الصفات المرتبطة عادة بالعراب».

وأصرت إيرمينيا على الاستحمام واستدعاء مصفف الشعر الخاص بها لترتيب شعرها ووضع المكياج ثم ارتداء ملابسها ومعطف جلد النمر قبل وضع الأصفاد فى يدها، وقبل دخولها سيارة الشرطة قالت إيرمينيا لابنتها:»أنا أعتمد عليك الآن، ولا أشعر بالقلق لأنى علمتك كل القيم الحقيقية فى الحياة».


4- كلوديا.. كيم كارديشيان العصابات المنظمة

اكتسبت كلوديا أوتشوا فيليكس، البالغة من العمر 31 عاماً، سمعتها كـ«كيم كارديشيان الجريمة المنظمة»، وذلك بفضل صورها التى تتباهى بها على الانستجرام.

فى عام 2014، أفادت عدة صحف بريطانية أن كلوديا أصبحت الرئيس الجديد للعصابة المكسيكية المعروفة باسم «لوس أنتركس»، والمسؤولة عن المئات من جرائم القتل البشعة.

وذكرت المخابرات الأمريكية أن هذه العصابة هى «أقوى منظمة تهريب فى العالم»، لأنها تشكلت من قبل مجموعة مؤلفة من قتلة وتولت كلوديا زعامة عصابة «لوس أنتركس» بدلاً من صديقها خوسيه رودريجو ارشيحا المعروف باسم «شينو» الذى تم القبض عليه، لاتهامه بقتل 3 رجال تم العثور عليهم معلقين فى جسر بالمكسيك.

ولاتزال كلوديا تنشر صورها على الانستجرام، وتستعرض جمالها وما تمتلكه من أسلحة وطائرات خاصة.


5- ماريا ليكياردى.. الأميرة العرابة


ماريا ليكياردى، المولودة فى 1951، هى رئيسة عشيرة ليكياردى، ومقرها فى ثانيجليانو فى شمال نابولى، وكانت رئيسة مافيا كامورا بلا منازع فى مدينة نابولى من عام 1993 حتى تم اعتقالها فى عام 2001.

حملت ماريا أكثر من لقب، وكان يطلق عليها «العرابة» من قبل أعضاء المافيا، وفى فى وقت مبكر من حياتها الإجرامية كان يطلق عليها «الفتاة الصغيرة» بسبب صغر حجمها، وبمرور الوقت حازت على لقب «الأميرة» نظراً لمكانتها الكبيرة.

صعدت ماريا إلى السلطة وتولت منصب رئيس العشيرة، بعد إلقاء القبض على شقيقيها بيترو وفينسينزو، وزوجها، وكانت أول امرأة تصبح رئيسة عائلة لايتشياردى، ونظراً لتفوقها فى إدارة شئون عشيرتها على نحو أثار إعجاب الجميع تولت منصب رئيس تحالف عصابات نابولى والذى ضم ما يقرب من 20 عائلة.

وفى وقت عانت فيه العصابات من الاضطرابات والصراعات المحلية، فضلاً عن العديد من المحاولات الدموية للسيطرة، نجحت ماريا فى الحفاظ على استقرار عشيرتها، وتحت إدارتها، سيطر تحالف العصابات على أجندات المدينة الأكثر ربحاً، من المخدرات وتهريب السجائر إلى المراهنات والدعارة، ولعبت ماريا أيضاً دوراً رئيسياً فى توسيع سوق تجارة المخدرات فى المدينة. وتحت قيادتها، أصبح التحالف أكثر تنظيماً وتطوراً وبالتالى أقوى.

وقدمت ماريا العديد من التغييرات الثورية لعمل عائلتها، ولعل أهمها كان المشاركة فى عالم الدعارة، وقبل ذلك، كان لدى مافيا كامورا، مدونة سلوك منعتهم من كسب المال من الدعارة، ومع ذلك، تحت إدارة ماريا تم كسر هذا القانون.

وتشترى عصابة ماريا الفتيات من المافيا الألبانية مقابل ألفى دولار، حيث كانت فتيات كثيرات يأتين إلى إيطاليا للبحث عن عمل شرعى من أجل الهروب من الفقر المدقع فى وطنهم، ولكن بمجرد وصول الفتاة إلى إيطاليا، يتم استعبادها عملياً وإجبارها على ممارسة الدعارة، وكانت العديد من هؤلاء الفتيات قاصرات وكثيرا ما يتم إجبارهما على إدمان المخدرات لمنعهما من الهروب أو العمل كمخبرات، وساعد هذا الأسلوب على زيادة النشاط الإجرامى، حيث كانت الفتيات تصرف جزءاً كبيرا من دخلهن على شراء المخدرات، وكانت ماريا تأمر بقتل الفتيات مع تقدمهن فى العمر لعدم الحاجة إليهن.

تمتعت ماريا بكاريزما كبيرة، ووفقاً لمصادر الشرطة، اشتهرت بأنها عملية وساحرة وذكية بشكل استثنائى، ولكنها قاسية تماماً مثل نظرائها من الرجال، وفى 14 يونيو 2001، ألقت شرطة نابولى القبض على ماريا، ورغم أنها فى السجن، فهى لا تزال تدير شئون عشيرتها.


6- ساندرا.. ملكة المحيط الهادئ

ساندرا أفيلا بلتران، ولدت فى 11 أكتوبر 1960، هى رائدة عصابات المخدرات المكسيكية، يطلق عليها لقب ملكة المحيط الهادئ، من قبل وسائل الإعلام.

ساندرا هى ابنة شقيقة ميجيل أنخيل فيليكس غالاردو الأب الروحى لتجارة المخدرات المكسيكية الذى يقضى عقوبة بالسجن لمدة 40 سنة بتهمة قتل أحد ضباط إدارة مكافحة المخدرات فى الولايات المتحدة. ودخلت ساندرا فى العديد من العلاقات العاطفية مع أشهر بارونات المخدرات فى شبابها، وبعد مغامرات عاطفية عديدة، تزوجت ساندرا مرتين من قادة شرطة سابقين والذين أصبحوا فيما بعد مهربين للمخدرات، وقد قُتل كلاهما فى وقت لاحق على يد قتلة مأجورين.

وتعتقد الشرطة أن صعود ساندرا إلى السلطة فى عالم المخدرات يرجع بالدرجة الأولى إلى علاقتها الأخيرة مع إسبينوزا راميريز أو «النمر»، الذى يقال إنه شخصية مهمة فى عصابة تجارة المخدرات فى كولومبيا المعروفة باسم «كارتل دى فالى».

وأدركت الشرطة الدور الكبير الذى تلعبه ساندرا فى عالم تجارة المخدرات، عندما عثرت على أكثر من 9 أطنان من الكوكايين على متن سفينة فى ميناء مانزانيلو، كوليما، فى المحيط الهادئ فى عام 2001، وكانت هناك شكوك أن الشحنة ملك لها ولعشيقها.

ولكن كانت ساندرا ذكية للغاية فى عدم ترك أى دليل أو إثارة شكوك الشرطة، وكان ذلك حتى عام 2002 عندما تم اختطاف ابنها وكان هناك فدية بقيمة 5 ملايين دولار مقابل عودته سالما، وبعد إطلاق سراح الابن بدأت الشرطة التحقيق حول الأنشطة المختلفة لساندرا.

وفى عام 2007، وجهت الشرطة إلى ساندرا تهمة ارتكاب جرائم الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات، ورغم إسقاط بعض التهم طوال المحاكمة، إلا أنها كانت لا تزال متهمة بحيازة أسلحة غير مشروعة وغسيل الأموال.

وخلال الاستجواب، وصفت ساندرا نفسها بأنها ربة منزل تجنى المال من بيع الملابس، لكن الشرطة لم تقتنع بكلامها ولاتزال ساندرا وراء القضبان إلى اليوم، ويعتبر المسؤولون المكسيكيون والأمريكيون أنها كانت حلقة اتصال مهمة بين عصابات تجارة المخدرات فى المكسيك وبارونات المخدرات فى كولومبيا.