الإهمال يضرب آثار حديقة المتحف المصري.. ومسؤولون: "تحت التطوير" (صور)

أخبار مصر



التقطت كاميرا الفجر عدد من الصور لآثار حديقة المتحف المصري بالتحرير، والتي من المفترض أنها تمثل متحفًا مفتوحًا يستمتع به الزائرين، كما أنها تمثل عاملًا من عوامل الجذب السياحي، ولاحظت كاميرا الفجر وجود تماثيل أثرية تم وضعها على مجموعة من القرميد "الطوب" الخاص بأرصفة الشارع، وقطع أثرية أخرى أجهزة التكييف ملاصقة لها، وأسلاك الكهرباء الخاصة بها تمر بجانبها أو من فوقها.

علق الأستاذ الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" قائلًا: إن حديقة المتحف المصري بالتحرير تحتاج إلى إعادة نظر في طريقة عرض الآثار، من قبل المسؤولين عن المتحف المصري وأيضا من قبل وزارة الآثار. 

وأوضح "بدران"، أن طريقة العرض تحتاج إلى إعادة صياغة من جديد، لأنها لا تتبع أساليب العرض الحديثة الخاصة بعرض الآثار في الأماكن المفتوحة، أو ما يسمي بالمتحف المفتوح أو الحديقة المتحفية، كما أنه لا يوجد سيناريو واضح لعرض القطع في الحديقة، فهل هي تُعرض علي أساس العرض النوعي، أو الكمي، أو الموضوعي، فهذا غير واضح تماما بل هي خليط بين هذا وذاك. 

وأشار إلى أنه لا توجد أي بطاقات لشرح الأثر، مما يؤدي إلي عدم اهتمام الزائر بها، كما أن هناك عدم اهتمام واضح بأسلوب عرض القطعة الأثرية، حتى أن بعض القطع الأثرية وضع أسفلها مساند من أحجار الرصيف، مما يؤدي إلى نوع من التنافر وعدم التجانس مع البيئة المحيطة بالأثر وطريقة العرض. 

وأضاف "بدران" أن وجود أجهزة التكييف الخارجية بجانب الآثار تمثل مشهدًا سيئًا، كما أنها تؤثر على طبيعة الأثر على المدى البعيد.  

خطورة المتاحف المفتوحة
وفي نفس ذات السياق علق بسام الشماع عضو اتحاد الكتاب وعضو الجمعية التاريخية والمرشد السياحي المعروف في تصريحات خاصة للفجر قائلًا، إن فكرة المتاحف المفتوحة أو الحدائق المتحفية مرفوضة شكلًا وموضوعًا، حيث أنه من غير المنطقي أن يتم عرض الآثار في الهواء الطلق، وتعرضها لعوامل التعرية المختلفة، كالأمطار واتلتي تكون في بعض الأحيان حمضية، وتلوث العوادم، وكذلك لفضلات الطيور، وأشعة الشمس الحارقة والرياح الرملية، فكل عوامل التعرية معرض لها الأثر الذي يوضع خارج المتاحف. 

وعن التكييفات الموجودة بجانب الآثار وملاصقة لها في بعض الأحيان قال الشماء إنه يجب عمل تكييف مركزي بعيدًا عن المتحف ككل ويتم توصيله لقاعات العرض، ولكن أن نضع التكييفات بهذا الشكل الذي يؤثر على الشكل وعلى القطعة الأثرية بذبذباته فهو أمر غير مقبول. 
 
الآثار للجذب السياحي فقط 
ومن جانبه قال الدكتور لطفي غازي مدير شئون الآثار بالمتحف المصري بالتحرير، في تصريحات خاصة للفجر، إن الآثار الموجودة بحديقة المتحف، هي مجموعة من الآثار الثقيلة المصنوعة في الأساس من مواد مقاومة لعوامل التعرية كالجرانيت، وقد تم ترتيب هذه القطع لتكوين عرض متحفي يشابه المتاحف المفتوحة، وتم اختيار الآثار من عصور مختلفة للتعبير عن كل محتويات المتحف الداخلية، والغرض منها أن يتم مشاهدتها من خارج المتحف، وتمثل عامل جذب السياحي. 

وأضاف "غازي"، أن قسم الترميم بالمتحف يقوم بمتابعة الآثار في الحديقة المتحفية، ويتم تغطيتها بمواد خاصة في العواصف الممطرة، كما يتم توفير قواعد خاصة لارتكاز القطع بحيث لا توضع على الأرض مباشرة، وأشار إلى أن الغرض الأساسي من وضع هذه القطع في حديقة المتحف هو الجذب للزائر، لذا لم يتم وضع شارات أو لوحات تعريفية للقطع الأثرية. 

وعن التكييفات الموجود بجانب القطع الأثرية، قال الدكتور لطفي غازي إن هذه الأجهزة لا تؤثر ذبذباتها على القطع الأثرية، ولكنها تؤثر في الشكل العام، وهذه التكييفات مستحدثة وأغلب القطع الأثرية كانت موجودة قبل وجود التكييفات. 

وعن المتاحف المفتوحة قال الدكتور لطفي غازي إنها منتشرة في مصر فمنها متحف المسلة في المطرية، ومتحف ميت رهينة، ومتحف الشرقية، والأجواء في مصر مهيأة للمتاحف المفتوحة، عكس الدول الغربية، حيث الأجواء فيها متقلبة وغير مناسبة لعرض الآثار في العراء.  

المتحف تحت التطوير
ومن جانبها قالت الأستاذة صباح عبد الرازق مدير المتحف المصري بالتحرير، في تصريحات خاصة للفجر، إن التكييفات كانت مغطاة بصناديق خشبية، إلا أن الإدارة الهندسية اعترضت على هذه الصناديق وقالت إنها ستضر بالتكييفات، وأضافت في نهاية تصريحاتها إن خطة التطوير، ستشمل الحديقة المتحفية التي سيتم عمل خطة عرض متحفي لها وتزويد كل قطعة بلوحة شارحة لكل قطعة أثرية. 

وعن التمثال المستند لقطع من القرميد قالت الأستاذة صباح إنه منقول من مكان آخر وتم وضعه هكذا بشكل مؤقت حتى يتم ترتيب خطة العرض المتحفية للحديقة، فيتم عمل قاعدة له ولوحة تعريفية.