د. حماد عبدالله يكتب: محاضرة للدكتور "مصطفى مدبولى"

مقالات الرأي



كنت من السعداء جداً بتولى الأستاذ الدكتور / مصطفى مدبولى ،وزير الإسكان ,مسئولية رئاسة مجلس الوزراء , وذلك لعدة أسباب , أولها أننى أعرف سيادته منذ فتره طويله تعدت العشرون عاماّ , حينما كان عضواً نشطاً فى اللجنة الإقتصادية بالحزب الوطنى (المنحل ) وكان له دور بالغ الأهمية فى المشاركة فى وضع بعض القوانين التى تهتم بالإسكان والبناء والتخطيط العمرانى ,ولعل فى محاضرة أذكرها جيداً حينما كان يتولى إدارة هيئة التخطيط العمرانى فى وزارة المهندس /أحمد المغربى(وزير الإسكان الأسبق ) ,تحدث الدكتور / مصطفى بجمعية ال مهندسين المصرية عن جودة الحياه فى مصر ,ونظرة الدولة نحو تجديد الحياة ,وهذا سبب اًخر لسعادتى بتوليه منصب رئيس الحكومه ولعل تذكيره بهذه المحاضرة  سوف ربما تعيد إلى الأجندة التى يتولاها هذه العناصر الرائعه التى سردها بحرفية وأستاذيه فى تخصصه ,حيث أشار الدكتور "مدبولى" فى هذه المحاضرة إلى أهمية المشاركة الشعبية والعلمية لهذا التصور من خلال ما تم جمعه من محصول المناقشات مع ( الوكالة اليابانية للتعاون الدولي )والمعروفة بإسم (JICA), والوكالة الدولية للإنماء بالأمم المتحدة (UNDP), ومنظمة الأمم المتحدة فرع "المستوطنات البشرية" وكذلك "البنك الدولي" , وكذلك معلومات مجلس الوزراء, والجامعات المصرية, وجمعية المهندسين المصرية, فإن تصور عام "للقاهره" عام 2025 أي بعد خمسة عشر عاماً أو أقل قليلاً لهذه المحاضرة حيث ألقاها فى عام 2010  سوف تكون "القاهرة" كإقليم عالمي وشامل ومستدام تم وضع عدد (22) مشروع تحقق تلك الرؤية ، وقصد الدكتور " مصطفى" بأن العاصمة أو الإقليم عالمي بمعنى أنه يجب أن تكون أفضل عاصمة في الشرق الأوسط وقصد بالإستدامة أى إستعادة لرونق تلك المدينة القديمة ، ومترابطة بتطوير المناطق والضواحي للقاهره وربطها بشبكة مواصلات عامة, وأهمها مترو الأنفاق الذي يصل عدد خطوطه في 2025 إلى ست خطوط ( نحن الآن بصدد الثالث والرابع) كما أن المشروع  تضَّمنْ نقل الحكومة من شارع ( القصر العيني) ومنطقة (اللاظوغلي) إلى الجانب المقابل لمنطقة (القاهرة الجديدة) من طريق (المعادي القطامية) وحتى منطقة (شارع الثورة طريق السويس) وهذه المساحة تكفي لإستيعاب الحكومة والتى إنتقلت من منطقة "محكى القلعة "عام 1864 في عهد "الخديوي إسماعيل" إلى منطقة (اللاظوغلي) و(القصر العيني) وكان عدد سكان مصر حوالى 6مليون نسمة وهى الآن فى موقعها ونحن (مصر) أكثر من مائة مليون نسمة!!
حتى وصلت الحالة إلى أن منطقة الحكومة حالياً (القصر العيني واللاظوغلي) حوالى 95 فدان, تحتل المباني الحكومية منها حوالى 57 فدان يشغلها ستون ألف موظف يتردد عليهم حوالى مائة ألف مواطن لقضاء حاجاتهم يومياً. 
ولعل الدكتور" مدبولي" لم يذكر أن شارع القصر العيني (نصف البلد) يحتلها أكبر تجمع طبى شعبي – مستشفى القصر العيني, مستشفى الأورام, مستشفى   "أبو الريش" للأطفال, مستشفيات الأمراض المستوطنة, ودار الحكمة بجانب مؤسسات صحفية وعلمية وبترول ومدارس وأيضاً بجانب "مجلسى الشوري(السابق) ومجلس النواب" ووزارات النقل والصحة والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والإسكان, وحتى "هيئة التخطيط العمراني" و" مجمع التحرير" للحكومة جميعها ووزارة الداخلية, و"الجامعة الأمريكية"  و"مصلحة الإستعلامات" و "وزارة الإعلام" ووزارة الخارجية", كما أن هذه المنطقة التى لا يتعدى طولها عن 2كيلومتر تشمل أهم فنادق مصر والقاهرة, "الهيلتون" سابقاً "سميراميس" و"شبرد", و كاندينسكى , و" فورسيزونس", و "حياة جراند" و"البرج" كما تشمل تجمع أيضاً من سينمات وسط البلد, ونقابات المهندسين والمحامين والصحفيين والتجاريين والأطباء ودار القضاء العالي ووزارة الصناعة والتنمية المحلية وأمن الدولة. 
هذا بجانب (ما نسيته) من هيئات إقتصادية, ومع كل تلك الأجهزة الحكومية           تتمركز التجارة في العاصمة من تجار ومعارض سيارات ومكاتب مهنية, هل هذا معقول؟ نعم معقول !! والدولة أخذت المبادرة للتحرك إن شاء الله لرفع مؤشر جودة الحياة!! وأن الغد لناظره قريب !!
بعد أن إسىتقرت على أن "ملحق العاصمة المصرية" ما بين طريق السويس الإسماعيلية ، ملحقاً إدارياً للعاصمة الأم "القاهرة".