جزء من ذاكرة الوطن.. المباني ذات الطراز المعماري بين الحفظ والهدم (فيديو)

أخبار مصر



شارع 26 يوليو، وهو الشارع الواصل بين القاهرة الخديوية أو ما يعرف بمنطقة وسط البلد وما بين حي الزمالك، وحال الشارع هو حال القاهرة الخديوية، حيث تزينه على الجانبين المباني ذات الطراز المعماري المتميز والتي تتبع جهاز التنسيق الحضاري بالقاهرة.

ويقول الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن المباني ذات الطراز المعماري المتميز بدأت تعرف طريقها لقلب القاهرة في عهد الخديوي إسماعيل، على الرغم من أن التطوير بدأ في عهد محمد علي باشا، إلا أن النهضة العمرانية الحقيقية، بدأت بشكل جدي ومدروس ومخطط، في عهد الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا، أكبر أبناء محمد علي. 

وتابع "الكسباني"،: عند تولي الخديوي إسماعيل الحكم عام 1863، كانت حدود القاهرة تمتد من منطقة القلعة شرقاً، إلي مدافن الأزبكية وميدان العتبة غرباً، يغلب عليها التدهور العمراني في أحيائها، ويفصلها عن النيل عدد من البرك والمستنقعات والتلال والمقابر، بمساحة لا تتخطي 500 فدان، وكان تعداد سكانها في ذلك الوقت لا يتجاوز 279 ألف نسمة، وفي عام 2009، أطلقت وزارة الثقافة المصرية المشروع الثقافي المشترك مع إسبانيا لتطوير القاهرة الخديوية، والتي كانت تعرف بباريس الشرق.

وأشار إلى أن المشروع تم تنفيذه بالاستفادة من تجربة إسبانيا في الحفاظ على الأبنية التاريخية، وذلك للحفاظ على المباني ذات الطابع المعماري المميز وسط العاصمة المصرية، والتي تشكل مثلثا رأسه ميدان التحرير وقاعدته ميدانا الأوبرا ورمسيس وما يتفرع منهما من شوارع، منها شارع 26 يوليو، والتي تضم ما يقرب من 421 بناية داخل مساحة لا تقل عن 700 فدان، يعود تاريخ بنائها إلى النصف الثاني للقرن الـ 19، والعقدين الأولين للقرن الـ 20، وتجمع المباني بين طرازي الكلاسيكية وعصر النهضة، والتي تتميز بالعناصر الزخرفية المميزة لهذه الفترة. 

ويقول الدكتور الكسباني، إن العمائر ذات الطراز المعماري ليست مسجلة كآثار، وأنه لا مانع في حال تكرار الطراز أكثر من مرة أن يتم إزالة المتكرر في حالة تعارضه مع المصلحة العامة، كحالة التطوير الماثلة حاليًا في مثلث ماسبيرو. 

وأضاف أن في أوروبا يوجد نظام كتبه يسمى الوجهاتية، وهو إعادة بناء المبنى بنفس طرازه وشكله الخارجي، ومن مفسده بالفعل في ميدان الطرف الأغر في لندن، حيث حافظ به المسؤولون على طراز وشكل وتصميم المباني التراثية هناك.

ويقول ديفيد ويتكن في كتابه تاريخ العمارة الغربية، إن العمارة الكلاسيكية هي نوع من أنواع العمارة، التي استخدمت المفردات الإغريقية والرومانية من العصور القديمة ووظفتها في عمارة عصر النهضة وما بعدها.

وتابع: أن العمارة الكلاسيكية ألهمت العديد من المعماريين الحديثين مما أدى إلى ظهور فنون معمارية جديدة مثل العمارة الكلاسيكية الحديثة التي ظهرت في أواسط القرن الثامن عشر والأحياء اليوناني في القرن التاسع عشر.

وعن سكان المنازل التراثية المهددة بالإزالة قال الأستاذ طارق السمالوطي أحد قاطني العقار 68، وهو عقار ذو طراز معماري مميز، إن العمائر الست ذات طراز معماري متميز، إيطالي وفرنسي، وهي مسجلة بجهاز التنسيق الحضاري، ومنظمة اليونسكو العالمية، وكانت مستثناة من الهدم، ولكنهم فوجئوا كسكان بصدور قرارات الإزالة بعد عيد الفطر المبارك وأن هناك أمر بالإخلاء للسكان، وأضاف السمالوطي أن المباني ليست مجرد عقارات يسكن فيها بعض البشر، بل هي تراث وتاريخ.

وتابع: فأحدها يرجع تاريخ بناؤه لعام 1926 وهي العمارة التي كانت مكتب بريد القاهرة ومركز الإنذار على مستوى القاهرة صد الغارات في الحروب، وأخرى كانت مكتب الكابتن صالح سليم رئيس النادي الأهلي، ويقول السمالوطي أنه قابل صالح سليم مرارًا وتكرارًا وهو طالب جامعي.

وفي نهاية تصريحاته قال "السمالوطي"، إنه يحب الحفاظ على هذه العقارات التراثية فهي جزء من ذاكرة هذا الوطن، وشارع 26 يوليو بمبانيه التراثية امتداد للقاهرة الخديوية والشارع الواصل بينها وبين حي الزمالك.