نادية صالح تكتب: حول معركة الكاتب الكبير وحيد حامد وأموال التبرعات لمستشفى 57357

مقالات الرأي



استطاع الكاتب الكبير وحيد حامد أن يحوز على علامة الجودة على كل ما يقدم أو يقوم بتأليفه وليس لديه أى عداوات مع أحد تقريباً وأستطيع أن أقول ذلك فلديه أسرة مستقرة -نمسك الخشب- فزوجته هى الإعلامية الشهيرة زينب سويدان من أفضل من قرأ نشرة الأخبار بالتليفزيون وقد حازت على جائزة أوسكار الشرق الأوسط وقتها وله ابن هو «مروان حامد» من أبرز المخرجين الشباب المبدعين بشهادة عدد كبير من النقاد..، المهم يعرف ذلك كل من تعامل معه وأنا منهم...، فعندما طلبت منه يوم عينت رئيسة لإذاعة الشرق الأوسط أن يكتب من تأليفه مسلسل فترة المغرب فى رمضان وهى من أهم الفترات الإذاعية ووعدنى بذلك وأوفى بوعده رغم أن المكافأة المادية لشبكة الشرق الأوسط كانت أقل من مكافأة بعض الشبكات الإذاعية الأخرى والتى طلبت منه نفس الطلب، لكن الرجل يحرص دائما على كلمته ويحقق وعده، وقام بالفعل بتأليف مسلسل أسماه «لمسة ساخنة على جليد بارد» وكان بطولة الفنانة الكبيرة يسرا، ويبدو أنه فى هذه الأيام يقوم بـ«لمسة ساخنة على جليد ساخن».

وللحق كانت هذه المقدمة لابد منها لتتأملوا معى طبيعة وشخصية «وحيد حامد» الكاتب والإنسان والمبدع -وطبعاً على رأس إبداعاته مسلسل الجماعة-.. وهذا قليل جداً من كثير جداً يعرفه عنه كل من تعامل معه، ولكن المعركة الدائرة الآن حول أموال التبرعات لمستشفى سرطان الأطفال 57357 وعلاجهم بالمجان، تعتبر من أكبر المعارك التى دخلها حتى أن البعض خشى عليه وحذره من عش الدبابير الذى دخله على حد تعبيرهم.

ولكنهم يعلمون جيداً أنه لا يخشى فى الحق لومة لائم، كل ما فى الأمر أنه يحرص على المساعدة فى حربنا ضد الفساد، والأستاذ وحيد حامد يحاول مساعدة الرقابة الإدارية التى تعلمنا بين وقت وآخر بأخبار القبض على عدد من الفاسدين الذين يتلقون الرشاوى ويساعدون عليها دون أن تفرق بين وزير أو غفير، فمحاربة الفساد تتطلب الوعى والضمير والشجاعة، وإذا كان الأستاذ وحيد قد تقدم ببعض البلاغات إلى مكتب النائب العام إلا أن ذلك لم يمنعه باعتباره كاتباً وصاحب رأى من واجبه فى أن يعلن للرأى العام ما وصل إليه من إثباتات ووقائع عن بعض صور الفساد فى جمع هذه التبرعات وتوجيه أموالها فرغم نجاح هذا الصرح الطبى الكبير مستشفى 57357 فى علاج مرضى هذا المرض اللعين من الأطفال إلا أن الاستفادة كانت ستكون أكثر لو خف الفساد الذى يطالب كاتبنا بالتحقيق فى أركانه، فعلى سبيل المثلال المغالاة فى رواتب بعض القائمين عليه، حتى أنك تتعجب عندما تسمع أن مرتب بعض الآحاد منهم يبلغ 80 ألف جنيه سنويا.. وإذا سألت كانت الإجابة: لابد أن يكافئ كل من يقوم بجهد على جهده وديننا يقول ذلك، ولكن لابد أن تسأل عن دور العمل التطوعى لوجه الله والمرضى الأطفال.

المهم أن خلاصة ما أود أن أقوله فى هذا الصدد وأرجو أن نتأمله بكل دقة هو:

1- لابد من وضع الصورة العامة لشخص الكاتب فى الاعتبار.

2- التبرعات لن تتأثر بالانخفاض بالشكل الذى يمكن أن يزعجنا نتيجة هذه الضجة وتلك المعركة، فنحن كمصريين عندما نفعل الخير نفعله لوجه الله، وعلى يقين أن أجرنا وثوابنا على هذا التبرع كصدقة أو زكاة سوف نحصل عليه من الله سبحانه وتعالى، والفاسد سيلقى عقابه من رب العالمين عند الحساب.

3- لابد من تحقيق عاجل، وقد عرفنا أن وزارة التضامن الاجتماعى سوف تقوم به،.. ولابد من الإسراع فى هذا التحقيق حتى لا تزداد نسبة من لايثقون فى أعمال الجمعيات الخيرية الخاصة كما حدث مع المؤسسات الحكومية عندما ظن البعض أن أموالها «مال سايب»، ولابد من إعلان نتيجة التحقيق بكل شفافية.

وهذا يحمينا من أن جملة جديدة فى الإعلان عن حربنا ضد «سرطان الفقر وسرطان الجهل وسرطان المرض» جملة جديدة تقول ضد «سرطان الفساد» فسرطان الفساد لا يقل عن سرطان الفقر والجهل والمرض.